النهار

لماذا باتت الصين على لائحة أولويات الناتو؟
المصدر: "النهار"
تساؤل عن جدوى تفكير الناتو في الصين بينما غايته الأساسية الدفاع عن أوروبا
لماذا باتت الصين على لائحة أولويات الناتو؟
أعلام دول الناتو في بروكسيل - "أ ب"
A+   A-

على الرغم من وصفه قمة الناتو الأخيرة بأنها الأكثر إنتاجية منذ فترة طويلة، تساءل الكاتب في مجلة "نيوزويك" دانيال دوبتريس عما إذا كان الحلفاء الأطلسيون قد درسوا كيفية تنفيذ قراراتهم المتخذة.

إن تعزيز الجاهزية القتالية لقوة الرد الأطلسية فكرة منطقية لكن زيادة عديدها إلى 300 ألف فرد ستتطلب الكثير من العمل خلف الكواليس ويبدو أن أياً منه لم ينجز. وسأل عن الدول الأعضاء التي ستساهم في هذه القوات وعما إذا كان التحالف يملك أنظمة سلاح وذخيرة سترافق هذه القوة وتمكنها من تأدية مهامها.

لم تتم الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها حتى أن بعض مسؤولي الدفاع في الغرب تفاجأوا من حديث أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن رفع عدد "قوة الرد" الأطلسية، مما يقترح عدم وجود مشاورات كثيرة مع الدول نفسها التي يتوقع أن تشارك في تلك القوة.

ونظر بعض المتخصصين في شؤون آسيا إلى قرار الناتو تخصيص مقطعين من "التصور الاستراتيجي" عن تقويض الصين للنظام الدولي القائم على القواعد بأنه فوز لإدارة بايدن. لكن الكاتب نصح المراقبين بعدم نسيان واقع أساسي.

بالرغم مما وصفه بالإكراه الاقتصادي الذي تمارسه بكين وممارسات الإقراض المشبوهة والتحديث العسكري والخلافات الإقليمية في بحري الصين الجنوبي والشرقي، وجد الكاتب صعوبة في القول بشكل صريح إن الصين تشكل تهديداً لأوروبا.

إضافة إلى البعد الجغرافي (تبعد بكين نحو 6 آلاف كيلومتر عن كييف)، لم يظهر الجيش الصيني قدرة على نشر هذا النوع من القوة على القارة الأوراسية. وفقاً لتقديرات البنتاغون نفسه، لم تقم الصين حتى بإدراج نفوذها العسكري في أوروبا على لائحة أولوياتها الوطنية.

يبدو الناتو أنه يوجه المزيد من أهدافه نحو آسيا في وقت أن غايته الأساسية، أي ردع التهديدات عن أوروبا، هي الأكثر وضوحاً اليوم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وتساءل دوبتريس عن معنى تحويل التحالف أنظاره إلى منطقة أخرى بينما تستضيف القارة أكبر حرب تقليدية منذ ما يقارب 80 سنة.

ويأمل في الختام أن يكون ديبلوماسيو الدول الأطلسية قد تمكنوا من مناقشة هذه القضايا بين الجلسات التمهيدية والوقفات لالتقاط الصور التذكارية.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium