نهاية الأسبوع الماضي، هزّت الصين احتجاجات على نطاق غير مسبوق في البلاد منذ عقود، للمطالبة بوضع حدّ لقيود كوفيد-19 وبمزيد من الحريات، إلى جانب بعض الدعوات لإنهاء الرقابة ولاستقالة الرئيس الصيني شي جينبينغ.
واندلعت هذه التظاهرات بعدما قضى عشرة أشخاص في حريق في أورومتشي في منطقة شينجيانغ (شمال غرب) حيث اعتبر كثيرون أن قيود كوفيد-19 أعاقت عمل فرق الإنقاذ.
في ما يأتي تصريحات لمتظاهرين، مُترجَمة ومقتبسة من مقاطع فيديو تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة فرانس برس من صحتها.
- شابة، بيجينغ -
قالت "بعد التدافع (مطلع تشرين الثاني) في كوريا الجنوبية (والذي قُتل خلاله أكثر من 150 شخصًا)، تحدثت جميع وسائل الإعلام (الصينية) عن ذلك في اليوم التالي. لكن هل هناك أي تغطية من الإعلام الرسمي (لتجاوزات سياسة صفر كوفيد)؟"
وأضافت "توفي مواطنوننا في كارثة بشرية الصنع، هل هناك أي تغطية (إعلامية) لذلك؟"
وتابعت "كلّا، إنها مجرد كذبة! إنه مجرد صمت! كلّ شيء صامت. لذلك أطلقنا حملة حزن، مع أوراق بيض. هل هناك أي شيء على الأوراق؟ كلا، جميع الاتهامات في قلوبنا، الحزن في قلوبنا".
وأردفت "نريد إنهاء الإغلاق العام وفتح مخارج الطوارئ (...) نريد أن تُسمع أصوات الشعب، نحن أيضًا نريد أن نبكي أشقاءنا".
- طالب، جامعة تسينغهوا في بيجينغ -
قال "إذا لم نجرؤ على الكلام لأننا نخشى الانجرار في الوحل (من قبل البعض على شبكات التواصل الاجتماعي)، أعتقد أن الناس سيُصابون بخيبة أمل منّا".
وأضاف "بصفتي طالبا في جامعة تسينغهوا، سأندم على (صمتي) حتى مماتي".
- شبان، بيجينغ -
في إشارة إلى اتهام قوات أجنبية بالوقوف وراء الاحتجاجات، قالوا "هل يمكنني أن أسأل إذا كانت القوات الأجنبية التي تتحدثون عنها تُدعى ماركس وانغلز؟ هل هي ستالين؟ هل هي لينين؟ هل القوات الأجنبية هي التي أضرمت النار في شينجيانغ؟".
وأضافوا "لا وصول لدينا حتى إلى الانترنت الأجنبي! من أين كانت تأتي هذه القوات الأجنبية؟ كيف يمكن للقوات الأجنبية أن تتواصل معنا؟ في المقابل، لدينا قوات داخل حدودنا تمنعنا من التجمّع، هذا أمر مؤكّد!"
وتابعوا "سندعم دائمًا الحزب الشيوعي. لكننا نريد الديموقراطية ونريد الحرية. هل هذان المطلبان متناقضان؟"
وقالوا أيضًا "كان الحزب الشيوعي في طليعة الداعين إلى الديموقراطية والحرية. نريد فقط استعادة الحزب الشيوعي الديموقراطي والحرّ والمنفتح. هذا كل شيء".
- متظاهرون، شنغهاي -
قالوا "يسقط الحزب الشيوعي! يسقط شي جينبينغ!"
أضافوا "أعيدوا فتح أورومتشي! أعيدوا فتح شينجيانغ! أعيدوا فتح الصين!"
- شابة، تشنغدو -
قالت "لمَ علينا أن نخاف قول الحقيقة؟ في الأيام الماضية، نشرتُ رسائل (على شبكات التواصل الصينية) +وي تشات+ و+دويين+، وقال لي جميع أصدقائي +احذري، احذري من أن يُلقى القبض عليك+!"
وتساءلت "لماذا لا يُسمح للناس بقول الحقيقة؟ لماذا؟ تقول حكومتنا إننا بلد اشتراكي مع ديموقراطية شعبية، وإن لدى مواطنينا حقوقا أساسية، مثل حرية التظاهر وحرية الاحتجاج وحرية التعبير، لكن هل لدينا هذه الحريات بالفعل؟"
واضافت "لا يمكننا التطرق إلى أي موضوع سياسي حسّاس".
وتابعت "بتّ أفهم لماذا تقول الدول الأخرى إنه ليس لدينا حقوق إنسان في الصين. لم أفهم ذلك قبل اليوم، في العام 2022".
وقالت أيضًا "الديبلوماسيون الكبار لدينا (...) يقولون للأجانب كم أن الصينيين مسرورون. لكن انظروا، هل نحن فعلًا مسرورون هنا؟".