النهار

الوجه الآخر لجون إدغار هوفر... حاكم أميركا بقضبة من حديد
روزيت فاضل
المصدر: النهار
الوجه الآخر لجون إدغار هوفر... حاكم أميركا بقضبة من حديد
جون إدغار هوفر
A+   A-
ما زال رئيس مكتب التحقيق الفيدرالي جون إدغار هوفر يشغل العالم الأميركي، لأنه حول خلال 48 عاماً من المكتب أداة هائلة لجمع المعلومات الخاصة جداً عن شخصيات عدة منها رؤساء الولايات المتحدة، بدءاً من كوليدج وصولاً الى نيسكون مروراً بروزفليت وكيندي من دون أن يجرؤ أي رئيس منهم على وضع حد لأكثر الرجال رعباً في الولايات المتحدة.
 


لم يتردد هوفر أبدًا في التنصت على الأهداف، التي تهمه من مجرمين أو نشطاء، ممثلين وفنانين وصحفيين وشخصيات سياسية وحتى عملائه الى درجة أنه تابع الحياة الخاصة لكل من مارتن لوثر كينع أو جون كينيدي وصولاً الى الشذوذ الجنسي المخفي بعناية لعدد من الممثلين أو المسؤولين المنتخبين، مروراً بالحياة الجنسية لكل من مارلين مونرو و فرانك سيناترا والفس براسلي...

رغم أنه من الصعب التمييز بين الصواب والخطأ في كل هذا، فإن هناك شيئاً واحداً مؤكداً أنه بعد وفاة هوفر، قامت سكرتيرته هيلين غاندي باختفاء أكبر عدد من الملفات المؤرشفة من المنزل الشخصي لهوفر، مدعية أمام عدة لجان تحقيق أن هذه كانت أوراق شخصية، لا أحد يعرف ما تحتويه.

وبعد وفاته، حددت الولايات المتحدة الحد الأقصى لمدة ولاية أي مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي بعشرة أعوام، لتجنب فقط أن يراقب رجل واحد الكثير من الأسرار لفترة طويلة.

من هو؟
 
 
 
في العودة الى طفولته، عاش هوفر وهو يراقب والده، الذي عانى من اضطرابات عقلية خطيرة أغرقته في حال من اكتئاب مبكر قبل وفاته.

يبدو أن الشاب إدغار شعر بالخجل أكثر من الألم على وضع والده لأنه كان يراوده فعلياً خوفاً من وراثة مرض أبيه وهذا ما اعترف به مرات عدة لأصدقائه.

هوفر تربى على يد والدته، وهي امرأة قوية ومحبة وبقيت قريبة من ابنها الوحيد حتى وفاتها. تحولت بسبب الظروف الصعبة الى أم مثالية في دورها مقتنعة بأنه لا توجد امرأة تستحق إدغار لها.

عندما سُئل عن سبب عدم زواجه، أجاب على الفور بأنه لا يشعر بالقدرة على السيطرة على أدنى خيبة أمل في زواجه. رغم ذلك، بذل بعض المحاولات الخجولة مع شابة، سرعان ما انتهت
بعدما هجرته من أجل رجل آخر.

هذا الواقع دفعه الى القول إن إخلاصه لحياته المهنية لن يسمح له بعد الآن بإفساح المجال لأي امرأة، ما جعله فعلياً اسير والدته، التي كانت تفشّل خطط عشقه، إضافة الى خوفه من تعرضه للاضطرابات العقلية التي عانى منها والده.

هذا، وأكدت مصادر عدة أنه عانى من اضطراب الوسواس المتشنج، أي أنه لا يمضي ساعة من دون غسل يديه. كما تناقلت بعض المعلومات في محيطه المباشر أنه خلال ثمانية وأربعين عامًا من العمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، قضى هوفر وقتًا في الحوض أكثر من وقته في مكتبه.

في وقت مبكر جدًا، شعر إدغار بأنه مستثمر في مهمة تتمثل في حماية أميركا من كل أولئك الذين يعملون على تدميرها.

مزاجيته
  
 
هوفر، الجنوبي منذ ولادته في جورجيا، عنصري بإمتياز لأنه لطالما اعتقد أن رجلاً أبيض يساوي اثنين من السود. كان يحب أن يقول إن جريمة بسيطة وشنيعة لا يمكن أن يرتكبها إلا رجل أسود.

من ناحية أخرى، حسب قوله، كانت المرأة فقط هي القادرة على ارتكاب أكثر جرائم القتل تعقيدًا. لم يكن يحب اليهود في المجتمع الأميركي في ذلك الوقت.

تحول مكتب التحقيقات الفدرالي قبل الحرب العالمية الثانية بوقت طويل إلى شرطة سياسية. يتيح التقدم التكنولوجي الآن التنصت على من تريد، وفي أي وقت، ما يجعل من الممكن معرفة الكثير عن المشتبه بهم ، بما في ذلك حياتهم الخاصة.

روزفلت هو أول من سمح لهوفر رسميًا بوضع سماعة طبية عملاقة على بطنه. وقد اصبح ضحيته لاحقاً لأنه اكتشف أن زوجته إليانور تميل الى الرجال الأصغر منها، وهذا الأمر، أثار غضب روزفلت.

بعد هذا الحدث، كان جميع الرؤساء بشكل أو بآخر يحاولون إقالته أو عزله من خلال عرضه على وزارة العدل. كل رئيس جديد كان يخافه أكثر مما يحترمه.

آل كينيدي
 
عندما وصل آل كينيدي إلى السلطة في العام 1960 ، فوجئوا بالطاقة التي خصصها مكتب التحقيقات الفيدرالي لمحاربة الشيوعية في ضوء الجهود الضعيفة المبذولة لمحاربة المافيا. يتساءل جون كنيدي على وجه الخصوص ما تخفيه هذه الحقيقة. يأخذ هوفر الأمر بشكل سيئ ويذكره في رواية لا تُنسى، بمساهمة المافيا في انتخابه والعلاقة القديمة جدًا التي تربط والده بها.

لكن عائلة كينيدي كانت تفتقر إلى الأصول للسيطرة على هوفر. كانوا يعلمون بمثليته الجنسية وحياته الزوجية مع الرجل الثاني، كلايد تولسون.

ولمواجهته، حاصر رجال المخابرات ادغار فعملوا على تصويره وهو يقبّل فم رجل آخر على شرفة فندق في لا جولا. إلا ان الصور وقعت في أيدي المافيا التي استخدمتها لإبقاء هوفر في مأزق.
 

بالنسبة إليه، يعتبر جون كنيدي "مفترسًا" للجنس اللطيف، من مارلين مونرو إلى جوديث كامبل، عشيقة يشاركها مع جيانكانا، رئيس مافيا شيكاغو، وصولاً إلى جوديث روميش، جاسوسة ألمانيا الشرقية.

هوفر مقتنع بأن مارلين مونرو تم اغتيالها، وأن علاقتها المتزامنة بالرئيس كينيدي وبشقيقه بوبي قد تكون أدت إلى موتها. من هنا، يمكن فهم عدم اندفاع هوفر
للوقوف ضد المؤامرة التي تشكلت في الظل لاغتيال جون كنيدي، والتي على ما قيل يملك هوفر الدليل على ذلك من خلال العديد من تقارير التنصت على المكالمات الهاتفية.

[email protected]
Twitter :@rosettefadel




الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium