النهار

في شمال سوريا... ظروف مناخية قاسية تهدّد حياة النازحين
المصدر: "النهار"
في شمال سوريا... ظروف مناخية قاسية تهدّد حياة النازحين
A+   A-
يعيش النازحون داخل سوريا ظروفاً حياتية صعبة، خصوصاً مع وصول عاصفة تحمل معها الأمطار والثلوج وموجات من الصقيع والبرد.

وعلى إثر تساقط الثلوج، تأثّر وبشكل خطير نحو 250 ألف نازح سوري يعيشون داخل مخيمات في آخر معقل رئيسي للمعارضة في شمال غرب سوريا.

وجرّاء العاصفة، انهارت الخيام واضطر الأطفال إلى المشي على الجليد بالصنادل، بحسب تصريحات مسؤول شؤون إنسانية رفيع المستوى في الأمم المتحدة الاثنين.

من جهته، ذكر نائب منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية والمسؤول عن عمليات المساعدة عبر الحدود من تركيا إلى الشمال الغربي، مارك كاتس أنّها "منطقة كوارث حقيقية".

وأضاف كاتس خلال مؤتمر صحفي افتراضي: "إن شمال غرب سوريا تضرّر بشدّة بشكل خاص لأنّه يضمّ أحد أكثر الفئات السكانية عرضة للخطر في العالم - حيث يعيش 2.8 مليون نازح بشكل رئيسي في مخيمات سيئة في أفضل الأوقات لأنها منطقة حرب".

ولفت إلى أنّ "الطقس الآن شديد البرودة، ورأينا بعض مشاهد الرعب الحقيقية في الأيام القليلة الماضية... انهارت نحو ألف خيمة بالكامل أو تعرّضت لأضرار بالغة نتيجة تساقط الثلوج بكثافة في بعض المناطق ودرجات الحرارة المتجمّدة"، التي انخفضت إلى 7 درجات مئوية تحت الصفر، فضلاً عن هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق.

وتابع كاتس: "لقد تأثّر نحو 100 ألف شخص بالثلوج الكثيفة وتضرّر نحو 150 ألف شخص يعيشون في الخيام من الأمطار ودرجات الحرارة شديدة البرودة لحد التجمّد... كما أنّ ربع مليون شخص يعانون حقاً الآن من أسوأ آثار موجة البرد هذه التي تنتشر في جميع أنحاء المنطقة."

وذكر أن "العاملين في المجال الإنساني يسحبون الناس من تحت الخيام المنهارة"، لافتاً إلى أن "الكثيرين ليس لديهم مجارف أو معدات أخرى لإزالة الجليد من خيامهم، لذا فقد استخدموا أيديهم فقط، وتمّ تصوير الأطفال وهم يمشون في الثلج وعلى الجليد وهم يرتدون صنادلهم".

وقال إن الثلج والبرد مضران بشكل خاص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة "الذين يعيشون في هذه الخيام الممزّقة والمهترئة والضعيفة في درجات حرارة دون الصفر".

وأشار كاتس إلى أن "هذا النوع من الطقس الشتوي حدث معتاد في شمال غرب سوريا، ووزّعت الأمم المتحدة مستلزمات الشتاء"، بما في ذلك الملابس والبطانيات في شهري حزيران وتموز الماضيين.

ولفت إلى أن مناشدة الأمم المتحدة بتقديم 4 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية لسوريا في عام 2021 تمّ تمويلها بنسبة 45 بالمئة فقط، مقارنة بـ58 بالمئة في عام 2020. ومن أصل 84 مليون دولار مطلوبة لاحتياجات فصل الشتاء في الشمال الغربي، وتمّ تلقّي 45 مليون دولار فقط حتى الآن، ممّا يترك فجوة قدرها 39 مليون دولار.

وقال كاتس إن العاملين في المجال الإنساني حاولوا في الأيام القليلة الماضية إزالة آثار الأمطار والثلوج من الطرقات وتوفير عيادات متنقّلة للمحتاجين وإصلاح أو استبدال الخيام وتوفير مواد الإغاثة الأخرى التي تمسّ الحاجة إليها بما في ذلك الطعام والبطانيات والملابس الشتوية.

لكنّه أكّد أن المزيد من الأموال مطلوب بشدّة، ومذلك "الإرادة السياسية" لإنهاء الصراع المستمرّ منذ 11 عاماً.

وتابع كاتس: "إننا نناشد المجتمع الدولي فعلاً أن يبذل المزيد من الجهد للتعرّف على حجم الأزمة ومساعدتنا على إخراج هؤلاء الأشخاص من الخيام إلى مأوى مؤقّت أكثر أماناً وكرامة... إنه موقف مأساوي حقا نتعامل معه في الوقت الحالي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium