أدرجت منظمة اليونيسكو، الجمعة، الثقافة المرتبطة بحساء البورش الأوكراني في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر، في إطار تبعات الحرب في أوكرانيا التي تهدد "استمرار" التقاليد المحيطة بهذا الطبق الشهير.
وأوضح مقرر لجنة تقييم الملف الأوكراني في المنظمة بيير لويجي بيتريلو أن "وجود هذا الحساء (...) ليس في خطر بذاته، لكن التراث الإنساني والحي المرتبط بالبورش هو المعرض بخطر مباشر بفعل تعطل قدرة السكان على ممارسة ونقل تراثهم الثقافي غير المادي بشكل خطير جراء النزاع المسلح، ولا سيما بسبب التهجير القسري للمجتمعات".
وكانت أوكرانيا قدمت طلبا في منتصف نيسان لإدراج ثقافة هذا الحساء في قائمة التراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر، معتبرة أن غزو روسيا للبلاد في 24 شباط وأشهر القصف التي نتجت من ذلك تهدد "قابلية الاستمرار" لهذا الطبق وكل التقاليد المحيطة به.
ولاحظ بيتريلو أنه بسبب الحرب، "لم يعد السكان قادرين على تحضير أو حتى زراعة الخضروات المحلية اللازمة لتحضير البورش".
وتابع "لا يمكنهم حتى الاجتماع معا لإعداد البورش، ما يقوض الجوانب الاجتماعية والثقافية. وبالتالي، فإن انتقال هذا العنصر بات في خطر".
وأشار إلى أن "النزاع المسلح يدمر البيئة والحيوانات والنباتات.
وقرر أنه "لكل هذه العوامل، من الضروري إجراء حماية عاجلة لهذا العنصر في إطار الإجراء العاجل للغاية".
يشار إلى أن بورش هو حساء قديم مصنوع من الشمندر، وعادة ما يتم تقديمه مع الخبز أو لفائف الثوم.
ورحب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو بإعلان اليونيسكو، قائلا إن "النصر لنا في حرب البورش". وكتب على حسابه على تلغرام ن أوكرانيا "ستنتصر في حرب البورش وفي هذه الحرب"، في إشارة إلى الصراع مع روسيا.
ولفت إلى أن أوكرانيا ستشارك وصفة حساء الشمندر هذا مع جميع البلدان المتحضرة، "وحتى مع الدول غير المتحضرة أيضا، بحيث يكون لديهم على الأقل شيئ خفيف ولذيذ وأوكراني".
وتسببت المبادرة الأوكرانية في إزعاج في روسيا، حيث يتم إعداد هذا الطبق أيضا، رغم اعتراض كييف على نسب موسكو الطبق إليها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في نيسان "حتى كتب الطبخ تم حظرها (في أوكرانيا)! لماذا؟ لأنه من المستحيل مشاركة البورش. مستحيل! لأنه لا يمكن أن ينتمي إلا إلى شعب واحد وجنسية واحدة".
وأضافت "قد يكون من الشائع أن تقوم كل مدينة ومنطقة وربة منزل بإعداد هذا الطبق بطريقتها الخاصة، لكن لا! هم لم يرغبوا في أي تسوية، وهذا ينم عن كراهية للأجانب ونازية وتطرف بجميع أشكاله"، في تكرار للاتهامات المعتادة التي توجهها موسكو إلى السلطات الأوكرانية.