أعلنت أوكرانيا، الأحد، أنها تصدّت ليلاً "لأكبر هجوم بالمسيرات" استهدف كييف "منذ بدء الغزو" الروسي، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، بينما أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"أبطال" قوات الدفاع الجوي.
وقال زيلينسكي "كل مرة تقومون بإسقاط طائرات العدو المسيرة والصواريخ، يتم إنقاذ أرواح... أنتم أبطال!".
وأفادت السلطات العسكرية بأنّها دمّرت 52 من 54 طائرة بدون طيار متفجّرة أرسلتها موسكو إلى الأراضي الأوكرانية، منها نحو أربعين طائرة فوق العاصمة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الأحد أنّ الغرب "يلعب بالنار" بعدما أعربت واشنطن مؤخراً عن استعدادها للسماح لدول أخرى بتزويد كييف مقاتلات "اف-16" التي تطالب بها، مندداً بـ"تصعيد غير مقبول".
وقال لافروف في مقابلة مع التلفزيون الروسي نشر الصحافي بافيل زاروبين الذي أجراها مقطعًا منها على شبكات التواصل الاجتماعي "إنه لعب بالنار. لا شكّ في ذلك" مضيفا ان "واشنطن ولندن والدول الدائرة في فلكهما داخل الاتحاد الأوروبي" تديران هذا التصعيد الهادف إلى "إضعاف روسيا".
وأكد سيرغي موفتشان (50 عاما) أحد سكان حي بيتشرسكي حيث سقطت مسيرة، أن "الناس مصدومون. الأضرار كبيرة والنوافذ محطمة والسقف متضرر".
وقال لفرانس برس "روسيا تقوم بترهيبنا".
وقالت الإدارة العسكرية للمنطقة عبر تلغرام "إنه أكبر هجوم بالمسيرات يستهدف العاصمة منذ بدء الغزو" الروسي، موضحة أن الهجوم "حصل على دفعات واستمر الانذار الجوي لأكثر من خمس ساعات!"
وأضافت "وفق البيانات الأولية، دمرت الدفاعات الجوية أكثر من 40 مسيرة" في اجواء كييف.
وخاطب زيلينسكي عبر تلغرام جنود قوات الدفاع الجوي، قائلاً "في كلّ مرة تُسقطون فيها طائرات مسيّرة وصواريخ للعدو، تنقَذ الأرواح... أنتم أبطالنا".
- "لا تتزعزع" -
من جهته، قال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف أنّ "كييف، مدينة الناس الأحرار والشجعان، تحوّلت رمزا للروح التي لا تتزعزع لأوكرانيا وللطموحات الإمبريالية الفاشلة للكرملين".
وأشار مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إلى مسؤولية إيران، التي تصنّع الطائرات المسيّرة من طراز "شاهد" التي تستخدمها موسكو في حربها.
وقال عبر تويتر "إيران اليوم نظام إرهابي يشكّل تهديداً لأوروبا والشرق الأوسط"، متعهّداً فرض عقوبات عليها.
وأعلنت السلطات مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في الهجوم "الضخم" الذي استهدف العاصمة.
والهجوم هو الرابع عشر الذي يستهدف كييف منذ مطلع أيار، وفق السلطات.
وقال سلاح الجو الأوكراني على تطبيق تلغرام إن "عددا قياسيا من المسيرات المتفجرة رُصد وقد بلغ 54" مؤكدا أنه "دمر 52" منها.
وأضاف أن روسيا تستهدف خصوصا "منشآت عسكرية وبنى تحتية حيوية في مناطق وسط البلاد ولا سيما منطقة كييف".
- حرب المسيرات-
تستمر الحرب بالطائرات المسيرة بين أوكرانيا وروسيا، وأصبحت هذه الطائرات المتفجّرة سلاحاً أساسياً في النزاع.
واستهدفت الأراضي الروسية أيضا في الأسابيع الأخيرة بسلسلة هجمات بطائرات مسيرة، في وقت تتحدث كييف عن تحضيرها لهجوم مضاد يهدف إلى استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
في الثالث من أيار الماضي، أعلنت روسيا إسقاط طائرتين مسيّرتين كانت تستهدفان الكرملين المقر الرسمي للرئيس فلاديمير بوتين. واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أن تكون لها علاقة به.
في الأسابيع الماضية، تكثفت المعلومات عن وقوع هجمات بطائرات مسيّرة خصوصا في المناطق المتاخمة لأوكرانيا.
والسبت، ألحقت طائرتان مسيّرتان أضرارا بمبنى يدير خط أنابيب في منطقة بيسكوف بغرب روسيا كما أعلن الحاكم المحلي ميخائيل فيديرنيكوف.
بحسب معلومات غير مؤكدة نشرتها وكالة "بازا" الإعلامية الروسية على تلغرام نقلا عن مصادر في الاستخبارات، فان المسيّرتين كانتا تستهدفان محطة ترانسنفت لضخ النفط في بيسكوف.
أفادت بازا أيضا عن هجوم بمسيّرة استهدف محطة نفطية أخرى في منطقة تفير بشمال غرب موسكو.
حملت موسكو كييف وداعميها الغربيين مسؤولية العدد المتزايد من الهجمات وعمليات التخريب. وتنفي أوكرانيا هذه الاتهامات.