زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري (أ ف ب).
افتقر زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، البالغ 71 عاماً، إلى الكاريزما القوية التي ساعدت أسامة بن لادن على حشد الجهاديين من جميع أنحاء العالم، لكنه جيّر مهاراته التحليلية لخدمة قضية تنظيم القاعدة.
ويُعتقد أنه المخطط الاستراتيجي الرئيسي والعقل المدبّر الحقيقي وراء عمليات القاعدة، بما في ذلك هجمات 11 أيلول، وكذلك كان الطبيب الشخصي لبن لادن.
مساء الإثنين، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة قتلت الظواهري، أحد أهم المطلوبين في العالم. وقال بايدن، في خطاب تلفزيوني، إنّه أعطى الضوء الأخضر للغارة عالية الدقّة التي استهدفت الظواهري بنجاح في العاصمة الأفغانية خلال نهاية الأسبوع.
وأضاف بايدن: "العدالة تحقّقت، وتم القضاء على هذا الزعيم الإرهابي"، مضيفاً أنّه يأمل بأن يساعد مقتل الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول على "طي الصفحة".
مع تراجع دور "القاعدة" في السنوات التي تلت الغزو الأميركي لأفغانستان، اعتبر مسؤول الادارة الأميركية أنّ الظواهري كان "من الشخصيات الأخيرة المتبقية التي تتسم بهذا النوع من الأهمية".
ويرى كولين كلارك الباحث في مركز صوفان أنّ التنظيم "عند مفترق طرق".
وقال: "على الرغم من زعامة الظواهري، التي قللت من خسائر القاعدة خلال ملرحلة إعادة البناء، لا تزال الجماعة تواجه تحديات خطيرة وهي تمضي قدماً. أحد هذه التحديات هو من سيقود القاعدة بعد رحيل الظواهري".
وكان والد الظواهري طبيباً معروفاً وجدّه إماماً في جامع الأزهر بالقاهرة، الذي يمثّل أعلى سلطة دينية لدى المسلمين السنة.
وانخرط الظواهري الابن في المجتمع الإسلامي المتطرف بمصر في سن مبكرة، ونشر العديد من الكتب عن الأصولية الإسلامية التي كانت بالنسبة للكثيرين رمزا للحركة الإسلامية الراديكالية.
وفي منتصف الثمانينات غادر الظواهري مصر متوجها إلى بيشاور في شمال غرب باكستان حيث كانت تتمركز المقاومة ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان.
وفي ذلك الوقت، وبينما كان آلاف المقاتلين الإسلاميين يتدفقون إلى أفغانستان، حدث اللقاء بين الظواهري وبن لادن، وعام 1998 كان واحداً من خمسة موقعين على "فتوى" بن لادن التي تدعو لشن هجمات ضد الأميركيين.
وذكر موقع "سايت" الذي يُعنى بالحركات الاسلامية المتطرّفة أنّ بعض الجهاديين يشككون بصحة التقرير عن مقتل الظواهري، بينما يعتقد آخرون أنه قد حقق رغبته في "الاستشهاد".
وعن مستقبل "القاعدة" من دونه، قال موقع "سايت" إنّ معنويات الجهاديين كانت مرتفعة، حيث كتب أحدهم "لو مات الشيخ أيمن الظواهري، هناك ألف أيمن غيره".