وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يغادر بلاده منذ الغزو الروسي في 24 شباط، الأربعاء الى واشنطن التي اعلنت انها ستزود بلاده منظومة باتريوت الاكثر تطورا للدفاع الجوي.
وسيستقبل الرئيس جو بايدن نظيره الاوكراني في البيت الابيض قبل أن يخاطب الاخير الكونغرس الاميركي في اطار هذه الزيارة التاريخية.
ولهذه المناسبة، أعلن وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن أن "رزمة المساعدة اليوم تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي تم تسليمها الى الآن".
من جهته، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بمواصلة تطوير قدرات جيشه وقوته النووية، متنصلا من اي مسؤولية له عن "المأساة المشتركة" في اوكرانيا.
وفي مداخلة القاها خلال اجتماع موسع مع الضباط الكبار، اعلن بوتين ان صواريخ فرط صوتية جديدة عابرة للقارات طراز زيركون ستدخل الخدمة "بداية كانون الثاني"، مؤكدا عزمه على زيادة عديد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون جندي.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن إحدى "الاولويات" ستكون "مواصلة تنفيذ العملية الخاصة (في أوكرانيا) حتى تحقيق كل اغراضها".
واعتبر شويغو أنه في اوكرانيا "يواجه العسكريون الروس قوات الغرب المتضافرة"، مضيفا ان "وجود الغرب المتنامي عند حدودنا وحدود بيلاروس ونية الغرب تمديد العمليات العسكرية في أوكرانيا الى الحد الاقصى بهدف إضعاف بلادنا، يثيران قلقا خاصا".
وكانت الناطقة الرئاسية الأميركية كارين جان-بيار اعلنت في بيان أن زيارة زيلينسكي تؤكد أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا "طالما اقتضت الضرورة".
وقال الكرملين الأربعاء إن شحنات أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى "تفاقم" النزاع مع روسيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا" في إشارة إلى شحنات أسلحة جديدة إلى كييف.
وأكد الرئيس الأوكراني في تغريدة صباح الأربعاء أنه "في طريقه إلى الولايات المتحدة لتعزيز الصمود والقدرات الدفاعية" لأوكرانيا.
ساعات قصيرة
في الأول أيلول 2021، استقبل الرئيس جو بايدن في المكتب البيضوي زيلينسكي ووعده بدعمه في مواجهة روسيا.
الأربعاء سيلتقي الرجلان في المكان نفسه لكن في اجتماع يأخذ بعدا تاريخيا مختلفا كونه أول لقاء حضوري منذ اجتاحت روسيا أوكرانيا ما جعل زيلينسكي قائد الحرب المعروف في كل أنحاء العالم وجو بايدن القائد الأعلى للرد الغربي على روسيا.
خلال هذه الزيارة التي تحيط بها اجراءات أمنية مشددة جدا ولن تستغرق سوى "ساعات قصيرة"، سيعقد الرئيس الأوكراني أولا اجتماعا مع الرئيس الأميركي وأجهزته في البيت الأبيض، قبل عقد مؤتمر صحافي كما أوضح مسؤول أميركي كبير خلال لقاء مع الصحافيين.
يستعد البرلمانيون الأميركيون للتصويت على حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا بقيمة حوالى 45 مليار دولار.
سيستمعون الى خطاب زيلينسكي فيما سيتغير الكونغرس جزئيا لينقلب الى ضفة المعارضة الجمهورية في كانون الثاني ما يثير بعض التساؤلات حول السياسة المستقبلية للولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.
وخلال زيارة الى الجبهة الثلثاء، في مدينة باخموت (شرق) أعطى الرئيس الأوكراني إشارة عند تسلمه العلم من المقاتلين قائلا "سنعطيه للكونغرس الأميركي، للرئيس الأميركي. نحن ممتنون لدعمهم لكن هذا ليس كافيا".
الولايات المتحدة هي المانح الأكبر لكييف بفارق كبير، وقدمت بحسب تقديرات الخبراء حوالى 50 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا بينها 20 مليارا كأسلحة ومساعدة عسكرية.
ميدانيا، استمر القتال الأربعاء إذ تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن هجمات وقصف روسي في الشرق والشمال الشرقي.
وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح 14 آخرون في ضربات على منطقتي دونيتسك وخيرسون، حسب السلطات المحلية.
وقال الجيش الروسي أنه استولى على "مرتفعات جديدة وخطوط أساسية" بالقرب من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الروسية في شمال شرق وجنوب أوكرانيا ، يتركز الجزء الأكبر من القتال حاليًا في الشرق. وتشن روسيا قصفا مكثفا للبنية التحتية الأوكرانية منذ تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه.
ويهدف تسليم أنظمة باتريوت إلى الرد على هذه الهجمات.