يصوّت البوسنيون الأحد في انتخابات عامة تجري في أوج أزمة سياسية في بلد تمزقه انقسامات متزايدة بين قومياته تهدّد سلامته ووحدة أراضيه.
ويشارك الناخبون في اقتراع معقّد لتسمية الأعضاء الثلاثة في الرئاسة الجماعية للبوسنة، ونواب البرلمان المركزي ونواب الكيانين، وكذلك رئاسة جمهورية صرب البوسنة.
وبين التهديدات الانفصالية من الصرب الأرثوذكس، والشعور بالإحباط لدى الكروات الكاثوليك الذين لم يعودوا يريدون التعايش مع مسلمي البوسنة الذين يحلم كثيرون منهم بـ"دولة مواطنة"، يخشى كثيرون حدوث اضطرابات جديدة بعد الانتخابات.
وتنقسم الدولة الصغيرة والفقيرة الواقعة في البلقان بين كيان صربي هو "جمهورية صرب البوسنة" واتحاد فدرالي كرواتي مسلم، يرتبطان ببعضهما عبر سلطة مركزية غالباً ما تكون مشلولة.
واستُمدّ هذا النظام من اتفاقيات دايتون التي جرى التوصل إليها في 1995 برعاية الولايات المتحدة. وقد أنهت حربا قتل فيها مئة ألف شخص.
ووعد مختلف القادة السياسيين بالاستقرار خلال ادلائهم باصواتهم، لكن الناخبين بدوا منقسمين بين الاحجام والآمال الضعيفة.
وقالت انيتا ميلنكوفيتش (42 عاما) التي صوتت في جمهورية صرب البوسنة "لست متفائلة كثيرا. المشكلة الأكبر أن قادتنا يفشلون في التفاهم".
وأورد المهندس ايدين درجيفيتش (44 عاما) في ساراييفو "هناك دائما فساد وتلاعب، وآمل أن يتبدل شيء ما في نهاية المطاف".
وفي الساعة 13,00 ت غ، بلغت نسبة المشاركة 35 في المئة بحسب اللجنة الانتخابية، بتراجع نقطتين عن انتخابات 2018.
- نزوح جماعي - في المجموعات الثلاث، ينخرط القادة الذين يشغلون المناصب العامّة منذ فترة طويلة، في نزاع قومي للسيطرة على السلطة، بينما يفضّل الكثير من المواطنين اختيار المنفى على مواجهة الافتقار للآفاق السياسية والاقتصادية.
فقد غادر نحو 500 ألف شخص البلاد منذ آخر إحصاء سكاني في العام 2013، عندما كان عدد السكان 3,5 ملايين نسمة وفقاً لتقديرات "الاتحاد من أجل عودة دائمة"، وهي منظمة غير حكومية محلية.
يسعى ميلوراد دوديك الزعيم السياسي لصرب البوسنة والممثل الصربي المنتهية ولايته في الرئاسة الجماعية، لرئاسة جمهورية الصرب هذه المرة. وقد ضاعف القومي البالغ 63 عاماً التهديدات الانفصالية في الأشهر الأخيرة، ممّا أدّى إلى فرض عقوبات عليه من قبل واشنطن ولندن.
وقد أكد دوديك مراراً أن البوسنة دولة "فاشلة".
وقال بعد الإدلاء بصوته في قريته لاكتاسي أن "الناس لديهم الحافز للتصويت من أجل الاستقرار والسلام وحياة آمنة في هذه المنطقة".
يراهن بعض المحللين على فوز هذا المعجب الكبير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم أن منافسته الرئيسية يلينا تريفيتش (39 عاما) الأكاديمية، تؤكد العكس.
تلعب الأخيرة أيضاً على الوتر القومي ولكنها تعد بالقضاء على النظام الفاسد الذي أسسه ميلوراد دوديك، حسب تعبيرها. وتقول "ثأرنا سيُمارس عبر القانون".
- مقاطعة - في الأوساط البوسنية يسعى بكر عزت بيغوفيتش زعيم الحزب الرئيسي "حزب العمل الديموقراطي" القومي، إلى الفوز بولاية ثالثة في المقعد المسلم للرئاسة الثلاثية.
ودعا البوسنيين إلى انتخاب ممثلين "لن يفرضوا حصارا أو يتسببوا بأزمات ولن يُخرجوا الشباب من البوسنة والهرسك".
ويخوض نجل أول رئيس للبوسنة المستقلّة، لعبة أصعب من ذي قبل ضدّ مرشح يدعمه أحد عشر حزباً معارضاً. ويقوم دينيس بيسيروفيتش مدرّس التاريخ البالغ 46 عاماً، بحملة من أجل بوسنة "موالية لأوروبا وموحدة".
من جهتهم، يبدو الكروات الذين هدّدوا لأشهر بمقاطعة الاقتراع، غير مسرورين بتقاسم الاتحاد مع البوسنيين. ويطالبون بكيانهم الخاص أو على الأقل بتعديل القواعد الانتخابية. فهذه القواعد تسمح للبوسنيين الذين يشكّلون غالبية كبيرة داخل الكيان المشترك، بانتخاب العضو الكرواتي في الرئاسة الثلاثية.
سيواجه ممثل الكروات المنتهية ولايته في مجلس الرئاسة زيليكو كومشيتش، حامل لواء دولة "مواطنة" تعتبر "غير شرعية" من قبل جزء كبير من مجموعته، بوريانا كريستو مرشحة "حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" القومي.
وفي حال انتصاره، يخشى البعض حدوث اضطرابات جديدة وعرقلة مؤسّسية.
تُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة 17,00 ت غ.
وفي غياب أي استطلاعات للرأي، من غير المتوقع ظهور نتائج أولية قبل وقت متأخر من ليل الأحد الإثنين.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.