عقب إطلاق النار الجماعيّ في مدرسة يوفالدي الابتدائية في تكساس، والذي أودى بحياة 19 تلميذاً، انتقدت الكاتبة في صحيفة "نيويورك تايمس" ميشيل غولدبرغ المحافظين والجمهوريّين الذين لا يعرقلون فرض القيود على حمل السلاح وحسب، لكنّهم أيضاً يتباهون باقتنائه والتهديد باستخدامه. في إعلان صدر العام الماضي، حمل المرشّح البارز للانتخابات التمهيدية الجمهورية في مجلس شيوخ ولاية أريزونا بلايك ماسترز بندقية نصف آلية قائلاً: "هذه لم تصمَّم لصَيد البطّ. هذه مصمّمة لقتل الناس".
وأضاف: "التعديل الثاني لا يرتبط بصيد البطّ. إنّه يرتبط بحماية عائلتكم وبلادكم. ما أول شيء فعلته (طالبان) حين سلّمها جو بايدن أفغانستان؟ أخذت بنادق الناس". بحسب وجهة نظره، الأسلحة هي ضامنة بوجه توسّع الحكومة الذي يشمل أيضاً محاولة تنظيم الأسلحة.
حالياً، بالكاد يلاحظ المراقبون حين يصدر الجمهوريّون ما يشبه تهديدات ضدّ أولئك الذين يجرؤون على تقييد ترساناتهم الخاصة. غرّد النائب في ولاية فلوريدا راندي فاين يوم الأربعاء: "لديّ أخبار للإحراج الذي يدّعي أنّه رئيسنا – حاولْ أخذ أسلحتنا وستعرف لماذا كتب التعديل الثاني في المقام الأول".
ترى غولدبرغ أنّه سيكون من المستحيل فعل أيّ شيء بخصوص الأسلحة في الولايات المتحدة على المستوى الوطنيّ طالما يعتمد الديموقراطيون على تعاون حزب يحتفظ باحتمال شنّ تمرّد. مذبحة الأولاد في تكساس لم تغيّر الكثير في هذه الدينامية.
لا ينوي الجمهوريون ترك الديموقراطيّين يمرّرون أكثر الإجراءات تواضعاً مثل تعزيز التأكّد من خلفية الراغبين باقتناء الأسلحة. ضحايا القتل الجماعيّ هم أضرار جانبية لحرب باردة أهليّة وبعض الديموقراطيين يرفضون الاعتراف بها ناهيكم عن خوض القتال.
كلمات فاين هي صدى لكلام دونالد ترامب خلال حملة 2016 الانتخابية حين قال إنّ "أناس التعديل الثاني" قد يكونون قادرين على وقف هيلاري كلينتون عن تعيين قضاة في المحكمة العليا لو أصبحت رئيسة.
ما كان في يوم من الأيام بالكاد يشكّل تلميحاً مخفيّاً للعنف، تحوّل خصوصاً بعد أحداث 6 كانون الثاني تهديداً واضحاً. ذكر موقع "بروبابليكا" أنّ ميليشيا "أوث كيبرز" التي أوقف عشرات من أعضائها بعد الهجوم على الكابيتول "تحولت قوةً داخل الحزب الجمهوريّ".
وذكرت "نيويورك تايمس" في تقرير آخر أنّ الجمهوريّين اليمينيّين باتوا يتكلّمون أكثر إفصاحاً عن استخدام القوة كشيء مبرّر لهؤلاء الذين "أطاحوه (ترامب) من السلطة". توقُّع أن يتعاون هؤلاء الجمهوريّون مع الديموقراطيّين في قضايا الأمن العام هو جنون بحسب الكاتبة.
والمفارقة المرعبة هي أنّه كلّما حاصر العنف أميركا، كلّما تعزّزت قوة الجناح شبه العسكريّ لليمين الأميركيّ. تميل مبيعات الأسلحة للارتفاع بعد حوادث القتل الجماعي.
لقد أصبحت الأسلحة السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الأميركيّين. يرى محافظون كثر أنّ الدفاع عن نسختهم من الحريّة يستحقّ دفع هذا الثمن. وبين الليبيراليّين ثمّة شعور سائد باليأس. وتُضيف الكاتبة أنّ "أميركا مريضة جداً، محطّمة جدّاً. إنّها ربما غير قابلة للإصلاح".