أعلن الجيش الإيراني، الخميس، أنه سيجري مناورات عسكرية في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع أذربيجان الجمعة، بعد أيام من انتقادات وجهتها باكو لهذه الخطوة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن قائد القوات البرية للجيش العميد كيومرث حيدري قوله إن المناورات "ستنطلق غدا الجمعة في منطقة شمال غرب البلاد بمشاركة وحدات مدرعة ومدفعية وطائرات مسيرة وبدعم من مروحيات الجيش".
وأشار الى أن هدفها "الارتقاء بالجهوزية القتالية للقوة البرية في هذه المنطقة"، من دون أن يحدد مداها الزمني أو الجغرافي.
ونشر التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات قال إنها من استعدادات القوات البرية لهذه المناورات، ظهرت خلالها عشرات الشاحنات العسكرية تحمل عربات مدرعة ودبابات ومدفعية.
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف انتقد في حوار مع وكالة الأناضول التركية للأنباء نشر الاثنين، إجراء إيران مناورات قرب حدود بلاده، معتبرا أنها "حدث مفاجئ جدا".
وقال: "هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟".
وردت الخارجية الإيرانية بالتأكيد أن إجراء مناورات عسكرية هو قرار "سيادي" للجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الثلثاء: "في حين أن هناك علاقات طيبة ومحترمة بين البلدين وقنوات الاتصال المعتادة بين الجانبين في أعلى مستوى، التعبير عن ذلك بهذه الطريقة مثير للاندهاش"، مضيفا أن المناورات "أمر سيادي ومن أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها".
وفي تلميح الى العلاقة الوثيقة التي تربط أذربيجان بإسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، أكدت الخارجية أن طهران "لن تتسامح مع أي شكل من تواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها. وفي هذا المجال، ستتخذ ما تجده مناسبا لأمنها القومي"، من دون تفاصيل إضافية.
وكرر وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان هذه المواقف لدى تسلمه الخميس نسخة من أوراق اعتماد سفير أذربيجان في طهران علي عليزاده.
واعتبر أمير عبداللهيان أن تصريحات علييف "مثيرة للتعجب ومؤسفة"، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية "لا تتساهل مع تحرك أو نشاطات الكيان الصهيوني ضد أمنها القومي، وستقوم بأي خطوة ضرورة في هذا الشأن"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وتتشارك إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان حدودا تمتد على 700 كيلومتر تقريبا.
وتربط إيران علاقات جيّدة بجاريها الخصمين أذربيجان وأرمينيا. وهي رحبت في تشرين الثاني 2020 باتفاق البلدين على وقف المعارك التي امتدت لأسابيع في إقليم ناغورنو- كراباخ المتنازع عليه.
وتعيش في ايران جماعة كبيرة من السكان من القومية الاذرية، وخصوصا في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا.