في معركة الدفاع عن أوكرانيا، من الواضح أنّ للنساء الأوروبيات حصّة وازنة على مستوى القيادة. في هذا الإطار، أعدّت الأستاذة في جامعة جورج تاون لوليا جوجا تقريراً في صحيفة "نيويورك بوست" عن أبرز النساء الأوروبيات اللواتي يعتنقن سياسة متشدّدة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك
تطوّر حزبها "الخضر" من سياسة مسالمة ومناهضة للولايات المتحدة إلى صوت براغماتي مسؤول في الأمن الأوروبي. وخاضت بيربوك نفسها تحولاً جذرياً.
عارضت تحويل دعم عسكري ألماني إلى أوكرانيا انطلاقاً من مبدأ معارضة ألمانيا الطويلة لنقل أسلحة إلى مناطق النزاع. الآن، هي تتولى مسؤولية توفير وسائل الدفاع لأوكرانيا ودعت لتسليم أسلحة ثقيلة إلى كييف منذ أوائل الربيع. وكانت أول مسؤول ألماني بارز يعترف بأنّ ألمانيا أخطأت بشأن روسيا. وقالت بيربوك: "سنحقق الأمن فقط من دون، لا مع، فلاديمير بوتين (رئيس) روسيا".
رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين
لفتت مارين الاهتمام مؤخراً حين سئلت عن تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إيجاد مخرج لبوتين كي ينهي الحرب: "طريق الخروج من النزاع هو خروج روسيا من أوكرانيا".
حتى هذه السنة، نظر العالم إلى فنلندا على أنها من الحمائم وعضو محايد في الاتحاد الأوروبي. لكن منذ الغزو الروسي، تسابق الفنلنديون لبلوغ الباب الأطلسي. لديهم حدود مشتركة مع روسيا تفوق 1300 كيلومتر وتجربة مرّة مع الاتحاد السوفياتي. ركّز العقل في هلسينكي على آفاق ظهور إمبريالية روسية جديدة. مارين، وهي أصغر رئيسة وزراء فنلندية على الإطلاق، باتت توصف بأنها تتمتع بصلابة مارغريت تاتشر.
رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس
بحسب جوجا، لم تكن كالاس بحاجة إلى دروس عن التهديد الروسي. قبل خمسة أيام من الغزو، شرحت كالاس أسلوب عمل بوتين: هو يطلب الحد الأقصى لأمر لم يكن ملكه قط، يهدد بإنذارات أخيرة ويصعّد حين لا يحصل على مراده. عند السادسة من عمرها، رحّل السوفيات والدتها وجدتها إلى سيبيريا. بقيادتها، تعد إستونيا أكبر مساهم على مستوى الفرد في المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
رئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين
قد تغيّر فون دير لاين من نظرة الأميركيين التي لطالما قللت من غياب فاعلية القدرات الأوروبية. في 2015، رفضت فون دير لاين تسليم ألمانيا أسلحة إلى أوكرانيا على قادة أنّ هذه المساعدات "ستسعّر النيران". لكن كأول امرأة في رئاسة في رئاسة المفوضية الأوروبية، كان موقفها حاسماً: "هذه حرب على طاقتنا، حرب على اقتصادنا، حرب على قيمنا وحرب على مستقبلنا".
كانت فون دير لاين أول مسؤول غربي يزور مواقع المجازر في بوشا وإربين. وعن دول أوروبا الشرقية، قالت فون دير لاين إنّه "كان يجب أن نصغي إلى أولئك الذين يعرفون بوتين".
رئيسة مولدوفا مايا ساندو
ترى جوجا أنّ ساندو تبقى شجاعة كما دائماً. استقبلت مولدوفا عدداً كبيراً من اللاجئين وتبقى مؤيدة بشدة للغرب. يأتي ذلك على الرغم من أنه ليس للدولة أي قوى مسلحة تقريباً وتعتمد بنسبة 100% على الغاز الروسي. وتحتل روسيا منطقة ترانسنيستريا في مولدوفا. تقول ساندو إنّ "حرب روسيا غير العادلة ضد أوكرانيا تظهر لنا بوضوح ثمن الحرية". وتعرضت خلال حملتها الانتخابية لحملة تضليل روسية.
ومن بين النساء اللواتي يظهرن قوة بمواجهة روسيا بحسب جوجا رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا ورئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس والرئيسة السلوفاكية زوزانا تشابوتوفا ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.