قُتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ وأصيب 25 بجروح عند سقوط صاروخ على مبنى سكني فجر الثلثاء في كريبيي ري في منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط شرق أوكرانيا، على ما أعلنت الإدارة المحلية.
وأفادت سلطات دنيبروبيتروفسك على تويتر أنّ "مبنى من خمس طبقات دمّر. وقتل ثلاثة من سكانه بحسب المعلومات الأولية. وأصيب 25 شخصاً بينهم 19 في المستشفى".
وأضافت "لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض".
وكان مسؤول الإدارة العسكرية في المدينة أولكسندر فيلكول أفاد في وقت سابق على تلغرام أن صواريخ "عالية الدقة" أصابت عدة مواقع من المدينة بما فيها مبنى سكني من خمس طبقات".
وأكد لاحقاً حصيلة ثلاثة قتلى و25 جريحاً مشيراً إلى أنّ سبعة أشخاص ما زالوا تحت الأنقاض.
ونشرت الإدارة المحلية صورة يظهر فيها المبنى متفحماً ومتضرّراً بشدّة فيما الدّخان يتصاعد من الطبقات العليا.
وفي كييف أفادت الإدارة العسكرية صباح الثلثاء عن ضربات ليليّة بواسطة "صواريخ كروز".
وأكّد المصدر "تم رصد كلّ الأهداف العدوة في المجال الجوي حول كييف وتدميرها بنجاح".
من جانبه أعلن رئيس بلدية خاركيف (شمال شرق) إيهور تيريخوف أنّ مسيّرات استهدفت "بنى تحتية مدنية" مشيراً إلى إلحاق أضرار بمكاتب شركة ومستودع.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مساء الإثنين أنّه سيصل إلى كييف الثلثاء للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أن يتوجه إلى زابوريجيا لتقييم وضع محطة الطاقة النووية بعد تدمير سدّ كاخوفكا.
وقال غروسي في تغريدة على "تويتر" "في طريقي إلى أوكرانيا للقاء الرئيس زيلينسكي"، مرفقاً منشوره بصورتين تظهرانه مع أفراد من الوكالة الأمميّة وهم يتحضّرون لمغادرة مقرّها في فيينا.
وأوضح المدير العام في تغريدته أنّه يعتزم "تقديم برنامج مساعدة في أعقاب الفيضانات الكارثية لسدّ نوفا كاخوفكا".
ومن كييف، سيتّجه غروسي مع أعضاء وفد الوكالة إلى محطة زابوريجيا التي تحتلّها القوات الروسية "لتقييم الوضع وتنظيم تناوب جديد للخبراء" الذين ستتمّ زيادة عددهم.
ومنذ احتلّت القوات الروسية زابوريجيا في الأيام الأولى للغزو، لا ينفكّ غروسي يحذّر من خطر وقوع حادث نووي في هذه المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والأكبر على الإطلاق في أوروبا.
ومنذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا زار غروسي محطة زابوريجيا مرّتين ونشرت فيها وكالته خبراء بصورة دائمة.
وأثار تدمير سدّ كاخوفكا على نهر دنيبر والفيضانات الكارثية التي نجمت عنه مخاوف بشأن سلامة محطة زابوريجيا التي تبعد 150 كلم عنه والتي تعتمد في تبريد مفاعلاتها الستّة على مياهه.
ومنذ الكارثة التي يتقاذف الجانبان الروسي والأوكراني المسؤولية عنها، انخفض مستوى الماء في خزان السدّ "بسرعة".
وإزاء تباين المعطيات بشأن مستوى المياه في خزّان السدّ، كرّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد طلبها بالوصول إلى الموقع الذي يتمّ فيه قياس منسوب المياه المستخدمة لتبريد مفاعلات المحطة النووية.
لكنّ الوكالة طمأنت الى أنّه في الوقت الحاضر يمكن أن تعتمد المحطة على حوض تخزين كبير واحتياطيات أخرى تكفي "أشهراً عدّة".
ورغم أن مفاعلات المحطة متوقفة عن العمل منذ ستة أشهر، إلا أنه يجب أن يتمّ باستمرار تبريد الوقود النووي الموجود داخل مفاعلاتها وفي أحواض التخزين "من أجل تجنّب حادث ذوبان محتمل وانطلاق إشعاعات"، وفق الوكالة.
وتعرّضت محطة توليد الكهرباء هذه مراراً لعمليات قصف وانقطع ارتباطها بشبكة الكهرباء سبع مرات منذ استولى الجيش الروسي عليها في 4 آذار 2022 بعد عشرة أيام من بدء غزو لأوكرانيا.
إلى ذلك، أكّد الرئيس الأوكراني مساء الإثنين أنّ الهجوم المضادّ الذي شنّته قوّاته أخيراً ضدّ القوات الروسية بعدما أعدّت له طوال أشهر "صعب" لكنّه "يمضي قدماً"، وذلك بعيد إعلان كييف استعادتها السيطرة على سبع قرى.
وقال زيلينسكي في كلمته اليومية المسائية إنّ "القتال صعب، لكنّنا نمضي قدماً، وهذا أمر هامّ".
وأضاف بعد إعلان كييف عن استعادة سبع قرى من القوات الروسية "أتقدّم بالشكر لجنودنا من أجل كلّ علم أوكراني يعود إلى مكانه الصحيح في القرى الواقعة في المناطق المحرّرة حديثاً".
وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ "خسائر العدو هي بالضبط في المستوى الذي نحتاج إليه".
وأضاف أنّ "الطقس ليس مؤاتياً -الأمطار تجعل مهمّتنا أكثر صعوبة- لكنّ قوة جنودنا تعطي نتائج جيّدة".
- سبع قرى -
وأتى تصريح زيلينسكي بعيد إعلان حكومته أنّ قواتها استعادت السيطرة على سبع قرى في شرق البلاد وجنوبها من القوات الروسية.
وأكّدت كييف أيضاً أنّها حقّقت مكاسب محدودة قرب مدينة باخموت (شرق)، عقب الهجوم المضادّ الذي شنّته في نهاية الأسبوع الماضي بأسلحة غربية لاستعادة أراضيها.
وقالت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني على "تلغرام" "تم تحرير سبع قرى" من بينها خصوصاً لوبكوفو وليفادني ونوفوداريفكا في منطقة زابوريجيا الجنوبية.
وأضافت أن القوات الأوكرانية استعادت أيضاً قرية ستوروجيف الواقعة قرب ثلاث قرى أخرى تمت السيطرة عليها الأحد جنوب منطقة دونيتسك.
وأوضحت أنّ "المساحة التي استعيدت السيطرة عليها تصل إلى 90 كيلومتراً مربّعاً".
من ناحيتها قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنّ قواتها تقدمت "250 إلى 700 متر" في اتجاه باخموت.
- تصدّ روسي -
وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق الإثنين أنها صدت هجمات أوكرانية في المناطق نفسها في دونيتسك قرب فيليكا نوفوسيلكا.
وأضافت موسكو أنّها تصدت لهجمات أوكرانية في محيط قرية ليفادني في منطقة زابوريجيا المجاورة.
وتعذّر تأكيد صحّة معلومات أيّ من موسكو وكييف من مصادر مستقلة.
وقال معهد دراسات الحرب ومقرّه الولايات المتّحدة في تحليل الإثنين إنّ "القوات الأوكرانية حقّقت تقدّماً في دونيتسك أوبلاست (غرب) وزابوريجيا أوبلاست (غرب) وهو ما أكّدته مصادر روسية لكن سعت للتقليل من أهميته".
وفي واشنطن، عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في نجاح الهجوم المضادّ الأوكراني، معتبرا أنّ ذلك قد يرغم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض لإنهاء غزوه لهذا البلد.
وقال بلينكن إنّ بلاده "واثقة من أنّهم (الأوكرانيين) سيستمرون في تحقيق النجاح"، معتبراً أنّ "نجاح الهجوم المضادّ من شأنه أن يحقّق أمرين: تعزيز موقعها (أوكرانيا) على أيّ طاولة مفاوضات مستجدّة، وقد يؤدي أيضاً إلى جعل بوتين يركز بنهاية الأمر على التفاوض لإنهاء الحرب التي بدأها".
وأضاف الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني "بهذا المعنى، يمكن لذلك أن يقرّب السلام لا أن يبعده".
ورأى بلينكن أنّ الهجوم يظهر الحاجة "لزيادة دعمنا لأوكرانيا الآن لأقصى حدّ، كي تتمكّن من تحقيق نجاح على أرض المعركة".
- "سيستمر أشهراً" -
وفي باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ سيستمرّ لأسابيع بل حتّى لأشهر.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك في الإليزيه مع كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا إنّ "الهجوم المضادّ الأوكراني بدأ قبل أيام عدّة".
وأضاف أنّ هذا الهجوم سيستمرّ "لأسابيع عدّة بل حتى لأشهر. نريده أن ينجح قدر الإمكان كي نتمكّن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيّدة".
واستضاف الرئيس الفرنسي نظيره البولندي والمستشار الألماني في إطار "مثلّث فايمار" الذي يعتبر منصّة لاجتماعات قمّة دورية بين الدول الثلاث.
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ بلاده ستواصل "تكثيف" مساعدتها العسكرية لأوكرانيا.
وقال "لقد كثّفنا إمدادات الأسلحة والذخيرة والعربات المدرّعة وكذلك الدعم اللوجستي"، موضحاً أنّ باريس تساعد كييف أيضاً في مجال صيانة العتاد الذي تضرّر في القتال.
وتابع الرئيس الفرنسي "سنواصل العمل وفق الجدول الزمني الذي أعطيته (للرئيس زيلينسكي) في الأيام والأسابيع المقبلة".
وشدّد ماكرون على أنّ "الحرب العدوانية التي تشنّها روسيا هي منذ الآن فشل استراتيجي وجيوسياسي للمعتدي".
بدوره، قال المستشار الألماني إنّ بلاده ستدعم أوكرانيا بعتادٍ من دبّابات ومدفعية ومضادّات للطائرات "طالما كان ذلك ضرورياً".
- عضوية الأطلسي -
أمّا الرئيس البولندي فشدّد من جانبه على ضرورة إرسال "إشارة واضحة من منظور واضح" بشأن طلب كييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أنّ القمّة المقبلة للحلف في 11 و12 تمّوز في فيلنيوس بليتوانيا يجب أن تعطي "ضوءاً أخضر" لطلب أوكرانيا الانضمام للتحالف، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّه لا يقصد بذلك موافقة التحالف على انضمام كييف فوراً إلى صفوفه، وهو أصلاً أمر مستبعد بسبب خطر امتداد الحرب الراهنة في أوكرانيا إلى سائر أعضاء التحالف.
من جهة ثانية، أعلنت أوكرانيا ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الناجمة عن تدمير سدّ كاخوفكا في جنوب خيرسون والذي حمّلت كييف القوات الروسية المسؤولية عن تفجيره، إلى عشرة قتلى و41 مفقوداً.
وفي موسكو، أفاد الكرملين أنّ الرئيس بوتين تفقّد جنوداً أصيبوا بجروح في أوكرانيا، وقدّم لعدد منهم أوسمة.
من ناحية أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه" بشأن الاتفاقية التي تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، مؤكّداً "العمل بجدّ" لتمديدها إلى ما بعد 18 تمّوز.