تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت في أول زيارة له لكييف مواصلة بلاده دعم أوكرانيا، وأعلن تزويدها حزمة كبرى من منظومات الدفاع الجوي وذلك في خضم احتفال الأوكرانيين باستعادة مدينة خيرسون الجنوبية.
في الأثناء أعلنت كييف أنها بصدد التحقق من صحة مشاهد فيديو قالت موسكو إنها توثّق إعدام جنود روس بعد استسلامهم.
وقال سوناك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أنا هنا اليوم لأقول إن المملكة المتحدة ستواصل دعمكم. سنقف بجانبكم كي تحقّق أوكرانيا السلام والأمن الذي تحتاج إليه وتستحقه".
وأعلن سوناك عن حزمة جديدة من الدفاعات الجوية بقيمة 50 مليون جنيه استرليني (60 مليون دولار).
تشمل الحزمة وفق رئاسة الحكومة البريطانية "125 مضادا للطائرات وقدرات تكنولوجية لتمكين البلاد من التصدي للمسيّرات الفتاكة التي زوّدت بها إيران (روسيا)، بما في ذلك عشرات من الرادارات والقدرات الإلكترونية المضادة للمسيّرات".
يأتي ذلك في أعقاب حزمة تضم أكثر من ألف صاروخ مضاد للطائرات كانت وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت عنها في وقت سابق من الشهر الحالي.
وتوجّه سوناك إلى الرئيس الأوكراني بالقول إن "شجاعة الشعب الأوكراني مصدر إلهام للعالم".
كانت أوكرانيا قد طلبت تزويدها مزيدا من منظومات الدفاع الجوي بعدما استهدفت روسيا بضربات واسعة النطاق البنى التحتية لقطاع الطاقة في البلاد.
وقال سوناك "سنروي قصّتكم لأحفادنا، كيف وقف شعب فخور وذو سيادة في مواجهة هجوم مروع وكيف قاتلتم وكيف ضحيتم وكيف انتصرتم".
ورد زيلينسكي بالإشادة بـ"زيارة هامة ومفيدة للبلدين" بعدما بحث مع سوناك في "إمكان حماية أمن الطاقة في أوروبا وأوكرانيا" و"قدراتنا على صعيد حماية الأجواء الأوكرانية والتعاون الدفاعي عموما".
وعلى تويتر شدد زيلينسكي على أنه "بوقوف أصدقاء مثلكم إلى جانبنا، نحن واثقون بتحقيق الانتصار".
وفي كلمته المسائية شكر زيلينسكي لسوناك "استعداده للدفاع عن الحرية بقوة أكبر معنا".
- مشاهد احتفالية -
ورُصدت مشاهد احتفالية في خيرسون حيث تجمّعت حشود من السكان في استقبال قطار هو الأول الذي يدخل المدينة منذ ثمانية أشهر للمّ شمل عائلات فرّقها النزاع.
وقالت أناستاسيا شيفليوغا (30 عاما) قبيل نزولها من القطار للقاء والدتها "وعدت بأنني سأعود ووفيت بوعدي".
وجاء لمّ الشمل غداة دراسة أجرتها جامعة "ييل" الأميركية حول جرائم الحرب، أشارت إلى فقدان أثر أكثر من مئة أوكراني بعد توقيفهم في خيرسون بجنوب أوكرانيا، خلال الاحتلال الروسي.
ووثّق "مرصد النزاع"، وهو مجموعة تقصّ تابعة لقسم الصحة العامة في جامعة "ييل"، تدعمه وزارة الخارجية الأميركية، 226 حالة توقيف خارج نطاق القضاء واختفاء قسري في خيرسون.
وأشار إلى تعرّض 25 بالمئة منهم للتعذيب ووفاة أربعة في الاحتجاز.
وأكّد معدّو الدراسة أنها تبيّن وجود "مروحة اتهامات مثيرة للقلق بشأن معاملة الموقوفين، بينها الوفاة أثناء الاحتجاز وتعميم اللجوء إلى التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، وسرقة المحتجزين والعنف الجنسي".
والسبت، سلّطت النيابة العامة الأوكرانية الضوء على الخسائر البشرية التي سبّبها النزاع، إذ أشارت إلى مقتل 437 طفلا غالبيتهم في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وإصابة 837 آخرين منذ بدء الحرب "نتيجة العدوان الروسي المسلح والواسع النطاق".
وقال مسؤولون إن الأرقام أولية، مع استمرار التحقق من الأوضاع في مناطق لا تزال المعارك دائرة فيها.
- أوكرانيا تدقق في لقطات "جرائم حرب" -
أعلن الجيش الأوكراني أنه بصدد التحقق من صحة مقاطع فيديو تقول موسكو إنها تثبت إعدام كييف العديد من الجنود الروس بعد استسلامهم.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية هذا الأسبوع قيل إنها تظهر جثث جنود روس قتلوا بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن مقاطع الفيديو أظهرت "القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من 10 جنود روس مقيّدين".
من جانبه، قال الناطق باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية بوغدان سينيك لوكالة فرانس برس "قبل بدء التحقيقات، يجب أن تكون هناك أسباب لذلك. نحقق حاليا في ما إذا كانت هذه المقاطع مزيفة".
وأضاف أن الفيديوهات "سُلّمت لمتخصصين" لافتا إلى أن نشر مقاطع فيديو مزيفة "تكثّف أخيرا".
ويُظهر أحد المقاطع جنودا يبدو أنهم يستسلمون للعديد من العسكريين في ملابس مموهة ويضعون شارات صفراء.
ثم يظهر الجنود الذين يسلّمون أنفسهم ممددين أرضا في حديقة مهجورة لمنزل، لينقطع الفيديو فجأة مع سماع طلقات نارية.
ويُظهر مقطع فيديو آخر جثث حوالى 12 شخصا محاطة بما يبدو أنه بقع دماء.
وقال ناطق باسم الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس "نحن على علم بوجود مقاطع الفيديو هذه ونحقق فيها" داعيا إلى محاسبة الجناة.
في غضون ذلك، قالت لجنة التحقيق الروسية المكلفة التحقيق في الجرائم الكبرى، إنها باشرت تحقيقا جنائيا في "إعدام جنود روس أسرى".
والواقعة ليست "الأولى وليست جريمة الحرب الوحيدة" التي ارتكبتها القوات الأوكرانية، وفق بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية.