جهّز وسطاء أميركيون وقطريّون ومصريون حملة ديبلوماسية لتجاوز الخلافات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بخصوص هدنة في غزة بعدما سلّمت الحركة الفلسطينية ردّها على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في القطاع والذي سيتضمن أيضاً إطلاق سراح رهائن.
وسلّمت حماس ردّها أمس الثلثاء على خطة طرحها رئيسا المخابرات الأميركية والإسرائيلية قبل أكثر من أسبوع خلال اجتماع في باريس مع مسؤولين مصريين وقطريين.
ولم تتوفر تفاصيل عن الرد. وقالت "حماس" في بيان أمس الثلثاء "تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط، إنه سيناقش رد حماس مع المسؤولين الإسرائيليين عندما يزور إسرائيل اليوم الأربعاء.
وفي الدوحة، قال بلينكن "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا ما زلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وضروري بالفعل".
ووصفت قطر رد "حماس" بأنه "إيجابي" بشكل عام بينما قالت مصادر أمنية مصرية لـ"رويترز" إنّ "حماس" أبدت مرونة.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في بيان نشرته الهيئة على موقعها "مصر ستقوم بمناقشة كل تفصيلات الإطار المقترح مع الأطراف المعنية، بما في هذا تكثيف عقد الاجتماعات معها، للتوصل في أقرب وقت للاتفاق بينها حول صيغته النهائية".
وقالت مصادر قريبة من المحادثات إنّ الهدنة ستستمر 40 يوماً على الأقل، وسيقوم المسلحون خلالها بإطلاق سراح المدنيين من بين الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ثم يأتي في مرحلتين لاحقتين تسليم الجنود والجثث، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
ومن شأن الهدنة أيضاً أن تزيد من تدفّق المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى المدنيين في غزة الذين يواجهون الجوع والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن "بعض التحرك" بعد تسليم "حماس" لردها، لكن ليس واضحاW ما إذا كانت "حماس" أو إسرائيل على استعداد لتخفيف مواقفهما المتشددة المعلنة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة.
وأكّد قيادي في "حماس" طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز" أمس الثلثاء إنّ الحركة لن تتزحزح عن موقفها المتمثل في عدم إمكان تحرير الرهائن إلا إذا انتهت الحرب وانسحبت القوات الإسرائيلية من غزة.
ويصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لن تنهي هجومها في غزة حتى يتم القضاء على "حماس".
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم الأربعاء إن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 ووقف "العدوان الإسرائيلي" على غزة.
وقالت مصادر مطلعة على تفكير الرياض لـ"رويترز" في تشرين الأول 2023 إن السعودية جمدت خططاً تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في ظل تصاعد الحرب بين "حماس" والقوات الإسرائيلية.
* مزيد من الرهائن ربما لقوا حتفهم
هناك حركة إسرائيلية متنامية تطالب ببذل المزيد من الجهود لإعادة الرهائن حتى لو كان ذلك يعني التوصل إلى اتفاق مع "حماس".
وقال الجيش الإسرائيلي أمس الثلثاء إن 31 من الرهائن المتبقين في غزة لقوا حتفهم. وقالت إسرائيل في وقت سابق إن 136 رهينة ما زالوا في غزة بعد إطلاق سراح 110 منهم بموجب هدنة استمرت أسبوعاً في تشرين الثاني وأفرجت إسرائيل خلاها أيضاً عن 240 فلسطينياً كانت تحتجزهم.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن تقييم إسرائيلي جرت مشاركته مع مسؤولين أميركيين ومصريين، أنّ ما يصل إلى 50 رهينة قد يكونوا لقوا حتفهم، مما يعني أن حوالي 80 رهينة تحتجزهم "حماس" ما زالوا على قيد الحياة.
وبدأت إسرائيل هجومها العسكري على غزة بعدما قتل مسلحون من القطاع الفلسطيني الذي تديره حماس 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة في جنوب إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول.
وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديث لبياناتها اليوم الثلاثاء إنه تأكد مقتل 27585 فلسطينياً على الأقل في الهجوم الإسرائيلي، كما يُخشى أن آلافاً آخرين مدفونون تحت الأنقاض.
وعلى الأرض في قطاع غزة، واصلت القوات الإسرائيلية أمس الثلثاء ضغطها على خان يونس التي تركز عملياتها العسكرية عليها منذ أسابيع. وقال سكان ومسعفون فلسطينيون لـ"رويترز" إن 14 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات جوية.
كما تعرضت مدينة رفح، الواقعة إلى الجنوب من خان يونس، لغارات جوية إسرائيلية وقصف بالدبابات. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن شخصين قتلا في قصف لمنزل في رفح فيما قُتل ستة من رجال الشرطة بعد استهداف مركبتهم.
ويصف قادة إسرائيليون رفح بأنها أحد معاقل وحدات "حماس" القتالية وتعهدوا الأسبوع الماضي بالتوغل داخل المدينة، مما أثار قلق وكالات إغاثة دولية التي تقول إن مليون نازح مدني سيكونون في خطر بسبب تقطع السبل بهم عند السياج الحدودي.