خلال فترة العصور الوسطى كان من الطبيعيّ في الكثير من المناطق الأوروبية أن تمثل الحيوانات أمام القضاء لنيل محاكمات شبيهة بتلك التي ينالها البشر، ويعود ذلك إلى سبب اقترافها جرائم كالقتل وإفساد المحاصيل، وبالتالي كان من الطبيعي أيضاً أن تسمع خلال تلك الفترة عن مثول حصان أو بقرة أو خنزير أمام القضاء وصدور حكم بسجنه أو إعدامه.
ففي سنة 1474 مثل أمام قضاء مدينة بازل السويسرية ديك بعد أن وجّهت إليه تهمة خطيرة. ذلك بعد اتهامه بوضع بيضة، وفي وقتها كانت هذه جريمة خطيرة خارقة للطبيعة حيث كان من المعروف أنّ وضع البيض هو مهمّة الدجاجة وليس الديك.
مع كلّ هذا، لم توجد أيّ أدلة واضحة حول حقيقة وضع الديك لهذه البيضة، ولكن ذلك لم يمنع قضاء مدينة بازل السويسرية من توجيه تهمة التعامل مع الشيطان واستعمال السحر حيث تمّ اعتقاله داخل مزرعة مالكه.
على إثر ذلك أدين الديك المسكين الذي اكتفى بالنقنقة طيلة فترة المحاكمة بتهمة التعامل مع الشيطان واستخدام السحر الأسود والشعوذة، ولهذا السبب صدر في حقه حكم بالإعدام حرقاً.
وفي وقت لاحق من سنة 1474، وفي حضور أعداد غفيرة من الجماهير، جرى إعدام الديك في ساحة عامة بمدينة بازل السويسرية حيث أحرق المسكين حيّاً رفقة بيضته التي اتّهم بوضعها.