في تحليل يعاكس الأجواء العامة السائدة في الإعلام الأميركيّ، رأى أستاذ العلوم السياسية ومدير "مركز دراسات الأمن والسلام" التابع لجامعة كاليفورنيا إريك غارتزكي أنّ واشنطن أمام "نعمة خفية" في المشاكل السياسية التي تواجهها مع روسيا والصين.
فهذان الخصمان يمارسان الشؤون الدولية بطريقة خاطئة وعلى مستويات عدة. لا تستطيع الولايات المتحدة نسب الفضل إلى نفسها في ما يخص نقاط ضعف خصميها، لكنها على الأقل قادرة على الابتعاد عن الطريق والسماح لهما بارتكاب المزيد من الأخطاء.
يعترف الكاتب في صحيفة "ذا هيل" أن الولايات المتحدة قادت حربين غير ناجحتين في الشرق الأوسط أظهرتا عزلتها الدولية. لكن لواشنطن الحظ الجيد بأن تواجه خصمين "أكثر فظاظة" منها.
الصين هي قوة حديثة وتتصرف وفقاً لذلك. وكل مرة تبدو بيجينغ قريبة من تحقيق انتصار في السياسة الخارجية، يدلي المسؤولون في الحزب الشيوعي بتصريحات تثير إدانة من العواصم الغربية. وبينما تحاول روسيا رفض التصورات بشأن كونها قوة متراجعة، يتصرف الرئيس الروسي ووكلاؤه كأنهم في عجلة كبيرة لممارسة السيطرة على جهة ما، في مكان ما، قبل أن يتأخر الوقت، بحسب الكاتب.
إنّ افتقاد الصين وروسيا للصبر واندفاعهم للحصول على امتيازات وملكيات الآخرين جعلهما أقل شعبية حتى من الولايات المتحدة. فاللامبالاة الأميركية النسبية لمشاكل الدول الأخرى تجعل واشنطن أكثر جاذبية للعالم. وعلى الرغم من السجل المليء بالأخطاء، تستفيد واشنطن من واقع أنه في غالبية العواصم حول العالم، لا أحد يظن أنّ الأميركيين يشتهون ما يملكونه، وهذا يتناقض مع ما يواجهه جيران روسيا والصين.
لهذا يحاول المسؤولون في أوروبا وآسيا إبقاء أميركا معهم عسكرياً وإبقاء روسيا والصين بعيدتين منهم. كلتا المشكلتين غير جذابة وفقاً لغارتزكي، لكن الأولى أكثر قبولاً وقابلية للحل. هدف واشنطن في 2022 هو أن تُترك وشأنها. "أن تعيش وتدع الآخرين يعيشون" أكثر جاذبية من ذهنيّة "ما لكم هو لي".
لهذا السبب، تتمتع الولايات المتحدة بالكثير من الشركاء الأمنيين، بينما شركاء الصين وروسيا أقل بكثير. وطالب الكاتب صنّاع القرار الأميركيين بأن يحافظوا على هذا التناقض في الأهداف، مشيراً إلى أنّ المشاكل التي تواجهها روسيا والصين في مدّ نفوذهما خارجياً هي جوهريّة وليست قضيّة علاقات عامّة يمكن حلّها عبر تسويق أفضل.