النهار

جدّه تعرّض أيضاً لمحاولة اغتيال... لماذا أثار آبي الجدل؟
المصدر: "النهار"
مادة دستورية كانت إشكالية لآبي... أين تركزت أولوياته؟
جدّه تعرّض أيضاً لمحاولة اغتيال... لماذا أثار آبي الجدل؟
رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي - "أ ب"
A+   A-

شكّل نبأ اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (67 عاماً) اليوم صدمة حول العالم. اعتقلت الشرطة رجلاً في الواحد والأربعين من العمر على علاقة بالاغتيال وقالت لشبكة "أن أتش كاي" اليابانية إن الرجل لم يكن راضياً عن آبي ونوى قتله لكن الحافز المحدد للاغتيال يبقى غير واضح.

ويبدو أن المشتبه به كان حاقداً على منظمة معينة واعتقد أنّ آبي على ارتباط بها وفق ما قاله ضابط في الشرطة. وأصيب آبي برصاصتين في العنق خلال تجمع انتخابي في نارا غرب البلاد.

لفتت شبكة "ذا هيل" الأميركية إلى أن آبي كان رجلاً مثيراً للجدل في اليابان إذ انتقد المادة التاسعة من الدستور الياباني التي تكرس مبدأ السلمية في القوانين، وتقول إن على اليابان دوماً رفض اللجوء إلى القوة كوسيلة لحل النزاعات الدولية.

ونقلت عن الخبير في الشؤون اليابانية في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" ريتشارد صمويلز قوله إنّ آبي حاول نقل مركز الثقل في الثقافة اليابانية السياسية بعيداً من السلمية التي طبعت معظم النصف الأول من حقبة ما بعد الحرب.

لقد كان جدّ آبي أيضاً رئيساً للوزراء وهو نفسه تعرّض لمحاولة اغتيال سنة 1960. وكان الابتعاد عن السلمية مهماً لآبي وجدّه. في الممارسة، تملك اليابان جيشاً قوياً مكّنت قيامه حلول قانونية بديلة لكن المادة التاسعة كانت نقطة شائكة لآبي. فهو رأى أنها فرضت على اليابان خلال احتلال البلاد بعد الحرب العالمية الثانية. لقد كان "حريصاً جداً" و"مصمماً" على تحقيق وضع طبيعي لليابان كي تستطيع القول فعلاً إنها لديها جيشاً. كان ذلك مهماً بالنسبة إليه، تابع صمويلز.

بفعل مواقفه السياسية المحافظة اكتسب آبي سمعة كإصلاحي اقتصادي خصوصاً بعد انكماش الاقتصاد الياباني في التسعينات وأوائل الألفية الحالية، واكتسب سمعة كمناصر لتعزيز اليابان قوتها على المسرح الدولي.

اعتمد آبي على نهج اقتصادي ثلاثي المستويات شمل التيسير النقدي والاستخدام الليبيرالي للتحفيز المالي لمكافحة الانكماش كما الإصلاحات الهيكلية للأعمال التي فتحت الباب أمام النساء والمهاجرين للتعويض عن الشيخوخة السريعة للقوة العاملة. كانت النتائج مختلطة بحسب المحللين.

شهد حكم آبي بروز الصين كقوة اقتصادية إقليمية في شرق آسيا وكقوة عظيمة عالمياً ذات طموحات عسكرية متزايدة.

ويقول صمويلز إنّ آبي فهم حدود القوة اليابانية وإن بلاده لن تكون بمفدرها قادرة على موازنة القوة الصينية. لقد أدرك ذلك ولهذا السبب كان التحالف مع أميركا مهماً جداً بالنسبة إليه.

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، قال آبي إنه يجب على اليابان فتح النقاش حول تقاسم الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة كما تفعل المانيا، أوضح صمويلز.

 

اقرأ في النهار Premium