النهار

شرطة الأخلاق الإيرانيّة تواجه انتقادات غير مسبوقة بعد وفاة مهسا أميني
المصدر: أ ف ب
شرطة الأخلاق الإيرانيّة تواجه انتقادات غير مسبوقة بعد وفاة مهسا أميني
إيرانيون يتظاهرون في سنندج احتجاجا على وفاة أميني (19 أيلول 2022، أ ف ب).
A+   A-
لم تؤد وفاة شابة في الـ22 من العمر في إيران بعدما أوقفتها شرطة الاخلاق، إلى تظاهرات داخل البلاد فحسب، إنما ايضا أثارت انتقادات لم يسبق لها مثيل من كبار المسؤولين.

سادت حالة من الغضب الشعبي منذ ورود أنباء عن وفاة مهسا أميني الجمعة بعد توقيفها من قبل وحدة الشرطة المكلفة تطبيق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء بما في ذلك إلزامية وضع الحجاب في الأماكن العامة.

إذ خرجت احتجاجات في طهران ردا على وفاة الشابة، ووقعت صدامات كان الأعنف بينها في محافظة كردستان التي تتحدّر منها أميني، بينما ذكرت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامدساني أن خمسة أشخاص قتلوا في الحملة الأمنية التي استهدفت المحتجين.

والثلثاء، أعلن محافظ كردستان الإيرانية اسماعيل زاري كوشا في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس أن "ثلاثة (أشخاص) قتلوا في ظروف مشبوهة" في إطار "مخطط للعدو" من دون تحديد تاريخ الوفيات.

يأتي ذلك وسط جدل متزايد داخل إيران وخارجها حول سلوك شرطة الأخلاق المكلّفة التحقق من تطبيق القواعد الإسلامية ومنها إلزامية الحجاب.

إزاء الغضب الذي أحدثته وفاة الشابة بعد أن دخلت في غيبوبة مدة ثلاثة ايامن قام ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في محافظة كردستان، عبد الرضا بورزابابي بزيارة الاثنين لمنزل عائلة أميني استغرقت ساعتين بحسب وكالة تسنيم.

وقال لأسرة أميني إن "جميع المؤسسات ستتخذ إجراءات للدفاع عن الحقوق التي تم انتهاكها" وأنه واثق من أن خامنئي "تأثر وحزن" لوفاتها.

واضاف بورزابابي "كما وعدت عائلة أميني سأتابع مسألة وفاتها حتى النتيجة النهائية".

من جهته قال النائب جلال رشيدي كوشي لوكالة أنباء "إسنا" الإيرانية إن هذه الشرطة "لا تحقّق أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بالبلاد".

واضاف "المشكلة الرئيسية تكمن في أن بعض الأشخاص لا يريدون رؤية الحقيقة". 

وتساءل "هل يستعيد الأشخاص الذين تقودهم شرطة التوجيه هذه إلى جلسات توعية إدراكهم ويتوبون عندما يخرجون؟".

وكان رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف رأى الثلثاء انه من الضروري التحقيق في سلوك هذه الشرطة لتجنب تكرار ما حدث مع أميني.

وقال لوكالة الانباء الايرانية الرسمية "لتجنب تكرار مثل هذه الحالات يجب مراجعة الأساليب التي تستخدمها دوريات شرطة الأخلاق".

وفي موقف أكثر تشددا أعلن برلماني آخر عن نيته اقتراح الإلغاء الكامل لهذه القوة.

وقال معين الدين سعيدي لوكالة أنباء إيلنا الاثنين "أعتقد أنه بسبب عدم فعالية هذه الوحدة في نقل ثقافة الحجاب يجب إلغاؤها كي لا يشعر أبناء هذا البلد بالخوف عندما يصادفون هذه القوة".

- "تصرفات غير قانونية وغير عقلانية وغير مشروعة" -
كما قالت منظمة مؤثرة تابعة للدولة تأسست عام 1993 "مكلفة تشجيع حسن السلوك وإنهاء الانشطة غير الأخلاقية" في بيان الاثنين إنها تعارض فكرة مواجهة الشرطة للأفراد بشكل مباشر.

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "تعارض العملية التي تؤدي إلى المواجهة المباشرة بين دورية التوجيه في الشرطة والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير لائق وتوقيف ومحاكمة الاشخاص العاديين".

وقالت في بيان "يجب أن نتوقف عن اعتبارها جريمة واعتقال أو ملاحقة النساء اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير صحيح لان من شأن ذلك ان يزيد التوتر الاجتماعي. ويجب تعديل القانون بحيث يعتبر مجرد جريمة".

وقال رجل الدين الشيعي آية الله أسد الله بيات زنجاني السبت "كل التصرفات والأحداث التي ادت الى هذا المصاب المؤلم والمؤسف غير قانونية وغير عقلانية وغير مشروعة".

ونددت الأمم المتحدة الثلثاء بوفاة مهسا أميني في الحجز والقمع العنيف للاحتجاجات التي أعقبت ذلك وطالبت بإجراء تحقيق مستقل.

من جهتها أعلنت فرنسا أن وفاة الشابة "مروعة للغاية" ودعت إلى "تحقيق شفاف... لإلقاء الضوء على ملابسات هذه المأساة".

وقامت الشرطة الأحد باعتقالات وأطلقت الغاز المسيل للدموع في محافظة كردستان مسقط رأس الشابة، حيث تظاهر نحو 500 شخص وحطموا نوافذ السيارات وأشعلوا النار في حاويات القمامة.

وخرجت تظاهرات الاثنين في طهران لا سيما في عدة جامعات، وفي مشهد ثاني مدن البلاد بحسب وكالتا فارس وتسنيم.

وقالت وكالة فارس إن هذه التجمعات في طهران تم تفريقها من قبل "الشرطة باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع".

واعتبر محافظ طهران محسن منصوري على حسابه على "تويتر" الثلثاء أن التجمعات في طهران "نُظمّت بهدف خلق اضطرابات".

وقال "حرق العلم، وصبّ الوقود على الطرق، وإلقاء حجارة، ومهاجمة الشرطة، وإحراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات، وتدمير ممتلكات عامة... ليست أعمال أشخاص عاديين".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium