قال مصدر ديبلوماسي تركي إن وزير الخارجية هاكان فيدان طلب من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اتصال هاتفي اليوم الأحد، أن تستخدم واشنطن نفوذها على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة والضفة الغربية.
وتنتقد تركيا، التي تدعم حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود، إسرائيل بشدة، ودعت إلى وقف كامل لإطلاق النار ومقاضاة القادة الإسرائيليين أمام محاكم دولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، كما انتقدت الدعم الغربي لإسرائيل.
وقالت واشنطن، الحليف الأقرب لإسرائيل، مرارا إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس عبر الحدود في السابع من تشرين الأول.
غير أنها كثفت دعواتها لإسرائيل لضبط النفس في حملتها التي أدت حتى الآن، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، إلى مقتل ما يقرب من 19 ألف شخص وتدمير جزء كبير من القطاع.
وقال المصدر إن فيدان أبلغ بلينكن بأن الوضع في غزة والضفة الغربية يزداد سوءا بسبب الهجمات الإسرائيلية. وأبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الأميركي جو بايدن يوم الخميس بأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية عن تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة.
وذكر المصدر أن "فيدان أكد ضرورة إجبار إسرائيل على الجلوس إلى طاولة (المفاوضات) بعد التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار من أجل البدء بعملية تهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين".
وفي حين تنتقد تركيا إسرائيل وتصفها بأنها "دولة إرهابية" بسبب هجماتها على غزة، فقد حافظت على علاقاتها التجارية بها، مما أثار انتقادات من أحزاب المعارضة وبعض القوى في المنطقة.
وقال وزير التجارة عمر بولات يوم الجمعة إن تجارة تركيا مع إسرائيل تراجعت 48 بالمئة منذ السابع من تشرين الأول وإن معظم التجارة تنفذها شركات دولية تعمل في تركيا.
وأضاف أن البضائع التي يتم إرسالها إلى الفلسطينيين يجب أن تمر عبر إسرائيل أيضا.
وقال المصدر الديبلوماسي إن فيدان وبلينكن ناقشا أيضا العلاقات الثنائية وطلب انضمام السويد لعضوية حلف شمال الأطلسي، والذي لم يصدق عليه البرلمان التركي بعد، وطلب أنقرة شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الولايات المتحدة.
وتابع المصدر "خلال الاتصال، الذي تم التشديد فيه على أهمية العمل بما يتماشى مع روح الحلف، كان طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي ومسألة الطائرات إف-16 والتعاون في صناعة الدفاع من بين القضايا التي تم تبادل وجهات النظر بشأنها".
وأضاف أنه تم إجراء المكالمة بناء على طلب من بلينكن.
وطلبت تركيا في تشرين الأول 2021 شراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن و79 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية.
وتدعم إدارة بايدن الصفقة البالغة قيمتها 20 مليار دولار، لكن توجد اعتراضات في الكونغرس الأميركي على سجل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في مجال حقوق الإنسان وعلى تأخيرها انضمام السويد للحلف.
وبعد فترة طويلة من عدم الانحياز، تقدمت السويد بطلب للانضمام إلى الحلف لتعزيز أمنها ردا على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط 2022. لكن لم تنضم بعد بسبب رفض عضوي الحلف تركيا والمجر.