وصل جثمان الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين إلى بيجينغ الخميس قبيل مراسم تأبين عامة، وفق ما ذكر الإعلام الرسمي الصيني، بينما تجمّع المئات في مدينته لتقديم التعازي.
وأظهرت شبكة البث الرسمية "سي سي تي في" أن الرئيس الصيني شي جينبينغ كان في استقبال طائرة خاصة تقل جثمان جيانغ من شنغهاي، حيث توفي الأربعاء بسبب سرطان في الدم وفشل في العديد من الأعضاء.
وانحنى شي وغيره من القادة الذين وضعوا جميعا شارات سوداء على أذرعتهم وزهرة بيضاء على ستراتهم، لدى حمل جثمان جيانغ من على سلم الطائرة حيث كانت نظارته واضحة من خلال التابوت الزجاجي.
وبعدما وضعه عسكريون في حافلة مزيّنة بالشرائط، نُقل الجثمان إلى قاعة في بيجينغ حيث تم لفّه بالعلم الشيوعي وإحاطاته بكمية كبيرة من الزهور.
وأعلنت شبكة البث أن مراسم تأبين عامة ستقام صباح الثلثاء في قاعة الشعب الكبرى في بيجينغ وستبث على الهواء مباشرة.
وقالت إن "على جميع المناطق تنظيم معظم أعضاء الحزب والكوادر والجموع للاستماع والمشاهدة"، مضيفة أن البلاد بأكملها ستقف ثلاث دقائق صمت، بينما سيتم إطلاق صفارات الإنذار للمدة نفسها.
- "وطني وإيجابي" -
وتجمّع مئات الأشخاص في مدينة يانغتشو (شرق) التي يتحدر منها جيانغ مساء الخميس لتقديم تعازيهم واضعين باقات في محيط مقر إقامته السابق.
وقالت بائعة زهور في أحد الطرقات إنها لم تعد قادرة على إحصاء عدد أزهار الأقحوان المستخدمة تقليديا خلال الجنائز في الصين التي باعتها الخميس.
وشاهد مراسلو فرانس برس الناس يصطفون لوضع الزهور عند جدران المنزل التقليدي بينما انحنى بعضهم وتلا الصلوات.
ووجّه عناصر الأمن في الموقع بتهذيب وحزم حشود المعزّين للتحرّك سريعا باتّجاه زقاق ضيّق يمر من المبنى التاريخي في محاولة واضحة لمنع تجمّع الناس.
هزّت الصين هذا الأسبوع احتجاجات ضد تدابير الإغلاق المرتبطة بكوفيد اعتبرت أكبر تظاهرات في البلاد منذ المسيرات المطالبة بإصلاحات سياسية التي خرجت عام 1989.
ويعني دور جيانغ في سحق هذه الاحتجاجات وقمع أشكال أخرى من النشاط السياسي إضافة إلى تفشي الفساد وعدم المساواة في عهده أنه ترك إرثا تباينت الآراء بشأنه.
لكن كثيرين أشادوا بشخصيته المرحة بعد عقود من القيادة الشيوعية الجامدة.
وقالت لي يالينغ، وهي امرأة في أواخر الستينات من عمرها، لفرانس برس في يانغتشو "كان زعيما عظيما ووطنيا وإيجابيا... شعرنا بإعجاب كبير تجاهه ونشعر الآن مع رحيله بالخسارة والنوستالجيا".
وبدوره، أكد رجل في منتصف العمر يدعى يان أنه "كان زعيما جيدا جدا... ساهم بشكل كبير في تحسين حياة الناس في يانغتشو، خصوصا عبر بناء بنى تحتية جديدة. كزعيم وطني، واصل الإصلاح والانفتاح وساعد في نمو الاقتصاد".
ولدى تقاعده، نشر صينيون من جيل الألفية صورا ساخرة له، واصفين أنفسهم بـ"عابدي الضفدع" في إشارة إلى مظهره وسلوكياته الغريبة.
وفي غضون ساعة، علّق أكثر من نصف مليون شخص على خبر وفاته الذي نشرته شبكة "سي سي تي في" على منصة ويبو إذ أشار كثيرون إليه باسم "الجد جيانغ".
واستبدلت مواقع وسائل إعلام رسمية وشركات حكومية ألوانها باللونين الأسود والأبيض، كما فعلت تطبيقات مثل "علي باي" و"تاوياو" وحتى "ماكدونالدز" في الصين.
- "بسيط ومرح" -
وفي هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، قدم المعزّون إلى مكتب التنسيق مع بيجينغ لتكريمه، لكن طلب منهم المغادرة لأن المكتب لم يكن جاهزا.
وقالت امرأة من هونغ كونغ عرّفت عن نفسها باسم تشان (50 عاما) لفرانس برس إنها قررت التوجّه إلى المكتب لأنها تعتبر أن جيانغ "بسيط جدا ومرح".
وبدا طالب صيني قدم من البر الرئيسي كان يقف خلف تشان متفاجئا. وقال لفرانس برس من دون الإفصاح عن اسمه "لم أتوقع أن يكرّمه أي من سكان هونغ كونغ".
أما إدوارد (26 عاما)، وهو طالب من البر الرئيسي الصيني يدرس في هونغ كونغ، فقال إن جيانغ كان "الزعيم الأكثر انفتاحا وعلما".
وأضاف "جعل اقتصاد السوق جزءا من التقليد في الصين... من دون ذلك ما كان هناك أمل بالديموقراطية".
كما اصطف المئات لوضع أكاليل الأقحوان خارج مكتب التنسيق في وقت لاحق الخميس.
ورأى مراسل فرانس برس أكثر من عشرة أشخاص يوزّعون الزهور، وصل بعضهم على متن حافلة، على الحشود التي انتظرت على بعد أمتار من المكتب.
وحمل بعضهم قوائم أسماء ووجهوا الحشود للانضمام إلى الصف.