النهار

معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" في كبرى مدن غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث
المصدر: "أ ف ب"
معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" في كبرى مدن غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث
رجل داخل مبنى دمره الجيش الإسرائيلي في رفح. (أ ف ب)
A+   A-
 
تدور معارك عنيفة الجمعة داخل أكبر مُدن قطاع غزة وفي محيطها، بعد شهرين على هجوم حركة حماس ضد إسرائيل وبدء حرب يواصل عدد القتلى فيها الارتفاع.
 
وبعد مرحلة أولى من هجومه البري ضد حماس تركزت في شمال غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته هذا الأسبوع إلى الجنوب حيث يوجد زهاء مليوني مدني أصبحوا محاصرين في مناطق باتت مساحتها تضيق تدريجا.
 
وبإسناد جوي وبحري وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.
 
(الجيش الإسرائيلي- أ ف ب)
 
وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
 
وفجر الجمعة أفادت الوزارة بمقتل 40 شخصا في غارات قرب مدينة غزة و"عشرات" آخرين في جباليا (شمال) وخان يونس (جنوب).
 
وبثت قنوات إسرائيلية مساء الخميس مقاطع تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابس داخلية ومعصوبي العيون تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة ما أثار جدلا حادا على الشبكات الاجتماعية.
 
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يحقق" من أجل "التأكد ممن له بينهم صلة بحماس ومَن ليس كذلك"، في إشارة إلى الحركة الإسلامية الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
 
وأشار مدير  مستشفى يافا إلى أنّ"المستشفى خرج عن الخدمة بعد استهدافه بالقصف الإسرائيلي في محاولة لتهجير السكان"
 
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني:أنّ "مستشفى الأمل يستقبل عشرات الجرحى والشهداء بعد قصف منزل قرب مقر جمعيتنا في خانيونس".
 
(الجيش الإسرائيلي يشارك في تمرين تنسيق هجوم في مرتفعات الجولان- أ ف ب)
 
وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس على "الحاجة الماسة" لحماية المدنيين مع احتدام القتال، داعيا إلى إنشاء ممرات إنسانية "لفصل السكان المدنيين عن حماس".
 
وتؤيد الولايات المتحدة إسرائيل بقوة منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وتقول السلطات الإسرائيلية إن 1200 شخص قتلوا فيه. لكن واشنطن تشعر بقلق متزايد إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
 
وفي المجموع قُتل 89 عسكريا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في غزة وبينهم الخميس نجل غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي.
 
 "المكابيون" الجدد 
 
(الجنوب الإسرائيلي- أ ف ب)
  
بدأت إسرائيل التي صُدمت جراء هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الاحتفال مساء الخميس بعيد الأنوار اليهودي.
 
وفي تل أبيب شاركت عائلات رهائن وأقارب لهم في وقفة أضاءوا خلالها الشموع تكريما لمن لا يزالون محتجزين لدى حماس.
 
وأوقد نتانياهو شمعة عند حائط المبكى بمناسبة هذا العيد لإحياء ذكرى ما يعتبر اليهود أنه أحد الانتصارات العظيمة في تاريخهم.
 
(مدفع "هاوتزر" ذاتية الدفع تابع للجيش الإسرائيلي يطلق قذائف من موقع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة- أ ف ب)
 
وقال نتانياهو "في ذلك الزمان حرر المكابيون الهيكل وطهّروه وأعادوا السيادة والاستقلال اليهوديَّين... واليوم نحن، مكابيي عصرنا، نحارب قوى الشر التي جاءت لمحو الشعب اليهودي ودولته من على وجه الأرض".
 
ويحاول الآلاف الفرار من القتال في خان يونس للتوجه نحو رفح على الحدود المصرية وهي المكان الوحيد الذي لا تزال توزع فيه مساعدات إنسانية ولو بكميات محدودة.
 
وقال عبد الله أبو دقة "منذ شهرين ننتقل من مكان إلى آخر (...) نحن متعبون جدا"، متحدثا عن "أصعب شهرين" في حياته.
 
ووصل أحمد حجاج أيضا إلى رفح من مخيم الشاطئ في الشمال، وتحدث عن وضع كارثي قائلا "ليست لدينا الضروريات الأساسية. الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم ولا حل سياسيا في الأفق".
 
 النظام الصحي "جاثٍ"
 
(مروحية إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة أثناء تحليقها فوق قطاع غزة- أ ف ب)
  
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس أن النظام الصحي "جاث على ركبتيه" في قطاع غزة، حيث بات معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وباتت على وشك الانهيار.
 
وفرضت إسرائيل "حصارا كاملا" على قطاع غزة منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء. كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوافر.
 
وهذا الأسبوع أعلنت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر موافقتها ضرورية لإدخال المساعدات من مصر، السماح بتوصيل "الحد الأدنى" من الوقود إلى غزة لتجنب "انهيار إنساني وتفشي الأوبئة" بعد يومين على تلقيها دعوة في هذا الصدد من حليفتها الولايات المتحدة.
 
ووفق الأمم المتحدة، نزح 1,9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل.
 
(صورة جوية تظهر الفلسطينيين النازحين الذين فروا من خان يونس وهم يقيمون مخيماً في رفح جنوباً بالقرب من حدود قطاع غزة مع مصر- أ ف ب)
 
من غزة إلى بيروت
 
تثير الحرب مخاوف من تحول النزاع حرباً إقليمية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً يومياً للقصف بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.
 
وقتل الخميس مدني إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل وفق ما أعلن الجيش والإسعاف الإسرائيليان. وليلاً أفاد الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح طفيفة جراء نيران صاروخية مضادة للدبابات معلناً أنه ينفذ غارات ضد مواقع لحزب الله.
 
ووجه نتانياهو تحذيرا جديدا لحزب الله قائلاً "أقترح على أعدائنا أن يكونوا حذرين لأنه إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة فإن ذلك سيحول بخطئه هذا بيروت وجنوب لبنان، غير بعيد من هنا، إلى غزة وخان يونس".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium