تفاوتت التعليقات الإيرانية على محاولة القتل التي تعرض لها الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي أمس الجمعة. بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، في وقت التزم المسؤولون الإيرانيون الصمت، أشاد بها القسم الأكبر من الصحف.
نشرت صحيفة "وطن إمروز" المتشددة الخبر على صفحتها الأولى كاتبة عن الاعتداء بأنه "سكين في عنق سلمان رشدي". وسألت صحيفة "اعتماد" المحسوبة على الإصلاحيين: "سلمان رشدي في جوار الموت؟"
ونقلت صحيفة "خراسان" المحافظة صورة لرشدي على نقّالة تحت عنوان: "الشيطان على طريق الجحيم".
أمّا صحيفة "كيهان" التي يعيّن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي رئيس تحريرها فقد كانت الأوضح في دعمها المعتدي. "هنيئاً لهذا الرجل الشجاع الواعي لواجبه الذي هاجم المرتد والفاسد سلمان رشدي في نيويورك".
وتابعت الصحيفة وفقاً لوكالة "فرانس برس": "دعنا نقبّل يدي الذي مزّق عنق عدو الله بواسطة سكين".
ولفتت الوكالة الفرنسية نفسها إلى أنّ جميع وسائل الإعلام الإيرانية باستثناء "اعتماد" حملت الرسالة عينها. وكتبت صحيفة "إيران" الرسمية أنّ "عنق الشيطان" قد "تمّ قطعها بواسطة نصل".
وقالت المديرة التنفيذية لـ"پن أميركا" سوزان نوسّل إنّه لا يمكن الأميركيين أن يتذكّروا "حادثاً مماثلاً لهجوم علنيّ عنيف على كاتب أدبيّ على الأراضي الأميركيّة". وذكرت في بيان أنّ رشدي "استُهدف بسبب كلماته طوال عقود لكنّه لم يحجم ولم يتردد".
وكان المرشد السابق روح الله الخميني قد أصدر فتوى لقتل رشدي في 14 شباط سنة 1989 بسبب كتابه "آيات شيطانية" لأنّه شكّل إهانة للإسلام والمسلمين بحسب رأيه.
وتعرّض رشدي لهجوم أثناء إلقائه كلمة على مسرح "معهد شوتوكا" الأدبي في مدينة نيويورك. وهاجم شاب (24) الأديب البريطاني وبدأ يوجّه إليه لكمات وطعنات قبل أن يوقفه الحاضرون وتلقي الشرطة القبض عليه.
وقال رئيس بلدية يارون قضاء بنت جبيل علي قاسم لـ"النهار" إنّ والدَي المشتبه بتنفيذه عملية الطعن هادي مطر من يارون، لكنّه وُلد ودرس وعاش في الولايات المتحدة ولم يزر يارون يوماً.
وجاءت عيّنة عن ردود فعل الشارع الإيراني متفاوتة بحسب بعض الأشخاص الذين التقت بهم "أسوشييتد برس". قال العامل في خدمة التوصيل رضا أميري (27): "أنا لا أعرف سلمان رشدي، لكنني سعيد لسماع أنه هوجم بما أنّه أهان الإسلام. هذا مصير أي شخص يهين المقدسات".
أما أستاذ الجغرافيا جمشيد باراتي (39) فأعرب عن شعوره بأنّ "من فعلوا ذلك يحاولون عزل إيران". وأضاف: "هذا سيؤثر سلباً على العلاقات مع كثر – حتى روسيا والصين".