النهار

شخصيّة أساسيّة ومؤثرة... نائبة الرئيس الأرجنتيني كريستينا كيرشنر ضحية للتوتر السياسي في البلاد
المصدر: أ ف ب
شخصيّة أساسيّة ومؤثرة... نائبة الرئيس الأرجنتيني كريستينا كيرشنر ضحية للتوتر السياسي في البلاد
لقطة شاشة من فيديو نشرته TV Publica يظهر رجلاً يصوب مسدسًا على كيرشنر لدى وصولها إلى مقر إقامتها في بوينس آيرس (1 أيلول 2022، أ ف ب).
A+   A-
بعد سبع سنوات على مغادرتها الرئاسة في الأرجنتين، ما زالت كريستينا كيرشنر التي يعتبرها مناصروها سياسية ذات توجه اجتماعي فيما يتهمها معارضوها بالشعبوية والفساد، شخصية أساسية ومؤثرة في أجواء استقطاب وتوتر أدت إلى محاولة اغتيال نجت منها الخميس.

ومنذ احد عشر يوما تواجه نائبة الرئيس احتمال دخول السجن مدة 12 عاما وحرمانها من أهلية لترشح للانتخابات مدى الحياة كما طلب الادعاء، في إطار محاكمة بتهمة الفساد، في قضية مناقصات في معقلها في سانتا كروز (جنوب) خلال ولايتيها الرئاسيتين (2007-2015). 

وتقدر الخسائر التي تكبدتها الدولة جراء ذلك بحوالى 5,2 مليارات بيزو (38 مليون دولار) بحسب النيابة العامة.

لكن منذ أحد عشر يوما، يبدو أن كيرشنر البيرونية التي تنتمي إلى اليسار الوسط تملك زمام المبادرة بعدما وحدت حول مصيرها صفوف الكتلة الحكومية المنقسمة أساسا بشأن الاقتصاد، تاركة الصحافة تلهث وراء تحركاتها، وزارعة الشقاق  في المعارضة حول الاستراتيجية المناسبة قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية.

وقدمت نفسها على أنها ضحية "محاكمة سياسية" من قضاء تستخدمه المعارضة اليمينية أداة على حد قولها. وهي أكدت لمؤيدين لها أتوا لدعمها أمام منزلها أن هذه المعارضة تريد "إبادة" البيرونية.

هي أرملة الرئيس نيستور كيرشنر (2003-2007) الذي يكن له الكثير من الأرجنتينيين الامتنان لاستعادتهم حياة طبيعية بعد صدمة "الأزمة الكبرى" في العام 2001. وقد واصلت ذكرى زوجها الذي توفي في عام 2010، وانتخبت بعده إلى الرئاسة في 2007 ثم أعيد انتخابها في عام 2011.

تعرفت تلك الفتاة المتحدرة من مدينة لا بلاتا الجامعية بولاية بوينوس ايرس، على نيستور كيرشنر عندما كانت في سن العشرين وكان يكبرها بثلاث سنوات وتزوجا بعد ستة اشهر.

وقد درسا الحقوق معا ثم أصبحا محاميين وعاشا وعملا معا، في مقاطعة سانتا كروز أولا في باتاغونيا معلقهما الانتخابي، ثم في العاصمة بعد انتخاب نيستور رئيسا.

كان مشروعهما يتلخص بالتناوب على رئاسة الأرجنتين. وفي كتابها "بصدق" تقول "كنا نعتبر أنه من الضروري أن نضمن عملية سياسية فاضلة على المدى الطويل لتغيير البلاد". 

- "شيطنة" -
في السلطة، فرضت السيدة كيرشنر قيودًا على صرف العملات وعلى الاستيراد، وتواجهت مع المنتجين الزراعيين واتبعت سياسات اجتماعية سخية وكانت قريبة من لولا في البرازيل وهوغو شافيز في فنزويلا. 

وشهدت ولاياتاها أيضًا الموافقة على زواج المثليين، وإقرار قانون حول اختيار الفرد لنوعه الاجتماعي واهتماما أكبر بقضية المرأة مما جعل الأرجنتين رائدة في هذا المجال في أميركا اللاتينية. 

وكيرشنر معروفة بأنها خطيبة مفوهة قادرة على الارتجال لفترة طويلة. وغالبا ما يصفق لها أكثر من رئيس البلاد ألبرتو فرنانديز.

وهي في نظر الكثير من الأرجنتينيين من الطبقة العاملة وغيرها، شخصية لا غنى عنها. لكن بالنسبة لخصومها وبينهم منافسها الكبير الليبرالي ماوريسيو ماكري الذي خلفها في الرئاسة (2015-2019) تجسد محسوبية جامحة تبقي الأرجنتين في وضع  اقتصادي واهن. 

وكان ماكري الذي سارع إلى إدانة هجوم الخميس من دون تحفظ، قال قبل خمسة أيام بعد اشتباكات بين الشرطة وأنصارها، أنها "وحدها المسؤولة عن التجاوزات والإخلال بالنظام العام (...) باستهتارها بالمؤسسات واعتقادها أنها فوق القانون وتقديم نفسها على أنها ضحية، لإحداث الفوضى ".

- "ازمة لا يمكن تجاوزها" -
في السنوات الأخيرة، طالت حوالى 12 قضية كريستينا كيرشنر بين اتهامات برشاوى وغسل أموال وعرقلة لعمل اقضاء. لكن بعضها أسقط ولم يبق اليوم إلا خمس منها.

وعلى الرغم من علاقتها الوثيقة والمتينة بمؤيديها بدأ نجمها بالأفول. ويرى محللون أنها تستطيع الحصول على أصوات ربع الناخبين في أحسن الأحوال.

وقال راوول أراغون لوكالة فرانس برس "لا تستطيع الفوز في انتخابات وطنية (...) إنها تعرف ذلك وكل التيار البيروني يعرف ذلك" لكن في إي انتخابات تمهيدية، "تزن كريستينا 25 بالمئة".

وفي معسكرها "لا يمكن ترشيح أي شخص لأي منصب (في الانتخابات الرئاسية في 2023)  بدون موافقة كريستينا".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium