قال محامي رجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني سيامك نمازي لـ"رويترز" إن موكله، المسجون في طهران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم مرتبطة بالتجسّس، سُمح له بالخروج من سجن إيفين لمدة أسبوع واحد قابلة للتجديد.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان إن والد سيامك، باقر نمازي، وهو مسؤول سابق بالمنظمة الدولية وأدين أيضاً بتهمة "التعاون مع حكومة معادية"، سيسمح له بمغادرة إيران لتلقي العلاج.
ولم يتضح ما إذا كان خروج سيامك سيمهد الطريق أمام إطلاق سراحه بالكامل أو إذا كان يؤذن بإجراءات خروج مماثلة أو إطلاق سراح مواطنين أميركيين آخرين محتجزين في إيران.
وبعد وقت قصير من الكشف عن نبأ خروج سيامك، أفادت وكالة "نور نيوز" الإيرانية للأنباء بأن دولة في المنطقة لم تحدّدها توسطت بين طهران وواشنطن من أجل "الإفراج المتزامن عن سجناء".
كما ذكرت وكالة الأنباء شبه الرسمية أن "مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأميركية سيُفرج عنها قريباً".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: "شعرنا بسرور بالغ بعد علمنا من الأمين العام للأمم المتحدة اليوم أن إيران رفعت حظر السفر المفروض على باقر نمازي".
وأشار برايس في بيان إلى أن الوزارة ممتنة لأن سياماك نمازي "مُنح إجازة إنسانية من أجل أن يكون مع والده".
ولم يتضح الدافع وراء قرارات طهران بشأن الرجلين. ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية ولا بعثة طهران لدى الأمم المتحدة بعد على طلبات للتعليق.
وتشهد إيران أكبر تعبير عن معارضة حكامها من رجال الدين منذ عام 2019، إذ قُتل العشرات في اضطرابات في جميع أنحاء البلاد أشعلتها وفاة مهسا أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاماً من كردستان الإيرانية، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق.
وكان باقر نمازي (85 عاماً) قد أدين في إيران بتهمة "التعاون مع حكومة معادية" في عام 2016 وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وأطلقت السلطات الإيرانية سراحه لأسباب طبية في عام 2018 وأغلقت قضيته في عام 2020 لتخفف بذلك عقوبته إلى المدة التي قضاها في السجن لكن مع منعه فعلياً من مغادرة البلاد.
وكان ابنه سيامك (51 عاماً) محتجزاً في سجن إيفين منذ عام 2015، وأدين بنفس تهمة والده في 2016. ووصفت الحكومة الأميركية التهم الموجهة لكليهما بأنها لا أساس لها من الصحة.
وقال المحامي جاريد جنسر الذي يمثل الأسرة لـ"رويترز": "أشعر بسعادة غامرة لعائلة نمازي لأن سيامك نمازي سينام للمرة الأولى منذ سبع سنوات في منزله مع أسرته"، مضيفاً أن سيامك سيقيم مع والديه في شقتهما بطهران.
وأضاف جنسر: "هذه خطوة أولى بالغة الأهمية لكن لن يهدأ لنا بال بالطبع حتى تتمكن الأسرة بأكملها من العودة إلى الولايات المتحدة وينتهي الكابوس الطويل الذي عاشوه".
الأميركيون من أصل إيراني، الذين لا تعترف طهران بجنسيتهم الأميركية، غالباً ما يكونون مثل الرهائن في الخلافات بين البلدين.
وقال كريم سجادبور، المحلل في مؤسّسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، إنه ما كان ينبغي سجن نمازي على الإطلاق.
وتابع: "الجمهورية الإسلامية لا تستحق الثناء على الإفراج الموقت عن الرهائن الذين لم يستحقوا قط قضاء يوم واحد في السجن".
وشكر برايس حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الذين عملوا على مساعدة عائلة نمازي بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة وسويسرا وقطر والإمارات وسلطنة عمان وبريطانيا.