جدّدت الامم المتحدة إدانتها، الجمعة، "القمع المنهجي" الذي يمارسه نظام طالبان على النساء والفتيات الافغانيات، مشجّعة الحركة على استلهام بعض الدول الاسلامية في تحسين حقوق النساء.
وقد دعت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان ميشيل باشليه حركة طالبان، الجمعة، إلى أن تحذو حذو بعض الدول الاسلامية التي تصون حقوق النساء.
وخلال مناقشة عاجلة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة طالبت بها دول الاتحاد الأوروبي، دعا ديبلوماسيون طالبان إلى ضمان حقوق المرأة.
وقال السفير الفرنسي جيروم بونافون "لا يمكن أن يجري التوصّل إلى حلّ سياسي من دون احترام حقوق المرأة الأفغانية".
وانتقد "الاستبداد الذي تمنى به أفغانستان من جديد، والنساء والفتيات هنّ أول ضحاياه، لكن لسن الوحيدات".
ودافعت دولٌ اسلامية عن المرأة الأفغانية.
وقال السفير الباكستاني خليل هاشمي "تشارك منظمة التعاون الإسلامي مخاوفها بشأن حالة حقوق النساء والفتيات في أفغانستان".
وأضاف السفير الماليزي أحمد فيصل محمد "يجب أن نظل مخلصين لتعاليم الإسلام... إنه في الواقع واجب على كلّ مسلم أن يكتسب المعرفة وأن يتعلّم".
بعد عودتها إلى السلطة بعد 20 عاماً من الإطاحة بها، وعدت حركة طالبان بأن تكون أكثر مرونة هذه المرة. لكنّها سرعان ما نكثت بوعودها.
وفي كابول، دعا القائد الأعلى للحركة هبة الله أخوند زاده الجمعة العالم إلى الكف عن "التدخّل" في الشؤون الأفغانية، معتبراً أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو مفتاح نجاح بلاده.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليه "منذ استيلاء طالبان على السلطة واجهت النساء والفتيات أكبر وأسرع تراجع في حقوقهن... منذ عقود".
وحذرت من أن "مستقبلهن سيصبح اكثر قتامة في حال لم يتغيّر شيء بسرعة".
وحثت باشليه طالبان على "التواصل مع البلدان ذات الاغلبية المسلمة والتي تملك خبرة في تعزيز حقوق النساء والفتيات - كما هي مضمونة في القانون الدولي". ولكنها لم تذكر أيّ بلد بالاسم.
- نساء غير مرئيات -
وأكد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالشأن الافغاني ريتشارد بينيت أنّ "نية طالبان ليست فرض الفصل التام على أساس الجنس فحسب، إنما أيضاً جعل النساء غير مرئيات من خلال استبعادهن بالكامل تقريباً من المجتمع".
حُرمت عشرات آلاف الطالبات من الذهاب إلى المدارس الثانوية الأفغانية ولم يُسمح للعديد من النساء بالعودة إلى العمل في المؤسسات الحكومية.
ومُنعت النساء ايضاً من السفر بمفردهن، كما لم يعد بإمكانهن الذهاب الى المتنزهات والحدائق العامة في كابول إلا في ايام محدّدة، بينما خُصصت الاّيام الاخرى للرجال.
وكقاعدة عامة، ألزمت النساء بالبقاء في المنزل وفُرض عليهن ارتداء الحجاب الكامل وتغطية وجوههن في الخارج.
ودعت باشليه، التي جعلت من قضية معاملة طالبان للمرأة "خطاً أحمر"، الحركة إلى تحديد موعد واضح لفتح المدارس الثانوية للفتيات وإزالة القيود المفروضة على حرية التنقّل وتلك المرتبطة بالالتزام بتغطية الوجه.
وقالت "اليوم، أدعو سلطات الأمر الواقع مرة أخرى إلى الاستجابة لنداءات النساء العاجلة للجلوس على طاولة المفاوضات والانخراط في حوار بنّاء".
وباسم أفغانستان تحدث السفير ناصر أحمد أنديش المعيّن من قبل الحكومة التي أطاحت بها حركة طالبان.
وقال "ما دام يتم الحط من قيمة الفتيات والنساء ويُحرمن من الدراسة ويتعرّضن للعنف والتمييز والإلغاء من الحياة العامة، فلن تصير إمكانية إنشاء أفغانستان سلمية ومزدهرة، حيث يتمّ تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، امرًا قابلًا للتحقيق".
وتجري مناقشة مشروع قرار يدين جميع أشكال التمييز الذي يتعرض له الافغانيون. وسيتمّ التصويت عليه في السابع من تموز.