شهدت بلدان الشرق الأوسط كسوفاً جزئياً للشمس يشمل مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي، في ظاهرة تستمر حوالي ساعتين لن تؤدي إلى ظلمة كاملة لكن يتعين على الراغبين في متابعتها تخطي الحذر، حيث مر كوكب القمر من أمام الأرض حاجباً في بعض البلدان ضوء الكوكب المشتغل، وفي لبنان حجب القمر قرابة الـ 40% من ضوء الشمس.
في الآونة الأخيرة بات التعامل مع هذه الظاهرة الفلكية بطريقة عقلانية وإجراءات احترازية من قبل السلطات وتحذيرات طبية لعدم النظر إلى الشمس مباشرة إلا مع استخدام نظارات خاصة أو استخدام أفلام الصور الشعاعية.
الكسوف هو حالة طبيعية تحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريباً ويكون القمر في النصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض. وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضيء. لذلك حظي الكسوف باهتمام بالغ هذه المرة على صعيد الحكومات والمراكز العلمية كما كان قديماً لدى الشعوب.
كان العرب قبل الإسلام يظنون أن ظاهرة الخسوف أو الكسوف تحدث عندما يتطاول الحوت لأكل القمر غير القادر على فعل أي شيء و من أجل انقاذه وفك أسره من بين أنيابه أو جوفه كانوا يطلقون الأهازيج حتى يشعر الحوت بالخجل أو أن يرقّ قلبه.
ظل الناس يتبعون الطريقة تلك، وحتى فترات أخيرة من القرن الماضي كانت بعض القرى في لبنان والمحيط تقرع الطناجر ويطلق فيها الناس الأهازيج لإنقاذ الكوكب.
لدى المسلمين، عادة ما تطلق المآذن التكبيرات لدعوة الناس لإداء الصلاة المخصصة لهذه الظواهر وكي يتضرعون إلى الله كي يزيل الخطر عن الأرض وعباده.
في اليهودية، كان اليهود يترقبون لون الكسوف وإذا ما كان لونه مائلاً إلى الأحمر شكل ذلك لديهم مصدر شؤم وأنبأهم بحرب مصيرية محتومة الوقوع.
والغريب أنه بمجرد حدوث الظاهرة يعود بعض الناس إلى أفكار ومعتقدات وعادات وتقاليد القرون الوسطى أو ما قبلها والتى كانوا يعتقدون ايضا أن تنيناً يخرج لالتهام الشمس بشكل كلي لذلك فإن الخوف والهلع كانا يسودان العالم .
فكان يحدث حظر تجول اختياري حيث يسارع الناس للصق أكياس بلاستيك سوداء على زجاج النوافذ وسجن الأولاد دائما داخل المنزل حتى لا يخرجوا ويتعرضوا لأشعة الشمس.