قتل 19 شخصا في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا بحسب كييف، في هجوم وصفته ألمانيا بأنه "لا إنساني".
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية ان صاروخين أُطلقا ليل الخميس الجمعة من "طائرة استراتيجية" فوق البحر الأسود وأصابا مبانيَ.
وقال قائد الجهاز الوطني للطوارئ في أوكرانيا سيرغي كروك إن الحصيلة غير النهائية "بلغت 19 قتيلا و38 جريحا بينهم ستة أطفال".
في وقت سابق، قال المتحدّث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إنّ "صاروخًا أصاب مبنى سكنياً من تسع طبقات يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر" التي تبعد حوالى 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا.
وردا على سؤال حول الضربات شدّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن "القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية" في أوكرانيا.
في برلين دانت الحكومة الألمانية الهجوم، وقال المتحدث باسمها شتيفن هيبشترايت إن "الجانب الروسي الذي يتحدث مرة جديدة عن أضرار جانبية لا إنساني ووقح".
- دعم الأطلسي الثابت -
أتى الهجوم الصاروخي بعدما وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن "التحالف بكامله سيبقى الى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا".
وشدد على أن "الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا".
وأعلنت دول عدة في الناتو مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. فتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون توفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه استرليني (1,16 مليار دولار) فيما وعد بايدن بمساعدة إضافية تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار.
وردت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بقوله "الواقع أن الستار الحديدي يرتسم" مستعيدا العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.
أتى كلام لافروف ردا على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء" فيما ندد الحلف بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما "لزعزعة استقرار النظام العالمي".
والإثنين يزور المستشار الألماني أولاف شولتس باريس حيث سيلتقيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عشاء عمل، وفق المتحدث باسم الحكومة الألمانية.
- انسحاب روسي من جزيرة الثعبان -
على جبهة القتال، رحبت اوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.
وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
تقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماما. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه "بات عاجزا عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيليسكي مساء الخميس "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود".
في المقابل أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعبا للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.
والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "القوات (الروسية) أصبحت عند مشارف ليسيتشانسك. الجيش الأوكراني يتكبّد خسائر فادحة".
وعلى تلغرام أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن "الإجلاء من ليسيتشانسك متعذّر في الوقت الراهن" لأن الروس "يحاولون تطويق جيشنا من جهتي الجنوب والغرب" قرب المدينة.
وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك إحدى محافظتي منطقة دونباس التي تريد موسكو السيطرة عليها كليا.
في منطقة خاركيف (شمال-شرق) أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف الجمعة سقوط أربعة قتلى وثلاثة جرحى في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة (ثلاثة قتلى وجرحان في إيزيوم، قتيل وجريح في تشوهويف).
في خيرسون جنوبا، ضربت مروحيات أوكرانية "تجمعا للقوات والعتاد العسكري عائدة للعدو" قرب بلدة بيلوزيركا، على ما أفاد الجيش الأوكراني الجمعة، مشيرا إلى سقوط "35 قتيلا" في صفوف الجنود الروس وتدمير آليات مدرعة تابعة للعدو.
- كييف تصدّر الكهرباء إلى اوروبا -
ديبلوماسيا، دعت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير في كلمة عبر الفيديو البرلمان الأوكراني إلى تسريع تنفيذ إصلاحاته لمكافحة الفساد، في إطار ترشّح كييف لعضوية الاتحاد الأوروبي الذي وافق عليه الأسبوع الماضي قادة الدول الـ27 الأعضاء في التكتل.
وأشادت بالإصلاحات التي سبق أن نُفّذت وبـ"ماكينة مكافحة فساد مثيرة للإعجاب". واعتبرت أن "هذه المؤسسات باتت بحاجة إلى وسائل عمل وأشخاص صالحين في مراكز المسؤولية"، مطالبةً بأن "يتمّ في أسرع وقت ممكن تعيين مدع عام جديد متخصص في مكافحة الفساد ومدير جديد للمكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد".
وأشادت أيضًا بتبني قانون جديد يهدف إلى الحدّ من "التأثير المفرط للأثرياء على الاقتصاد"، والذي ينبغي على أوكرانيا الآن أن تضمن "تطبيقه بطريقة متينة قانونيًا".
وطالبت فون دير لايين أخيرًا بتبني "قانون حول وسائل الإعلام، يجعل القانون الأوكراني يتطابق مع معايير الاتحاد الأوروبي ويمنح الهيئة الناظمة المستقلة لوسائل الإعلام الأدوات اللازمة".
وكان زيلينسكي قال قبلها أمام البرلمان "الآن نحن معا" وإنه "فخر كبير ومسؤولية كبيرة"، مشددا على أن "أوكرانيا تكافح من أجل قيمها من أجل أن تكون ضمن العائلة الأوروبية".
وكان الرئيس الأوكراني أعلن الخميس عبر الفيديو أن بلاده بدأت تصدير الكهرباء بكمية "كبيرة" إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا، مشيرًا إلى "اجتياز مرحلة مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "نستعد لزيادة الامدادات" مشددا على أن "الكهرباء الأوكرانية يمكنها تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستهلكه الأوروبيون".
وربطت شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية في منتصف آذار ما يساعد البلاد على مواصلة عملها رغم الحرب.
والخميس جاء في تغريدة لفون دير لايين "سيوفر هذا الأمر مصدرا إضافيا للكهرباء للاتحاد الأوروبي وعائدات مهمة جدا لأوكرانيا. الطرفان يكسبان".
وأعلنت سلطات العاصمة الأوكرانية الجمعة أن مدارس كييف ستفتح أبوابها في الأول من أيلول وستعطى الحصص حضوريا.
والجمعة، أدرجت منظمة اليونيسكو الثقافة المرتبطة بحساء البورش الأوكراني في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر، في إطار تبعات الحرب في أوكرانيا التي تهدد "استمرار" التقاليد المحيطة بهذا الطبق الشهير.
وأوضح مقرر لجنة تقييم الملف الأوكراني في المنظمة بيير لويجي بيتريلو أن "وجود هذا الحساء (...) ليس في خطر في ذاته، لكن التراث الإنساني والحي المرتبط بالبورش هو المعرض بخطر مباشر بفعل تعطل قدرة السكان على ممارسة ونقل تراثهم الثقافي غير المادي بشكل خطير جراء النزاع المسلح، ولا سيما بسبب التهجير القسري للمجتمعات".
ورحب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو بإعلان اليونيسكو، قائلا إن "النصر لنا في حرب البورش". وكتب على حسابه على تلغرام أن أوكرانيا "ستنتصر في حرب البورش وفي هذه الحرب"، في إشارة إلى الصراع مع روسيا.