النهار

القوات الأوكرانيّة تحقّق مكاسب في الشرق وتوقّف آخر مفاعل في زابوريجيا
المصدر: أ ف ب
القوات الأوكرانيّة تحقّق مكاسب في الشرق وتوقّف آخر مفاعل في زابوريجيا
مدرعات مدمرة على الطريق في بالاكلية بمنطقة خاركيف (10 أيلول 2022، أ ف ب).
A+   A-
أعلنت أوكرانيا، الأحد، أن قواتها أجبرت الجنود الروس على التراجع في مواقع استراتيجية في شرق البلاد، بعدما تحدثت موسكو عن عملية انسحاب نتيجة هجوم كييف المضاد واسع النطاق.

في الأثناء، ذكرت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية أنه تم إغلاق آخر مفاعل في محطة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة القوات الروسية والتي تعد الأكبر في أوروبا وتتسلط أنظار المجتمع الدولي عليها، كإجراء احترازي.

ويبدو أن سرعة عملية المقاومة الأوكرانية فاجأت الجيش الروسي فنجحت في إعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا على مدى شهور إلى قبضة أوكرانيا.

وشوهدت صناديق ذخيرة ومعدات عسكرية مهجورة متناثرة في مناطق غادرتها القوات الروسية، بحسب صور نشرها الجيش الأوكراني.

وأفاد الجيش الأوكراني في تعميم بشأن الوضع الميداني الأحد الذي يصادف مرور 200 يوم على بدء الغزو الروسي، أن "تحرير المستوطنات جار في منطقتي كوبيانسك وإيزيوم التابعتين لمنطقة خاركيف".

ويعد الموقعان مركزين لوجستيين مهمين تعتمد روسيا عمليها في إيصال الإمدادات إلى مواقعها على الجبهة شرقا. ولفت مراقبون عسكريون إلى أن استعادة أوكرانيا لهما سيسدد ضربة موجعة لطموحات موسكو العسكرية في خاركيف.

- "أسلحة، أسلحة، أسلحة" -
أعلن قائد الجيش الأوكراني صباح الأحد أن قواته استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها ثلاثة آلاف كيلومتر مربّع منذ بدأ الهجوم المضاد مطلع الشهر.

وهذا الرقم أكبر بنسبة الثلث من إجمالي المساحة التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر السبت. وأعلن الأحد أن القوات الأوكرانية سيطرت على قرية تعد حوالى 4000 نسمة بين خاركيف وإيزيوم.

وقال في تسجيل مصوّر نشر على الإنترنت "عاد العلم الأوكراني العظيم إلى تشالوفسكي. وسيكون الحال كذلك في كل مكان. سنطرد المحتلين من كل بلدة وقرية أوكرانية".

وأشاد مسؤولون أوكرانيون نهاية الأسبوع بالوتيرة "المذهلة" للهجوم المضاد بينما استغل وزير الخارجية دميترو كوليبا هذا الزخم الأحد لمناشدة الحلفاء الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتطورة.

وقال كوليبا "الأسلحة، الأسلحة، الأسلحة كانت على أجندتنا منذ الربيع. أنا ممتن للشركاء الذين استجابوا لدعوتنا: نجاحات أوكرانيا في ساحة المعركة مشتركة بيننا".

وجاء في بيانه الذي نشر على موقع التواصل الاجتماعي أن "الإمدادات الفورية تقرّب النصر والسلام".

ولم يصدر أي رد فعل رسمي روسي على المكاسب التي تحققها القوات الأوكرانية، لكن مسؤولا في منطقة بيلغورود الحدودية أعلن أن "آلاف" الأشخاص فروا من منطقة خاركيف وعبروا الحدود إلى روسيا.

وأفاد حاكم منطقة بيلغورود فياشيسلاف غلادكوف بوجود أكثر من ألف شخص يتم إيواؤهم في مراكز موقتة.

في الأثناء، صدر إعلان مفاجئ عن الجيش الروسي السبت مفاده بأنه "يعيد تجميع" قواته من خاركيف إلى منطقة دونيتسك جنوبا للتركيز على الجهود العسكرية هناك.

لكن الإعلان جاء بعد وقت قصير من تأكيد موسكو بأنها ترسل تعزيزات باتّجاه خاركيف.

وفي محيط بالاكليا، إحدى أولى البلدات التي استعادتها القوات الأوكرانية، شاهد مراسلو فرانس برس أدلة على وقوع معارك شرسة إذ بدت المباني مدمّرة أو متضررة والشوارع مقفرة.

- "كان مخيفا" -
وقالت إريانا ستيبانينكو (52 عاما) التي خرجت لأول مرة منذ شهور على متن دراجتها الهوائية، إنها اختبأت في الطابق السفلي في منزلها على مدى ثلاثة أشهر.

وأفادت وهي تستذكر سيطرة روسيا على البلدة التي كانت تعد 27 ألف نسمة قبل الغزو ومحاولات الأوكرانيين لاستعادتها "كان هناك الكثير من الخوف والقصف. كان الأمر مخيفا".

وأشارت إلى أنها تشعر بالارتياح لرؤيتها القوات الأوكرانية تستعيد البلدة، لكن ما زال القلق يراودها حيال مستقبلها. وقالت "أشعر بالقلق من إمكانية عودة الروس. أشعر بالقلق من إمكانية تجدد القصف".

وعلى الرغم من المكاسب الأوكرانية المعلنة، واصلت القوات الروسية عمليات القصف عبر خط الجبهة وفي منطقة دونيتسك. وقال مسؤولون إن القصف أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 19 بجروح.

في الأثناء، عزز تصاعد حدة المعارك في محطة زابوريجيا النووية ومحيطها المخاوف من احتمال وقوع حادث نووي على غرار كارثة تشيرنوبيل التي وقعت في شمال أوكرانيا عام 1986.

وذكرت الوكالة النووية الأوكرانية الرسمية الأحد بأن المفاعل السادس والأخير في المحطة أُغلق وتم وقف عمل الوحدة على البارد. 

ولفتت شركة "إنرغوأتوم" بأن المفاعل السادس كان يولد الطاقة للمحطة نفسها لمدة ثلاثة أيام وأن قرار وقف تشغيله جاء مع معاودة المنشأة التزوّد بالطاقة الخارجية.

وحذّرت مجددا من أنه بكل الأحوال، فإن الطريقة الوحيدة لضمان سلامة المنشأة ستكون عبر إقامة منطقة منزوعة السلاح في محيطها.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium