الأربعاء - 18 أيلول 2024
close menu

إعلان

الجمهوريون الذين خسروا بـ"البريد" عام 2020... يعتمدون عليه في 2024!

المصدر: "أ ف ب"
التصويت عبر البريد.
التصويت عبر البريد.
A+ A-
في مقاطعة إيري في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ينقسم الجمهوريون حول التصويت بالمراسلة، ويسعى توم إيدي جاهدا لإقناع أنصار حزبه بها، لكن دونالد ترامب لا يسهّل له المهمة.

منذ أكثر من عام في مقاطعة إيري، في الزاوية الشمالية الغربية من الولاية المتأرجحة، يحاول إيدي إقناع الناس بالتصويت عبر البريد.

في البداية، سخر منه الناس أو تجاهلوه، مع ترديد أنصار ترامب في التجمعات الانتخابية ادعاءات الرئيس السابق التي تم دحضها بأن بطاقات الاقتراع البريدية قابلة للتزوير، لكن إيدي لم يأخذ الأمر على محمل شخصي.

وباعتباره رئيس الحزب الجمهوري في إيري، لم يستسلم الرجل البالغ 75 عاما، بل تطوع يوميا لتغيير رأي الناس، واضعا هدفا واحدا نصب عينيه: الفوز، على عكس المرة الماضية.

ويقول عن انتخابات 2020 "هذا ما جعل ترامب يخسر السباق. لقد تعرضنا لهزيمة ساحقة"، مستذكرا كيف فاق عدد الأصوات المرسلة بالبريد لصالح جو بايدن عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب بنحو 100 إلى 1 في بعض الدفعات.

في مكتبه، محاطا بلافتات ترامب وأعلام ومواد انتخابية أخرى، يشرح إيدي - وهو مدرس متقاعد - كيف يقبل المتشككون في كثير من الأحيان التصويت بالبريد في نهاية محادثاته معهم.

ويقول للناس إن ذلك يجنبهم عدم الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخابات، إذا مرضوا هم أو أحد أفراد أسرهم، أو إذا تأخروا أو اضطروا للعمل.

ويضيف "هذا مسعانا الرئيسي" خلال الحملة.

اعتبر ترامب أن الاقتراع بالبريد هو سبب هزيمته عام 2020، ورغم أنه خفف أحيانا من انتقاداته، إلا أنه كثيرا ما يصعد نبرته عند سؤاله عن هذا الموضوع.

ومع ترشيح الحزب الديموقراطي كامالا هاريس بدلا عن جو بايدن للانتخابات الرئاسية، تظهر أحدث استطلاعات الرأي أنها تتقدم على ترامب في ولاية بنسلفانيا، ما يعني أن المكسب الهامشي من التصويت المبكر في مناطق مثل إيري قد يكون ضمانة للنصر في النهاية.

في عام 2020، كان لدى بايدن أفضلية إجمالية تزيد عن ثلاثة إلى واحد في بطاقات الاقتراع بالبريد في إيري - 32929 مقابل 9279 لترامب - فيما تقدم ترامب في يوم الاقتراع بأكثر من 20 ألف بطاقة.

وعلى عكس عام 2016 حين تغلب ترامب على هيلاري كلينتون بفارق 2348 صوتا، كانت النتيجة الإجمالية فوز بايدن بهامش بلغ 1319 صوتا.

يريد توم إيدي التأكد من أن فريق ترامب لن يعاني من نفس المصير هذه المرة.

- مقاطعة حاسمة -
منذ عام 2008، انتصر المرشحون الذين حضوا بغالبية الأصوات في إيري، وعادة ما تكون النتائج في المقاطعة متطابقة مع النتائج في كامل بنسلفانيا - أكبر ولاية متأرجحة في الولايات المتحدة، كما يقول خبراء استطلاعات الرأي.

بعد أن كانت مدينة عمالية، تقلص حجم الصناعة في إيري حيث حلت شركة تأمين محل شركة جنرال إلكتريك كأكبر جهة توظيف، وينخفض عدد السكان منذ أكثر من عقد، وأغلقت المصانع أو أصبحت أصغر حجما.

وقد ساهم الوضع الاقتصادي في التقلب السياسي المقاطعة، حيث يتأرجح الناخبون بين المرشحين الرئاسيين الجمهوريين والديموقراطيين.

يشكل السخط على رئاسة بايدن عاملا مؤثرا لدى الناخبين، ولكن صعود هاريس أزاح مشكلة الشيخوخة عن الطاولة. ولا تزال المتاعب القانونية التي يواجهها ترامب، وخاصة في ما يتصل باقتحام مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني/يناير 2021، تشكل نقطة نقاش ـ وإن لم تكن نقطة مهيمنة.

لكن التباين بين المناطق الحضرية والريفية في إيري صارخ، ففي حين فاز بايدن بجميع الدوائر الانتخابية الـ63 في مدينة إيري في الانتخابات الأخيرة، هيمن ترامب على المناطق الريفية.

- انعدام ثقة في التصويت بالبريد -
في كوري، وهي بلدة خلابة ولكنها فقيرة تقع على بعد 53 كيلومترا شرق مدينة إيري وفاز بها ترامب بفارق كبير عام 2020، ترسخت بعض الآراء لدى الناخبين.

ينتقد دي جي تيريل (47 عاما) كلا الحزبين السياسيين ـ ولكنه متأكد من شيء واحد.

يقول عن التصويت في أي مكان آخر غير مراكز الاقتراع "لا أثق في أي حكومة"، مضيفا "يجب إظهار بطاقة الهوية لشراء السجائر - ويجب إذا إظهارها للتصويت"، موافقا على ادعاءات ترامب حول سبب خسارته أمام بايدن.

كان تحدي زيادة نسبة المشاركة هاجس جيم ويرتز، رئيس الحزب الديموقراطي في مقاطعة إيري عام 2020، وقد نجح فيه إلى حد كبير من خلال توسيع نطاق التصويت بالبريد.

ويعتقد ويرتز المرشح لمجلس شيوخ ولاية بنسلفانيا هذه المرة، أن الفوز يمكن أن يتكرر.

يقول ويرتز عن الجمهوريين مثل إيدي "من الجيد أنهم غيروا موقفهم. فمن المؤكد أن هذا يغير من عبارات مثل +سرقة+ و+احتيال+ وعبارات أسوأ استخدموها".

وبخلاف الجمهوريين (40%) والديموقراطيين (46%)، يصنّف 14% من الناخبين المسجلين في مقاطعة إيري على أنهم مستقلون، وربما تكون الكلمة الحسم لهم.

يرى توم إيدي أن السباق لا يزال مفتوحا.

وتبدو عليه الحماسة عند استقباله سائق شركة توصيل خارج مكتبه يحمل 3000 نموذج طلب اقتراع بالبريد.

ويضيف "لدي 2000 طلب آخر في الخزائن هنا. ولكي يفوز الجمهوريون، سواء لصالح ترامب أو في الكونغرس أو مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، يتعين علينا أن نجعل الناس يستخدمون هذه الطريقة في التصويت".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم