النهار

ضربات على غزة وواشنطن تنتقد إسرائيل على خلفية سير الحرب
المصدر: "أ ف ب"
تتواصل الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة صباح السبت رغم انتقادات وجهتها واشنطن بشأن سير الحرب وتحذير الأمم المتحدة من وقوع "كارثة إنسانية هائلة" في مدينة رفح المكتظة بالسكان.
ضربات على غزة وواشنطن تنتقد إسرائيل على خلفية سير الحرب
نازحون فلسطينيون يصلون في مركبات تحمل أمتعتهم لإقامة مأوى بعد عودتهم إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة (9 أيار 2024 - أ ف ب).
A+   A-
تتواصل الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة صباح السبت رغم انتقادات وجهتها واشنطن بشأن سير الحرب وتحذير الأمم المتحدة من وقوع "كارثة إنسانية هائلة" في مدينة رفح المكتظة بالسكان.

وفي ساعة باكرة السبت أفادت فرق "وكالة فرانس برس" بحصول غارات في قطاعات مختلفة من غزة بعد نشر تقرير لوزارة الخارجية الأميركية حول الوضع في هذا القطاع الذي يشهد حرباً مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.
 
 


وقالت الولايات المتحدة إنه "من المنطقي الاعتقاد" بأن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي في غزة لكن واشنطن لا يمكنها أن تخلص إلى ذلك بشكل قاطع وستواصل تسليم أسلحة إلى هذا البلد وفقاً للتقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية الجمعة.

توازياً اعتبرت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة أنّ للفلسطينيين الحق في عضوية كاملة في المنظمة الدولية وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها حقها في النقض (فيتو) في مجلس الأمن.

وأثار هذا التصويت الرمزي غضب إسرائيل وأكد وزير خارجيتها يسرائيل كاتس أن هذا التصويت يبعث رسالة إلى "حماس" مفادها أن "العنف يؤتي ثماره"، معتبراً أنه "يكافئ" "حماس" على الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 تشرين الأول.
 
 
- "بلا تأخير" -
وانتهت الخميس جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و"حماس" ومن دون التوصل الى اتفاق.

وأعلنت "حماس" الجمعة أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة "أعاد الأمور إلى المربع الأول"، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى "إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية".

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أشهر باجتياح رفح التي يعتبرها آخر معاقل "حماس" ويتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، توغلت دبابات الجيش في المدينة وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات.

وأعلن الجيش الجمعة أنه يواصل عملياته في شرق رفح متحدثاً عن "تصفية خلايا إرهابية خلال معارك جرت عن قرب وضربات جوية من الجانب الغزي للمعبر الحدودي".
 
 
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة من أنّ هجوماً برياً إسرائيلياً على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية هائلة".

ودعت فرنسا ليل الجمعة السبت إسرائيل إلى أن توقِف "بلا تأخير" عمليتها العسكرية في رفح والتي تهدد بالتسبب بـ"وضع كارثي" لسكان قطاع غزة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية.

وهدد الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل التي تعدّ الولايات المتحدة أبرز داعم عسكري لها، في حال نفذ نتانياهو تهديده بشن هجوم على رفح.

من جهته أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن واشنطن تراقب "بقلق" العملية الإسرائيلية في رفح لكنها لا تعتبرها "كبيرة" حتى الآن.

- الفرار من رفح -
 قالت الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص يفرون "يومياً" من رفح إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة جورجيوس بتروبولوس "تأثر بأمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالاً".

أضاف خلال المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أنّ "معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات" منذ بداية الحرب. بعضهم توجه إلى خان يونس المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون يتساءلون إلى أين يذهبون.
 
 
هذه هي حال أم صبحي النازحة من غزة في الشمال. وقالت لفرانس برس "عند بدء الحرب توجهنا الى رفح ثم نزحنا مرات عدة في منطقة رفح بسبب التهديدات والضربات والوضع المخيف والمرعب، قبل المجيء إلى النصيرات (وسط)".

ورغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الأربعاء بعد إغلاقه ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ وفقاً لإسرائيل، ما زال إيصال المساعدات "صعباً جداً" بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية لفرانس برس.

توازياً أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع والتي تشرف على الشؤون المدنية الفلسطينية "نقل 200 ألف لتر من الوقود إلى منظمات دولية في قطاع غزة" عبر معبر كرم أبو سالم.

اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول بعدما نفذت "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً معظمهم مدنيون حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
 
 
وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.

ردّاً على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على "حماس" وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفاً و943 قتيلاً غالبيتهم مدنيون وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

ودعت مصر "حماس" وإسرائيل إلى إبداء "مرونة" للتوصل الى اتفاق بشأن الهدنة وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

كانت "حماس" وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء. إلّا أنّ الدولة العبرية أكّدت أنّ هذا الطرح "بعيد جداً" عن مطالبها وكررت معارضتها وقفاً دائماً لإطلاق النار طالما "لم تُهزم" "حماس" التي سيطرت على غزة في 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium