أجبر محققون تابعون للشرطة في بنغلادش، الجمعة، ثلاثة من قادة الاحتجاجات الطلابية على الخروج من المستشفى، وتم نقلهم إلى مكان مجهول، بحسب ما قالت مسؤولة في المستشفى لفرانس برس، لكن الشرطة نفت حصول هذا الأمر.
وكل من آصف محمود، وناهد إسلام، وأبو بكر ماجومدار، أعضاء في حركة "طلاب ضد التمييز"، وهي المجموعة المسؤولة عن تنظيم التاهرات الأخيرة في الشوارع ضد إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية.
أسفرت أعمال العنف الأسبوع الماضي عن مقتل 195 شخصا على الأقل بينهم عدد من عناصر الشرطة، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس لعدد الضحايا الذين أعلنتهم الشرطة والمستشفيات، في اضطرابات تعد من بين الأكبر في عهد رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة المتواصل منذ 15 عاما.
أشعلت الاضطرابات احتجاجات ضد نظام توزيع الوظائف الحكومية الذي يقول معارضوه إنه يعطي الأفضلية لحزب حسينة الحاكم.
كان الثلاثة يتلقون العلاج من إصابات قالوا إنها ناجمة عن التعذيب أثناء احتجازهم لدى الشرطة في مستشفى في العاصمة دكا.
وأكدت المشرفة في مستشفى غونوشاستايا أنوارا بيغوم لاكي "لقد أخذوهم منا. كان الرجال من فرع المباحث... و(الطلاب) كانوا يتلقون العلاج هنا".
وأضافت أنها لم تكن ترغب في خروج قادة الطلاب لكن الشرطة ضغطت على رئيس المستشفى للقيام بذلك.
وأكدت شقيقة إسلام الكبرى فاطمة تسنيم لوكالة فرانس برس من المستشفى أن ستة محققين بملابس مدنية اقتادوا الرجال الثلاثة.
وقامت مجموعة "طلاب ضد التمييز" بتعليق الاحتجاجات الجديدة في بداية هذا الأسبوع، قائلة إنها تريد إصلاح حصص الوظائف الحكومية ولكن ليس "على حساب هذا الكم الكبير من الدماء".
وكان من المفترض أن تنتهي فترة تعليق الاحتجاجات الجمعة. ولم تعط المجموعة أي إشارة الى مسار نشاطها المستقبلي.
وكان منسق حركة "طلاب ضد التمييز" التي تنظّم الاحتجاجات ناهد إسلام قال لفرانس برس من المستشفى في وقت سابق هذا الأسبوع إنه يخشى على حياته من سريره في المستشفى.
وقبلها بيومين، أكد إسلام ان مجموعة من الأشخاص عرفوا عن أنفسهم بأنهم من رجال الشرطة قاموا بعصب عينيه وتقييده بالأصفاد واقتادوه إلى مكان مجهول.
وأضاف إسلام أنه استعاد وعيه في صباح اليوم التالي على جانب طريق في دكا.
وقال محمود في وقت سابق لوكالة فرانس برس إنه تم اعتقاله أيضًا من قبل الشرطة وضربه في ذروة اضطرابات الأسبوع الماضي.
ونفى ثلاثة من كبار ضباط الشرطة في دكا أن يكون الثلاثة قد أخذوا من المستشفى إلى الحجز الجمعة.
- اعتقالات-
أعلنت الشرطة الخميس اعتقالها لما لا يقل عن 4000 شخص منذ بدء الاضطرابات الأسبوع الماضي، بينهم 2500 في دكا.
وقالت الشرطة الجمعة إنها اعتقلت ديفيد حسنات، وهو مؤسس ورئيس تنفيذي لإحدى أكبر شركات صناعة الملابس في بنغلادش. وتوظف مجموعة فييلاتكس التابعة له أكثر من 15 ألف شخص وفقًا لموقعها على الإنترنت، وقدرت صحيفة ديلي ستار مبيعاتها السنوية بنحو 400 مليون دولار العام الماضي.
وقال مفتش شرطة العاصمة دكا أبو سيد ميا إن حسنات وعدة أشخاص آخرين مشتبه بتمويلهم "الفوضى والحرق والتخريب" الأسبوع الماضي.
واندلعت الاحتجاجات إثر معاودة العمل بنظام حصص يخصص أكثر من نصف الوظائف العامة لفئات محددة، ثلثها تقريبا لأبناء المقاتلين في حرب الاستقلال.
ومع قرابة 18 مليون شاب عاطل عن العمل، وفق أرقام حكومية، أثار القرار استياء الخريجين الذين يواجهون أزمة وظائف حادة.
ويقول المنتقدون إن نظام الحصص يستخدم لإبقاء الوظائف الحكومية لأنصار "رابطة عوامي"، حزب حسينة الحاكم.
وقضت المحكمة العليا في بنغلادش الأحد بالحدّ من نظام الحصص من دون إلغائه.
تحكم حسينة (76 عاما) البلاد منذ العام 2009 وفازت في كانون الثاني/يناير في رابع انتخابات على التوالي جرت في غياب أي معارضة حقيقية.
كما تتّهم مجموعات حقوقية حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.
وواصلت حسينة جولتها على المباني الحكومية التي لحقت بها اضرار من الاحتجاجات، وزارت الجمعة هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، والتي أضرمت فيها النيران جزئيًا الأسبوع الماضي.
ونقلت عنها وكالة الأنباء الرسمية قولها "ابحثوا عن المتورطين في هذا الأمر. تعاونوا معنا لضمان معاقبتهم. أوجه هذه الدعوة إلى الأمة".