النهار

أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم تحصل في أفريقيا
المصدر: "أ ف ب"
أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم تحصل في أفريقيا
طفل يُعاني سوء تغذية في جمهورية أفريقيا الوسطى (2018 - أ ف ب).
A+   A-
حذّر المجلس النروجيّ للاجئين في تقرير نشره اليوم من أنّ العالم لا يولي اهتماماً كافياً لأزمات النزوح الجماعيّ في مختلف أنحاء القارّة الأفريقيّة، التي تتسبّب بالمجاعة وبنشوب نزاعات طويلة الأمد. 
 
وقال الأمين العام للمجلس يان ايغيلاند في بيان إنّه يشخى "أن تُدفع معاناة الأفريقيين باتجاه الظلّ أكثر، في ظلّ الحرب الشاملة في أوكرانيا الأوروبية".
 
ولفت المجلس النروجي للاجئين إلى أنّ أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم هي بالترتيب، تلك التي تحدث في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوركينا فاسو وكاميرون وجنوب السودان وتشاد ومالي والسودان ونيجيريا وبوروندي وأثيوبيا.
 
وهي المرّة الأولى التي تكون فيها الأزمات العشر الواردة على القائمة السنويّة للمجلس النروجيّ للاجئين، تحصل في القارة الأفريقية. ويتمّ تصنيف الأزمات بحسب التراجع في الاستجابة السياسية الدوليّة لها والتغطية الإعلاميّة لها، بالإضافة إلى مبالغ المساعدات المتعهّد بها لمعالجتها.
 
في جمهورية الكونغو الديموقراطية، الدولة التي يطالها أكبر إهمال وفق التصنيف للسنة الثانية على التوالي، كان نحو 27 مليون شخص العام الماضي يعانون الجوع، أي ثلث إجمالي السكان، فيما أصبح 5,5 ملايين شخص نازحاً وفرّ مليون من البلاد. 
 
لكن رغم ذلك، لم تُعقد أيّ اجتماعات على مستوى رفيع أو مؤتمرات للمانحين لمواجهة أزمة الجوع في جمهورية الكونغو الديموقراطية أو للحدّ من النزاع الذي يمزّق شرقها. ولم تتلقّ البلاد سوى 44 في المئة من مليارَي دولار كانت طلبتها الأمم المتحدة لتأمين مساعدات إنسانيّة. 
 
في المقابل، جُمع في آذار كامل المبالغ تقريباً لتأمين مساعدة إنسانيّة لأوكرانيا خلال يوم واحد فقط، بحسب المجلس النروجي للاجئين.
 
وتابع ايغيلاند: "أظهرت الحرب في أوكرانيا الفجوة الهائلة بين ما يمكن فعله حين يحتشد المجتمع الدوليّ لمعالجة أزمة، والواقع اليوميّ لملايين الأشخاص الذين يعانون بصمت في هذه الأزمات في القارة الأفريقيّة التي اختار العالم أن يتجاهلها".
 
وفي دول أخرى وردت في قائمة المجلس النروجيّ للاجئين، أدّت الصدمات المناخية مثل الجفاف والفيضانات إلى تفاقم الأزمات الغذائية، فيما تسبّبت الأزمات والعنف المتفشّي بهروب المدنيّين، وصعّبت من إمكانية وصول المنظمات الإنسانية إليهم. 
 
وأثّر انعدام حريّة الصحافة في دول أفريقيّة عدّة على غياب تغطية إعلاميّة كافية لهذه الأزمات.
 
وأشار المجلس النروجيّ للاجئين إلى أنّ سبعة من البلدان العشرة الواردة على قائمته قد ظهرت أيضاً في لوائح السنوات السابقة، ما يدلّ على "حلقة مفرغة من الإهمال السياسيّ الدوليّ والتغطية الإعلاميّة المحدودة وإرهاق المانحين والاحتياجات الإنسانية المتزايدة باستمرار".
 

اقرأ في النهار Premium