الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض (8 ك1 2022 - أ ف ب).
يقول محللون إنّ قرار الصين المشاركة في محادثات دولية في السعودية تهدف لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يشير إلى تحوّلات محتملة في نهج بيجينغ، لكنّها ليست تحوّلات جذرية في دعمها لموسكو.
وبينما رفضت بيجينغ المشاركة في محادثات سابقة في الدنمارك العضو في حلف شمال الأطلسي، يرى المحلّلون أنّ الصين تشعر بأريحية أكبر بكثير في ما يتعلّق بالمشاركة في جهود سلام في السعودية حتى رغم عدم حضور روسيا ودفع أوكرانيا بخطتها الخاصة.
وتحجم الصين عن التنديد بغزو موسكو الذي بدأته في شباط 2022، وطرحت في الوقت نفسه خطة تخصّها لتحقيق السلام. لكن يبدو أنّ بيجينغ تواجه بعض الحقائق المريرة مع استمرار الصراع لفترة أطول.
وتقول يون سون، مديرة برنامج الصين في "مركز ستيمسون للأبحاث" في واشنطن، إنّ "بيجينغ تميل أكثر صوب جهود السلام، لكنّها تعلم أيضاً أنّ الغرب ليس من المرجّح أن يتقبّل مبادرة سلام تقودها هي في هذه المرحلة".
وتابعت قائلة: "لا تريد بيجينغ أن تتغيّب عن مبادرات سلام أخرى ذات مصداقية تقودها دول ليست غربية".
وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة إنّ مبعوث السلام لي هوي سينضم لمسؤولين من نحو 40 دولة في جدة لإجراء محادثات يأمل ممثلو أوكرانيا والغرب في أن تؤسس لمبادئ محورية تؤدي في النهاية لتسوية لإنهاء الحرب.
ووصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، خلال مشاركته في المحادثات، بأنّها "انفراجة مهمة"، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام أوكرانية.
وتتقرّب الصين من السعودية عملاق النفط والتي تشكّل جزءاً من جنوب العالم المحايد، وهي مجموعة دول تحرص الصين على أن تكون في صدارتها.
ويقول شين دينغ لي، الباحث في العلاقات الدولية في شنغهاي، إنّ روسيا في النهاية "ستنهزم لا محالة"، وعلى الصين أن تبحث عن تعاون دولي دون أن تسرع وتيرة أي انهيار في روسيا.
وتابع: "يمكن أن نطرح آراء مختلفة، كما يمكننا أيضاً أن نطرح بعض المقترحات بشأن تعزيز مشترك للتسوية السياسية المبكرة والمناسبة للمشكلات التي نراها".
ورغم أنّ تلك الخطوة الصينية مفيدة لصورتها العامة، يرى المحلّل لي مينغ جيانغ، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية في كلية "إس.راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة، أنّ بيجينغ ستسعى لموازنة دقيقة لمواقفها.
وأوضح قائلاً إنّها تريد أن يكون لديها فهم أفضل لمواقف الأطراف الأخرى و"إنّها على الأرجح أيضاً تحاول استكشاف مساحة للتأقلم لنفسها ولقدرتها على المناورة".
ويحدث هذا التحول في موقف الصين، في وقت رصد فيه محلّلون استياء متصاعداً من جانبها من طول أمد الحرب وقصف روسيا مؤخّراً لموانئ حبوب أوكرانية.
ويقول موريتز رودولف، الباحث في "مركز بول تساي" الصيني بكلية الحقوق بجامعة "ييل": "الآن أصبح الوضع معقدا بشكل متزايد بالنسبة لبيجينغ لتناور فيه إذ أنّ تصعيد الحرب يؤثر بشكل مباشر على المصالح الاقتصادية والسياسية للصين".