التشاؤل حول وقوع الحرب العالمية الثالثة

قد لا تكون لغة في العالم الحديث أو حتى القديم تضم إلى مفرداتها كلمة "تشاؤل"، تلك التي اشتقها الروائي الفلسطيني إميل حبيبي في راويته الذائعة الصيت "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، الصادرة في حيفا عام 1974. وهي كلمة دمج فيها الروائي ببراعة بين ثنائية التشاؤم والتفاؤل، تعبيراً عن حالة استثنائية، يجد فيها المرء نفسه، أحياناً، في منزلة بين منزلتين متناقضتين، فيميل إلى المراوغة باتخاذ موقف وسط، يحفظ له خط الرجعة من دون عناء.لقيت رواية حبيبي حفاوة شديدة، وشاع مصطلح تشاؤل بسرعة، وبدأ تداول المصطلح للتعبير عن حالة "الانتظار في اللامعرفة" التي تصيب الإنسان حينما يكون الغموض سيد الموقف. لهذا قد يجد المرء نفسه متفائلاً أمام قضايا ترتفع فيها نسبة الإيجابية، أو متشائماً إن كان العكس، أما أن يكون بلا موقف وحائراً ممّا قد تؤول إليه الأحداث من تطوّرات، فهنا يكون التشاؤل حاضراً بقوة.تسيطر على العالم اليوم نظرة تشاؤمية إلى مسار الأحداث وتطوراتها تصبّ في ارتفاع نسبة التصادم العسكري بين الدول الكبرى. يُعدّ الملياردير الأميركي إيلون ماسك، من ضمن المتشائمين، عندما وجد أن من غير المنطقي إتمام صفقة شراء شركة تويتر إن كنّا متجهين إلى الحرب العالمية الثالثة. تصريحات ماسك المثيرة التي نُشرت بتاريخ 7-9-2022، كانت قد وردت في محضر جلسة الاستماع له في المحكمة على خلفية...