أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن أوكرانيا صدّت منذ عام قرب كييف "أكبر قوة معادية للإنسانية"، في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيين في مدينة بوتشا التي صارت رمز "فظائع" منسوبة للجيش الروسي.
وصدمت مشاهد الجثث العالم بأسره، فيما دانت كييف والغربيون الإعدامات التعسفية لمدنيين ووصفوها بجرائم حرب. ونفى الكرملين أي تورط له مؤكدا أنها عملية مدبرة.
وتأتي الذكرى غداة تولي روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث تواجه موسكو الغربيين الذين عزلوها على الساحة الدولية منذ بدء غزوها لأوكرانيا.
وكتب زيلينسكي على تلغرام "يا شعب أوكرانيا! لقد أوقفتم أكبر قوة معادية للإنسانية في عصرنا. أوقفتم القوة التي تحتقر كل ما يعطي معنى للإنسان وتسعى لتدميره"، مرفقا منشوره بصور لتحرير المنطقة قبل عام.
وأضاف "سنحرّر جميع أراضينا. سنعيد رفع العلم الأوكراني في جميع مدننا وبلداتنا"، في وقت لا تزال روسيا تسيطر على أكثر من 18% من الأراضي الأوكرانية.
من جهته، أكد القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني الأحد على تلغرام أن أوكرانيا "ستواصل النضال من أجل استقلالها".
في 31 آذار 2022، انسحب الجيش الروسي من مدينة بوتشا وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر على بدء الغزو بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. عقب يومين من الانسحاب، تكشفت معالم المذبحة.
رأى مراسلو فرانس برس في بوتشا في الثاني من نيسان 2022 سيارات متفحمة ومنازل مدمرة وجثث عشرين رجلاً بملابس مدنية ملقية على مئات الأمتار وكان أحدهم مقيّد اليدين.
مذاك، استحالت مدينة بوتشا رمزًا للفظائع المنسوبة إلى قوات موسكو أثناء احتلالها للمنطقة.
- "نصر استراتيجي" - واعتبر قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أن الانسحاب القسري للقوات الروسية من منطقة كييف قبل عام كان "نصرًا استراتيجيًا" للأوكرانيين "أسّس لعمليات جديدة كللت بالنجاح".
وخلال زيارته المدينة بعد يومين على اكتشاف ما حصل، دان زيلينسكي "جرائم الحرب" التي قال إن "العالم سيعترف بها على أنها إبادة جماعية".
وتوقّف في بوتشا جميع القادة الأجانب تقريبًا الذين زاروا أوكرانيا.
وعد زيلينسكي بإلحاق الهزيمة بـ"الشر الروسي" في الذكرى الأولى لانسحاب قوات موسكو من منطقة كييف الجمعة، مشددا على أن بلاده "لن تتسامح" مع مرتكبي مجازر وقعت في هذه المدينة.
وقدّرت كييف عدد المدنيين الذين قتلوا في هذه المنطقة خلال الاحتلال الروسي بـ"أكثر من 1400"، بينهم 637 في بوتشا.
- جبهة متجمّدة - وتأتي الذكرى الأولى لمجزرة بوتشا في وقت أصبحت فيه جبهة القتال الممتدة من شرق أوكرانيا إلى جنوبها متجمّدة منذ عدة أشهر.
ومنذ مطلع العام، تحدّثت القوات الروسية عن تحقيقها مكاسب هامشية حول مدينة باخموت بمنطقة دونباس أساسا، دون أن تتمكّن من خرق الدفاعات الأوكرانية التي تلقّت تعزيزات غربية، وفي ظلّ تسجيلها خسائر ثقيلة.
ويعمل الجيش الروسي المدعوم من مجموعة فاغنر المسلّحة، على الإعلان عن تحقيق انتصار في ساحة المعركة، بعد عدّة نكسات مذلّة بدءًا من الانسحاب من منطقة كييف قبل عام ثمّ الانسحاب القسري في الشمال الشرقي وفي الشرق، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط.
لكن مسار القتال لم يتغيّر كثيرا.
على الأرض، تراجعت حدّة القتال مقارنة ببداية العام، رغم استمرار المواجهات العنيفة حول باخموت.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الأحد إن القوات الروسية "نفّذت قصفًا مكثّفًا" على كوستيانتينيفكا قرب باخموت، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقلّ عن ستة أشخاص وإصابة ثمانية.