أبدى المسؤولون الإسرائيليون القلق مما وصفوه بنفوذ عدويهم اللدودين إيران وحزب الله في منطقة الساحل بأفريقيا خلال استقبالهم رئيس تشاد محمد ديبي، الذي افتتح سفارة لبلاده في إسرائيل اليوم الخميس.
ولم تؤكد إسرائيل أنباء زيارة ديبي سوى أمس الأربعاء، غداة وصوله. وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ضمن محطات زيارة ديبي، في إشارة إلى أن العلاقات الثنائية التي أحيُيت منذ خمس سنوات لها أهمية تتعلق بالأمن القومي.
وقد افتتح ديبي الخميس سفارة لبلاده في إسرائيل، وتحديدا في تل ابيب، بعد أربع سنوات من تجدد العلاقات بين البلدين والتي انقطعت لعقود وذلك على ما أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ووصف البيان افتتاح سفارة الدولة ذات الغالبية المسلمة في ضاحية رامات غان قرب تل أبيب بأنه "لحظة تاريخية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش في العام 2020 مع وفد تشادي "إمكان فتح السفارة في القدس".
ولو تحقق هذا الامر لكان شكل انجازا لنتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين الذين يعتبرون القدس الموحدة عاصمة للدولة العبرية رافضين المطالبات الفلسطينية بالجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتتخذ معظم الدول الأجنبية من تل أبيب مقرا لسفاراتها.
الخميس، قال نتنياهو "نعزز صداقتنا ومصالحنا المشتركة في السعي لتحقيق السلام والأمن والازدهار".
من جانبه، قال الرئيس التشادي عبر حسابه على تويتر "أرحب بهذا الإنجاز الذي يتوج جهودنا المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي".
وأرفق ديبي تصريحه بصور من حفلة الافتتاح.
وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي التقى ديبي قبل ذلك إن الوزير "أشار إلى أهمية تقليص نفوذ إيران وحزب الله في منطقة الساحل باعتبارها مفتاحا لضمان الاستقرار والحيلولة دون تصدير الإرهاب".
ولم يصدر تعليق حتى الآن من الحكومة في تشاد أو طهران. وفي بيروت، رفض المكتب الإعلامي لحزب الله التعليق.
الثلثاء، وبعد وصوله إسرائيل التقى الرئيس التشادي رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) ديفيد بارنيع في مقر الوكالة.
وبحسب بيان الخميس، فإن جهاز الموساد "أدى دورا جوهريا في صوغ الاتفاق وتعزيز العلاقات بين البلدين".
وتعتبر تشاد من أفقر دول العالم وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي.
وقد أعلنت استقلالها عن فرنسا في العام 1960.
وقطع المغرب العلاقات بإيران في 2018، متهما إياها بالعمل من خلال حزب الله على تدريبجبهة البوليساريو التي تخوض صراعا مسلحا لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية المتنازع عليها وتسليحها. كما حذرت الرباط من التوغل الإيراني في منطقة الساحل مع استغلال الجزائر منفذا.
ونفت الجزائر وجبهة البوليساريو ذلك، ويقول محللون إنهم لم يروا أي دليل على مثل هذا التحرك الإيراني.
ولم تعلن تشاد ذات الأغلبية المسلمة عن أي وجود كبير لإيران أو حزب الله، وهو حزب سياسي لبناني مدعوم من طهران وله جناح مسلح قوي، في منطقة الساحل التي تتنازع على أجزاء منها مع حركات تمرد إسلامية سنية.
في العام 1972 انقطعت العلاقات بين إسرائيل وتشاد بفعل ضغوط الدول الأفريقية المسلمة وعمقت حروب الدولة العبرية مع الدول العربية ما بين عامي 1967 و1973 القطيعة مع تشاد وغيرها من الدول الإفريقية.
وشهدت السنوات القليلة الماضية إيلاء إسرائيل اهتماما بالقارة الإفريقية وخصوصا التعاون في مجالات الأمن والتكنولوجيا والزراعة.
وفي العام 2018 زار رئيس تشاد آنذاك إدريس ديبي إسرائيل، ليعدل عن التباعد الديبلوماسي الذي استمر لعقود بسبب صراع إسرائيل مع الفلسطينيين الذين لا يزال كفاحهم من أجل إقامة دولة مستمرا. وفي ذلك الوقت، أشار ديبي إلى حرب مشتركة ضد الإرهاب.
وفي العام 2019 وبعد زيارة قام بها إلى تشاد أعلن نتنياهو وديبي استئناف العلاقات الديبلوماسية.
وبعد عودة نتنياهو إلى السلطة الشهر الماضي تعهد بتوسيع دائرة الدول العربية أو الإسلامية التي تعترف بإسرائيل حتى في الوقت الذي يواجه فيه جمودا يشوبه العنف مع الفلسطينيين.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من إدارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على افتتاح السفارة التشادية. ونددت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي ترفض التعايش مع إسرائيل بخطوة تشاد.
وقال مسؤول إن إسرائيل ليست لديها خطة لفتح سفارة في نجامينا، وتدير علاقاتها بتشاد من سفارتها في السنغال.
ويعتبر نتنياهو أن توسيع العلاقات الإسرائيلية بالعالمين العربي والإسلامي يمكن أن يساعد في تخفيف النزاع مع الفلسطينيين.
والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في إطار الاتفاقات التي عرفت باسم اتفاقات أبراهام والتي توسطت فيها الولايات المتحدة، تبعهما المغرب والسودان.
ووضعت هذه الاتفاقات حداً لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع اسرائيل في غياب حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وندد الفلسطينيون بها واعتبروها "طعنة في الظهر".