قتل تلميذ يبلغ من العمر 14 عاما أربعة أشخاص بينهم تلميذان، وجرح تسعة آخرين عندما أطلق النار في مدرسة ثانوية في ولاية جورجيا الأميركية الأربعاء، على ما أعلنت أجهزة تطبيق القانون.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد تنبه للمشتبه به وهو أيضا طالب في نفس الثانوية، منذ أكثر من عام بسبب تهديدات بإطلاق النار في المدرسة.
وتم توقيفه عقب إطلاق النار الأربعاء وسيمثل أمام القضاء كبالغ بتهمة القتل، حسبما قال مكتب التحقيقات في جورجيا.
وإضافة إلى التلميذين قُتل معلمان.
وعقب الحادثة وهي الأخيرة في حلقة من حوادث إطلاق النار المشابهة في الولايات المتحدة، والتي بلغت قرابة 400 إطلاق نار جماعي هذا العام وفق أحد المصادر، تجمع حشد من الناس في ملعب رياضي أمام ثانوية أبلاتشي وشبك البعض أذرعهم في حلقة دائرية.
وقال المسؤول الأمني في المقاطعة جود سميث للصحافيين إن عنصرا من جهاز تطبيق القانون في المدرسة "تواجه" مع مطلق النار.
وأضاف "أدرك مطلق النار سريعا بأنه إذا لم يستسلم يمكن أن ينتهي الأمر بإطلاق نار من عناصر الشرطة. استسلم ونزل أرضا واعتقله عنصر" تطبيق القانون.
وأكد سميث أن الشرطة لا تعرف بعد ما إذا كان مطلق النار حدد أشخاصا معينين هدفا له، مضيفا أنه يتوقع أن يتماثل الجرحى التسعة للشفاء.
والتلميذان اللذان قتلا يبلغان أيضا 14 عاما، حسبما ذكرت السلطات.
- لسنا بأمان -
بعدما جذب المشتبه به انتباه مكتب إف بي آي، استجوب مكتب المسؤول الأمني للمقاطعة والده ثم المشتبه به البالغ آنذاك 13 عاما والذي نفى توجيه تهديدات، قبل أن ينبه المكتب مسؤولي المدرسة إلى الفتى ويطلب منهم مراقبته.
وقال مدير مكتب التحقيقات في جورجيا كريس هوزي أن السلطات تحقق في كيفية إدخال مطلق النار السلاح إلى المدرسة.
واعتقد البعض في بادئ الأمر أن إطلاق النار يتعلق بتدريب، حسبما قالت إحدى الطالبات الطلاب لوكالة فرانس برس.
وقالت ألكسندرا روميو "الجميع اعتقد إن الأمر يتعلق بتدريب إلى أن قالت معلمتي إننا لم نتلقى رسالة بالبريد الالكتروني".
وأضافت "جمعتنا في زاوية صغيرة وتعانق الجميع مع بعضهم البعض. كان عدد من أصدقائي يبكون. إلى أن جاء شرطيان مسلحان وقالا لنا أن الأمر لا يتعلق بتدريب وبأننا لسنا بأمان".
وروت تلميذة أخرى هي ستيفاني فولغار وتبلغ 17 عاما سماعها "دويا قويا" ولجوء التلاميذ المذعورين إلى الحمامات وغرف الملابس للاختباء.
وقالت "من المخيف معرفة أنك يمكن أن تكون (الضحية)".
وأفاد تلميذ آخر وسائل إعلام محلية إنه شاهد بقع دم على الأرض وجثة بينما كان المسؤولون يرافقونه للخروج من المبنى.
وقعت الحادثة قرب بلدة قرب بلدة وايندر على بعد حوالى 70 كيلومترا شمال شرق أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا.
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن إدارة المدرسة بعثت برسالة إلى أهالي التلاميذ تبلغهم فيها عن "إغلاق تام للمدرسة بعد أنباء عن إطلاق نار".
وبعد انتهاء التحذير طُلب من الأهالي القدوم إلى المدرسة لمرافقة أبنائهم، فيما امتدت طوابير السيارات أمامها.
- آفة عنف الأسلحة -
وتتكرر حوادث إطلاق النار في مدارس في الولايات المتحدة حيث يمتلك حوالى ثلث البالغين سلاحا فيما قوانين شراء أسلحة من العيار الثقيل متراخية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية من الناخبين يفضلون قوانين أكثر صرامة لشراء واستخدام الأسلحة النارية، لكن جماعات الضغط القوية المؤيدة لاقتناء السلاح، تعارض فرض مزيد من القيود فيما فشل المشرعون مرارا في التحرك.
وعبر الرئيس جو بايدن عن حزنه لسقوط الضحايا.
وقال "يتعلم التلاميذ في مختلف أنحاء البلاد كيفية الانحناء والاختباء بدلا من القراءة والكتابة. لا يمكننا الاستمرار في قبول هذا باعتباره أمرا طبيعيا"، في إشارة إلى تكرار مثل هذه الاعتداءات في مختلف أنحاء البلاد.
بدورها دعت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس الأميركيين إلى وضع حد لـ"آفة عنف الأسلحة" في الولايات المتحدة.
وقالت أمام حشد في تجمع انتخابي في نيوهامبشر لعرض عناصر خطتها الاقتصادية "يتعين علينا إنهاء آفة عنف الأسلحة في بلدنا إلى الأبد. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو".
وشهدت الولايات المتحدة 384 حادث إطلاق نار جماعي على الأقل هذا العام، وفقاً لمنظمة "أرشيف عنف الأسلحة" غير حكومية التي تعرّف إطلاق النار الجماعي بأنه الحادث الذي تسجل فيه إصابة أو مقتل أربعة أشخاص أو أكثر.
وقُتل 11557 شخصا في أعمال عنف مرتبطة بالسلاح بحسب تلك المنظمة.