النهار

 حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الخميس، إسرائيل من أنّه لا يمكنها أن تستخدم ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "ورقة مساومة"، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وقال بايدن في خطابه السنوي حول "حالة الاتّحاد": "إلى قيادة إسرائيل أقول ما يلي: لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة. إنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".

وأضاف أنّه أمر الجيش الأميركي بإنشاء ميناء موقّت في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وكرّر بايدن أنّ إسرائيل محقّة في الهجوم الذي شنّته على "حماس"، على الهجوم الذي شنّته ضدّها الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول، مشيراً إلى أنّ مقاتلي الحركة "بإمكانهم إنهاء هذا النزاع اليوم" من خلال إطلاقهم الرهائن.

لكنّه وصف تداعيات الحرب على سكّان غزة بأنه "يفطر القلب".

وقال: "أنا أعمل بدون توقف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع"، لافتاً إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن "يُعيد الرهائن إلى وطنهم ويخفّف من الأزمة الإنسانية التي لا تُحتمل، ويؤسّس لشيء أكثر استدامة".

وأعاد بايدن تأكيد دعمه إقامة دولة فلسطينية، وهو هدف تعارضه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة.

وقال بايدن: "بينما نتطلّع إلى المستقبل، فإنّ الحلّ الحقيقي الوحيد هو حلّ الدولتين".


وأضاف: "أقول هذا كمؤيد لإسرائيل طوال حياتي. وفي حياتي المهنية بأسرها، لا أحد يملك سجلاً أقوى مع إسرائيل. أتحدّى أي واحد منكم هنا".

بايدن يهاجم ترامب

إلى ذلك، هاجم بايدن الرئيس السابق دونالد ترامب لما اعتبره خضوعاً لروسيا، وإخفاقاً في التعامل مع جائحة كوفيد-19 والتستّر على هجوم الكابيتول، وذلك في خطاب لـ"حالة الاتحاد" استعرض فيه بايدن مواقفه ضمن سعيه لإعادة انتخابه في وقت لاحق من العام الجاري.

وافتتح بايدن، الذي كان يتحدّث أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، تصريحاته بانتقاد مباشر لترامب بسبب تعليقاته التي دعا فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي الأخرى إذا لم تنفق المزيد على الدفاع.

وقال بايدن: "الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريد... أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول".

كما وجّه بايدن، الذي يضغط على الكونغرس لتوفير تمويل إضافي لأوكرانيا لحربها مع روسيا، رسالة لبوتين مفادها أن الولايات المتحدة "لن تتخلى" عن حليفتها.

وقارن بايدن بين مواقفه ومواقف ترامب، منافسه الجمهوري في انتخابات الخامس من تشرين الثاني، بشأن الديمقراطية وحقوق الإجهاض والاقتصاد خلال خطاب يتابعه ملايين الأميركيين ويرى فيه الديمقراطيون فرصة كبيرة لبايدن للضغط من أجل الحصول على ولاية ثانية.

واتهم بايدن ترامب والجمهوريين بمحاولة إعادة كتابة التاريخ فيما يتعلق بأعمال الشغب في الكابيتول في 6 كانون الثاني من عام 2021 التي قام بها أنصار للرئيس السابق كانوا يسعون لإلغاء فوز بايدن بانتخابات عام 2020.

كما ردّ الرئيس بايدن، في الخطاب، على منتقدي ترشّحه لولاية ثانية رغم سنّه المتقدّم بالقول إنّ سنواته الـ81 جعلته يرى الأمور "أوضح أكثر من أيّ وقت مضى".

وقال الرئيس الديموقراطي أمام الكونغرس بمجلسيه: "أعلم أنّ الأمر قد لا يبدو كذلك، لكنّي مولود منذ فترة طويلة... في سنّي تصبح بعض الأمور أوضح أكثر من أيّ وقت مضى".