شنّت روسيا هجوما صاروخيا كبيرا على أوكرانيا، الأحد، مؤكدة استهداف قواعد جوية في غرب البلاد، فيما استهدفت كييف جسرين في المنطقة المحتلة.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية الأحد أنها أسقطت 30 صاروخ كروز من أصل 40 ومسيرات ايرانية الصنع من طراز شاهد اطلقتها القوات الروسية التي استخدمت ايضا صواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال".
وإذا كانت كييف لم تدل بتفاصيل عن كل المواقع التي أصيبت، فان وزارة الدفاع الروسية اعلنت ضرب "قواعد جوية للقوات المسلحة الاوكرانية قرب بلدتي ستاروكوستيانتينيف في منطقة خميلنيتسكي ودوبنو في منطقة ريفني".
واضافت الوزارة "تم تحقيق الهدف من الضربة. تم ضرب جميع الأهداف المحددة".
ومنطقة خملنيتسكي الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة في غرب البلاد لطالما تعرّضت لضربات روسية، علما أنها تضم قاعدة جوية اوكرانية كبيرة.
وقال رئيس الإدارة المحلية سيرغي تيورين إن المنطقة تعرضت لثلاثة هجمات منذ مساء السبت. وكتب على تلغرام أن "سلسلة انفجارات وقعت" مخلفة أضرارا في مبان عدة ومحطة للقطارات.
في الجانب الروسي، استهدفت ضربتان صاروخيتان اوكرانيتان الاحد جسرين في المنطقة التي تحتلها موسكو.
استهدفت الضربة الأولى جسر تشونغار في شبه جزيرة القرم. وقال الحاكم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف إن "بعض الصواريخ اسقطتها قوات الدفاع الجوي. أصيبت منصة جسر السيارات بأضرار وبدأت اعمال الترميم. لم يسقط ضحايا".
وطاولت الضربة الثانية جسرا قرب مدينة جينيتشيسك في منطقة خيرسون (جنوب) وأسفرت عن اصابة شخص وخلفت اضرارا في انبوب للغاز، وفق ما قال مسؤول إدارة الاحتلال فلاديمير سالدو. ولفت الى إسقاط تسعة صواريخ اوكرانية من أصل 12.
وفي وقت سابق، اعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية دمّرت طائرة مسيّرة في أجواء العاصمة الأحد، بعد سلسلة هجمات مماثلة في الاسابيع الاخيرة.
ومساء السبت، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ضربات روسية على منطقة خميلنيتسكي وعلى مباني شركة "موتور سيتش" لصناعة الطائرات والتي مقرها في زابوريجيا (جنوب) التي يحتل الروس جزءا منها.
وقال زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت ايضا مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط "قتلى وجرحى".
وشنت اوكرانيا ليل الجمعة السبت هجوما على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف تموز تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ شباط 2022.
- مباحثات في السعودية-
يأتي هذا بينما استضافت السعودية السبت محادثات حول الحرب في أوكرانيا بدون حضور روسيا، بينما حضر أعضاء كتلة "بريكس" التي تضم إلى روسيا كلا من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهي بلدان تبنّت مواقف أكثر حيادا بشأن الحرب فامتنعت عن الوقوف بجانب أوكرانيا بدون دعم الغزو الروسي.
جرت الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، في مدينة جدة الساحلية، واختتمت مساء السبت بعد ساعات عدة من المباحثات التي شاركت فيها مختلف الوفود، وفق ما أفاد مشاركون.
وكما كان متوقعا، لم يصدر أي بيان ختامي، علما أن بعض الوفود تعتزم المشاركة في اجتماعات ثنائية الأحد في جدة، بحسب المصادر نفسها.
في كلمته المسائية السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 42 دولة تمثلت في جدة وأن الوفد الأوكراني يدفع بصيغته للسلام المكونة من عشر نقاط والتي تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.