كان عمدة سان فرانسيسكو ورئيس مجلس نوّاب ولاية كاليفورنيا السابق ويلي براون مغادراً أحد مطاعم المدينة عندما استوقفه حشد من المصوّرين كانوا بانتظاره. لم يتفاجأ نظراً إلى التاريخ الذي يشهد على علاقة غراميّة جارفة جمعته قبل سنوات بكامالا هاريس.
يحكي الإعلام الغربيّ عن نقلة نوعيّة في حياة هاريس منذ تعرّفها إلى ويلي: هدايا باهظة الثمن ودعم معنويّ أوصلها إلى ما هي عليه اليوم.
وممّا كُتب عنهما في الصحافة الغربيّة: "اشترى ويلي هدايا باهظة الثمن لكامالا مثل سيّارة BMW، وعيّنها في منصبَين مؤثّرَين. قام بتعيينها في لجنة المساعدة الطبّية في كاليفورنيا، وهي الوظيفة التي كانت تؤمّن لها راتباً قدره 72 ألف دولار سنويًا، كما عيّنها أيضًا في مجلس استئناف التأمين ضدّ البطالة بالولاية، وهو منصب مربح أمّن لها راتبًا قدره 97088 دولاراً سنوياً. واجه براون لاحقًا تحقيقًا في فساد مكتب التحقيقات الفيدراليّ لتوزيعه عقودًا وتعيينات مربحة للمدينة على الأصدقاء والحلفاء السياسيّين".
حتّى بعد أن تخلّى عن كامالا في عام 1995، استمرّ في استخدام نفوذه للترويج لمسيرتها المهنيّة، "لقد ساعدت بالتأكيد في سباقها الأوّل لمنصب المدّعي العامّ في سان فرانسيسكو".
وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية"، التقى براون بكامالا هاريس لأوّل مرّة عام 1993، وكان حينها محاميًا وناشطاً حقوقيّاً في الستّين من عمره، بينما كانت هاريس تبدأ مسيرتها المهنيّة كمدّعية عامّة في مكتب المحامي العامّ لمقاطعة آلاميدا في ولاية كاليفورنيا، وكانت في التاسعة والعشرين من عمرها.
وأضافت الصحيفة أنّ لقاءات براون وهاريس كانت من المشاهد المألوفة في سان فرانسيسكو، وقد عرض الأوّل على الأخيرة وظيفة محامية في لجنة المساعدة الطبّية بكاليفورنيا، وعيّنها أيضاً في مجلس استئناف تأمين البطالة في الولاية، وهي وظيفة مربحة يبلغ أجرها السنويّ أكثر من 97 ألف دولار آنذاك عام 1994.
على أنّ العلاقة بين الاثنين لم تقتصر على المجال المهنيّ فحسب، وإنّما انخرطا في علاقة عاطفيّة بالرغم من فارق السنّ الكبير بينهما، وبالرغم من أنّ براون كان متزوّجًا من سيّدة تُدعى بلانش فيتيرو منذ عام 1958.
وعندما تقدّمت هاريس لأوّل مرّة للمنافسة على منصب الرئيس عام 2019 (قبل انسحابها لاحقًا)، كتب براون في صحيفة سان فرانسيسكو المحلّيّة مقالًا عنوانه "نعم أقمت علاقة مع هاريس، ثمّ ماذا؟"
وكتب في المقال "نعم، أقمنا علاقة معًا، كان ذلك قبل أكثر من 20 عامًا. نعم، لعبت دورًا في مشوارها المهنيّ بتعيينها في لجنتين بولاية كاليفورنيا عندما كنت رئيسًا لمجلس نوابها".
وبالعودة الى المسنّ ويلي الذي بدا أنيقاً بينما كان يغادر المطعم ممازحاً الصحافيّين: "من أنتم؟ ماذا تفعلون هنا؟ يبدو أنّ شعبيّتي كبيرة، هل أعلن ترشّحي للرئاسة؟".
قال ويلي للصحافيين: "لا لن أكون الرجل الثاني. لقد فات الأوان على إغواء شابة. سأبقى في الظلّ وأعيش كهولتي".
وعقّب: "لقد علمت بقرار بايدن من عامّة الناس، وبالطبع أؤيّد كامالا التي رشّحها الحزب الديموقراطيّ".
وشبّه ويلي قرار بايدن بقرار مماثل سابق لليندون جونسون عام 1968، وفي حينه أيّد الأخير ترشّح نائبه للرئاسة الأميركية، لافتاً: "لا شكّ أنّ وضعاً صحّياً طارئاً دفع الرئيس إلى اتخاذ هذا القرار. العمر لا علاقة له وإنّما المرض".
وعن التشكيك بكفاءة كامالا ومدى حنكتها في السياسة، قال: "سجلها الناجح كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو، ومدعية عامة لكاليفورنيا، وعضو في مجلس الشيوخ الأميركي يدفعني إلى تأييدها. وأصر على أنه "في جميع الوظائف التي شغلتها... كانت دائماً متميزة".
في لقاءات سابقة نفت هاريس التعليق على علاقتهما، مكتفية بالآتي: "لا شكّ لديّ في أنني مستقلّة عنه، وأنّه ربما يكون خائفًا إزاء حقيقة أنّه لا يستطيع التحكّم بي. لقد انتهى مشواره المهني، أمّا أنا فسأظلّ حية أُرزق خلال السنوات الأربعين المقبلة. لست مدينة له بشيء".
وشغل ويلي براون، منصب عمدة مدينة سان فرانسيسكو بين عامي 1996 و2004، كما قضى 30 عامًا في مجلس نواب ولاية كاليفورنيا، أمضى 15 عامًا منها رئيسًا للمجلس.
يذكر أنّ كامالا هاريس متزوجة حاليّاً من المحامي اليهودي دوغ إيمهوف.
وفي علامة بارزة أخرى، سيكون إيمهوف أوّل يهودي في أسرة رئيس أو نائب رئيس الولايات المتّحدة.