دافعت الهند، الجمعة، عن سجلها على صعيد التسامح الديني، موجّهة انتقادات لسجل الولايات المتحدة الحقوقي، وذلك بعد صدور تقرير اتّهم المسؤولين الهنود بدعم هجمات طاولت أبناء أقليات دينية.
وتضمّن التقرير السنوي الأميركي حول الحريات الدينية انتقادا نادرا لنيودلهي، حليفة واشنطن، وثّق تصريحات نارية لمسؤولين رسميين وحالات تمييز ضد مسلمين ومسيحيين.
وقال مسؤول أميركي إن بعض المسؤولين في الهند يتجاهلون أو يدعمون الهجمات المتزايدة على الأشخاص ودور العبادة في البلاد، في تصريحات قوبلت بغضب شديد من نيودلهي التي وصفتها بأنها "غير مستنيرة".
وجاءت تصريحات رشاد حسين، الذي يقود جهود وزارة الخارجية الأميركية لمراقبة الحريات الدينية في جميع أنحاء العالم مع صدور التقرير السنوي للوزارة عن الحريات الدينية على مستوى العالم.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات على أفراد من الأقليات الدينية، بما يشمل القتل والاعتداء والترهيب، حدثت طوال العام الماضي في الهند. وشمل ذلك القصاص من أجل الأبقار بشن اعتداءات على غير الهندوس بزعم ذبحهم أبقارا أو اتجارهم في لحومها.
ويعتبر معظم الهندوس، الذين يمثلون حوالي 80 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة، الأبقار مقدسة. وسنت العديد من الولايات التي يحكمها الحزب القومي الهندوسي الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين أو شددت قوانين قديمة ضد ذبح الأبقار.
وقال حسين إن بعض المسؤولين الهنود "يتجاهلون أو حتى يدعمون الهجمات المتزايدة على الأشخاص ودور العبادة".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن التقرير يظهر أن الحرية الدينية وحقوق الأقليات الدينية مهددة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف "على سبيل المثال، في الهند، أكبر ديموقراطية في العالم وموطن لتنوع كبير في المعتقدات، شهدنا هجمات متزايدة على الناس ودور العبادة".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الهندية إن البلاد تقدّر الحريات الدينية وحقوق الإنسان، وأنها لاحظت "التصريحات غير المستنيرة التي أدلى بها مسؤولون أميركيون كبار".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باغشي إن مسؤولين أميركيين كبارا أدلوا بتصريحات "مبنية على معلومات مغلوطة" و"متحيّزة" بالتزامن مع صدور التقرير.
وجاء في بيان لباغشي "بصفتها مجتمعا تعدديا بطبيعته، تقدّر الهند الحريات الدينية وحقوق الإنسان".
وتابع "في مناقشاتنا مع الولايات المتحدة، نسلّط بانتظام الضوء على مشاكل قائمة هناك، بينها هجمات ذات دوافع عنصرية وعرقية، وجرائم كراهية وعنف مسلّح".
على غرار جارتها الصين، غالبا ما تعترض الهند على الانتقادات الغربية التي توجّه إلى سجّلها على صعيد الحريات والحقوق.
وتندد على الدوام باللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية، وهي هيئة حكومية ذات استقلالية طالبت مرارا بفرض عقوبات على الهند.
واتّخاذ الخارجية الأميركية تدابير بحق نيودلهي أمر مستبعد للغاية، كون الإدارات الاميركية المتعاقبة تصنّف الهند شريكا استراتيجيا في مواجهة الصين ونفوذها المتنامي.
واتّخذت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية مجموعة تدابير وصفها معارضون بأنها تمييزية.