النهار

"فاغنر" تعلن السيطرة على باخموت "بالمعنى القانوني"... والجيش الأوكراني "يصدّ هجمات العدوّ"
المصدر: "أ ف ب"
"فاغنر" تعلن السيطرة على باخموت "بالمعنى القانوني"... والجيش الأوكراني "يصدّ هجمات العدوّ"
جندي أوكراني في باخموت (أ ف ب).
A+   A-
أعلنت مجموعة "فاغنر" الروسيّة شبه العسكريّة، اليوم، سيطرتها على مبنى بلديّة باخموت شرقي أوكرانيا، قائلةً إنّ هذا يعني أنّها باتت تسيطر على المدينة "بالمعنى القانوني".

وقبل ذلك بساعات، أكّد الجيش الأوكراني، مساء الأحد، أنّه كان ما زال "مُسيطراً" على باخموت. وأوضحت هيئة الأركان العامّة الأوكرانيّة على "فايسبوك": "العدوّ لم يوقف هجومه على باخموت. لكنّ المدافعين الأوكرانيّين يُسيطرون بشجاعة على المدينة وصدّوا الكثير من هجمات العدوّ".

غير أنّ قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين أكّد، عبر "تليغرام"، أنّه "بالمعنى القانونيّ، تمّت السيطرة على باخموت. العدوّ يتركّز في المناطق الغربيّة".

ويُظهر مقطع فيديو مُرفَق برسالته، بريغوجين ملوّحاً بالعلم الروسي مع كتابة تُكرّم فلادلين تاتارسكي المدوّن العسكري الروسي الذي كان من أشدّ المؤيّدين للهجوم في أوكرانيا والذي قُتِل بانفجار قنبلة في سانت بطرسبرغ الأحد.

وقال بريغوجين" "ها هي شركة فاغنر العسكريّة الخاصّة، ها هم الرجال الذين سيطروا على باخموت. من وجهة نظر قانونيّة، إنّها لنا".

إلى ذلك، قُتل ستّة أشخاص الأحد جرّاء "هجوم كبير" بالصواريخ الروسيّة استهدف ناحية مكتظّة سكّانيًا في مدينة كوستيانتينيفكا قرب باخموت التي أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمقاومتها في مواجهة "أكبر قوّة معادية للإنسانيّة".

وجاء تصريح زيلينسكي هذا في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيّين في مدينة بوتشا التي صارت رمز "فظائع" منسوبة إلى الجيش الروسي. ونفى الكرملين من جانبه أيّ تورّط له، مؤكّداً أنّها عمليّة مُدبّرة.

وتحلّ الذكرى غداة تولّي روسيا الرئاسة الدوريّة لمجلس الأمن الدولي، حيث تُواجه موسكو الغربيّين الذين عزلوها على الساحة الدوليّة منذ بدء غزوها أوكرانيا.

ميدانيًّا، تواصلت في وقتٍ سابق الأحد الاشتباكات العنيفة حول منطقة باخموت، مركز القتال منذ شهور.

وأكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الأحد، أنّ الوضع في المنطقة كان "لا يزال متوتّرًا جدًّا". وأضافت: "العدوّ لا يحاول إشراك مقاتلي (مجموعة) فاغنر فحسب، لكن وحدات المظلّيين المحترفين أيضاً. الخسائر البشريّة الهائلة لا تُثني العدوّ".

وأشارالجيش الأوكراني إلى أنّ روسيا "تُواصل تركيز الجزء الأكبر من جهودها على تنفيذ عمليّات هجوميّة في قطاعات ليمان وباخموت وأفديشفكا ومارينكا"، مؤكّداً صدّ "الكثير من الهجمات المعادية" ضدّ باخموت الأحد.
 


"مدنيّون عاديّون"

في اليوم نفسه، على بُعد نحو 27 كلم من هذه المدينة المدمّرة، في كوستيانتينيفكا، أعلنت السلطات الأوكرانيّة أنّ قصفاً روسيّاً أسفر عن مقتل ثلاث نساء وثلاثة رجال وإصابة 11 شخصاً.

وعلّق زيلينسكي بالقول إنّها "مجرّد مناطق سكنيّة... إنّهم مدنيّون عاديّون في مدينة دونباس" تمّ استهدافهم.

وشاهد مراسلو وكالة "فرانس برس" حفرة كبيرة في فناء برج مؤلّف من 14 طبقة تكسّر زجاج نوافذه، كما دُمّرت سقوف منازل مجاورة.

وقالت الشرطة إنّ روسيا أطلقت صواريخ من طرازي إس-300 وأوراغان في "هجوم كبير" تخلّلته ستّ ضربات.

وأضافت أنّ الضربة استهدفت "16 مبنى سكنيّاً، وثمانية منازل ودار حضانة ومبنى إداريًّا وثلاث سيّارات وخطّاً لأنابيب الغاز".

من أمام البرج المتضرّر بشدّة ووسط تساقط الزجاج المتكسّر، قالت ليليا وهي طالبة طب نفسي تبلغ 19 عامًا "أنا محظوظة جدًا لعدم وجودي في المنزل حينها".

ولدى تفقّدها الأضرار في شقّتها الواقعة في طبقة أرضيّة لمبنى شُيّد في الحقبة السوفياتيّة، قالت المتقاعدة نينا إنّ عصف الضربة اقتلع الأبواب الداخليّة وباب المدخل، مضيفةً: "انكسر جدار داخلي ولم تسلم أيّ نافذة".

كما تسبّب قصف في مقتل شخصَين في منطقة سومي (شمال- شرق)، حسب زيلينسكي.
 
"وقف الارهاب الروسي"

وقال زيلينسكي: "هذه بضعة أمثلة عن عشرات من عمليّات القصف اليوميّة. لا توجد سوى طريقة واحدة فقط لوقف الإرهاب الروسي واستعادة الأمن في جميع مدننا ومجتمعاتنا (...) وهذا المسار هو انتصار عسكريّ لأوكرانيا".

وخلُص إلى أنّه "سيأتي يوم نقول فيه: هرب آخر محتلّ أو قُتِل" في الشرق أو الجنوب، متطرّقاً إلى شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو أحاديًا عام 2014 بالقول: "القرم ستكون حرّة وآمنة من جديد. أوكرانيا ستستعيد كلّ ما يعود إليها".

في وقتٍ سابق الأحد، كتب زيلينسكي عبر "تليغرام": "يا شعب أوكرانيا! أوقَفتُم أكبر قوة معادية للإنسانيّة في عصرنا. أوقفتم القوّة التي تحتقر كلّ ما يُعطي معنى للإنسان وتسعى لتدميره"، بعد عام من العثور على جثث مدنيّين في مدينة بوتشا إثر انسحاب الجيش الروسي.

وأضاف: "سنُحرّر جميع أراضينا. سنعيد رفع العلم الأوكراني في جميع مدننا وبلداتنا"، في وقتٍ لا تزال روسيا تسيطر على أكثر من 18 في المئة من الأراضي الأوكرانيّة.
 


في الثاني من نيسان 2022، شاهد مراسلو "فرانس برس" في بوتشا بعد انسحاب القوّات الروسيّة، سيّارات متفحّمة ومنازل مدمّرة وجثث عشرين رجلًا بملابس مدنيّة ملقاة على مئات الأمتار.

وصدمت مشاهد الجثث العالم بأسره، فيما دانت كييف والدول الغربية الإعدامات التعسفية لمدنيين ووصفتها بجرائم حرب.

واعتبر قائد القوّات البرّية الأوكرانيّة أولكسندر سيرسكي أنّ الانسحاب القسري للقوّات الروسيّة من منطقة كييف قبل عام كان "نصراً استراتيجيّاً" للأوكرانيّين "أسّس لعمليّات جديدة كلّلت بالنجاح".

وخلال زيارته المدينة بعد يومين على اكتشاف ما حصل، دان زيلينسكي "جرائم الحرب" التي قال إنّ "العالم سيعترف بها على أنّها إبادة جماعيّة".

وتوقّف في بوتشا تقريباً جميع القادة الأجانب الذين زاروا أوكرانيا.

وقدّرت كييف عدد المدنيّين الذين قُتِلوا في هذه المنطقة خلال الاحتلال الروسي بـ"أكثر من 1400"، بينهم 637 في بوتشا.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium