النهار

موسكو تعلن السيطرة على لوغانسك الأوكرانيّة وصواريخ تستهدف بيلغورود الروسيّة: "قسوة الحرب تشتد في مناطق"
المصدر: أ ف ب
موسكو تعلن السيطرة على لوغانسك الأوكرانيّة وصواريخ تستهدف بيلغورود الروسيّة: "قسوة الحرب تشتد في مناطق"
أبنية سكنية متضررة في ليسيتشانسك بمنطقة لوغانسك بأوكرانيا (3 تموز 2022، أ ب).
A+   A-
أعلنت روسيا، الأحد، أنها سيطرت على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية ومنطقة لوغانسك بأكملها، في تطور سيمثّل اختراقا حاسما لقوات موسكو الساعية للسيطرة على شرق البلاد.

من جهته، قال رئيس بلدية سلوفيانسك التي تبعد 75 كلم إلى الغرب من ليسيتشانسك الأحد أن ستة أشخاص قتلوا في قصف خلال تقدم القوات الروسية.

وجاء ذلك بينما أعلنت بيلاروسيا اعتراض صواريخ أطلقتها كييف واتهمت روسيا أوكرانيا بإطلاق ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلغورود في هجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى.

وكانت ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة تخضع لسيطرة الأوكرانيين في لوغانسك في حوض دونباس بشرق أوكرانيا. وتشكل السيطرة عليها مؤشرا الى تقدّم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركّز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف.

ووردت تقارير متضاربة السبت بشأن وضع ليسيتشانسك إذ نفت أوكرانيا صحة المعلومات الواردة من موسكو أن القوات الروسية حاصرت كل المدينة التي يفصلها نهر عن سيفيرودونيتسك المجاورة التي انتزعتها القوات الروسية الأسبوع الماضي.

ولم يصدر تعليق بعد عن الجانب الأوكراني بشأن المعلومات المرتبطة بسقوط ليسيتشانسك بعد أيام من المواجهات العنيفة. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية إن "سيرغي شويغو القائد الأعلى للقوات المسلحة أبلغ فلاديمير بوتين بتحرير جمهورية لوغانسك الشعبية".

وقبل دقائق من صدور الإعلان، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن المعارك جارية في ليسيتشانسك حيث أصبحت القوات الأوكرانية محاصرة "بالكامل".

وفي سيفيرسك التي تبعد 30 كلم غرب ليسيتشانسك، سجل قصف ليل السبت الأحد كما ذكر سكان ومسؤول لوكالة فرانس برس.

وقالت امرأة تحتمي في قبو "كان القصف كثيفا وإطلاق النار يجري من جميع الجهات".

- استهداف مدينة روسية -
جاء الإعلان الروسي بينما أفادت موسكو أن دفاعاتها المضادة للطائرات أسقطت ثلاثة صواريخ عنقودية من طراز "توشكا-يو" أطلقها "قوميون أوكرانيون" على بيلغورود، المدينة الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.

وذكر حاكم بيلغورود فياشيسلاف غلادكوف أن الهجوم أحدث أضرارا في 11 مبنى سكنيا و39 منزلا. 

واتّهمت موسكو كييف في السابق بشن ضربات على الأراضي الروسية، تحديدا في منطقة بيلغورود. 

من جهته، اتّهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو كييف بـ"استفزاز" بلاده. وقال إن جيشه اعترض صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية على بيلاروسيا قبل "نحو ثلاثة أيام".

وبيلاروسيا من أبرز حلفاء روسيا منذ فترة طويلة، ودعمت الغزو الذي بدأ في 24 شباط بينما اتّهمتها كييف بشن هجمات على الأراضي الأوكرانية.

لكن لوكاشنكو نفى أي دور لبلاده في حادثة عبر الحدود. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (بلتا) السبت "أكرر لكم، كما قلت قبل أكثر من عام، لا نية لدينا للقتال في أوكرانيا".

- "قتال عنيف" -
في هذه الأثناء، تواصل القصف الروسي الذي يسفر عن مقتل العشرات في جميع أنحاء أوكرانيا والمعارك العنيفة، حسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال زيلينسكي في خطاب السبت "يتواصل القتال العنيف على طول خط الجبهة في دونباس"، مضيفا أن "العدو يكثّف نشاطه في منطقة خاركيف".

وقالت السلطات المحلية في دونيتسك إن شخصين قتلا وجرح ثلاثة آخرون بينهم طفلان، في ضربة استهدفت بلدة دوبروبيليا.

وصرح مسؤول أوكراني الأحد بأن قوات بلاده نجحت في "وقف عمل" قاعدة عسكرية روسية في ميليتوبول، بينما أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الجوية دمرت نحو 20 وحدة روسية ومستودعين للذخيرة.

وقال إيفان فيدوروف رئيس بلدية ميليتوبول إن "الدخان يلف البلدة".

من جانبه،  قال الرئيس الأوكراني "لم تنته الحرب بعد (...) وقسوتها تشتد في بعض الأماكن ولا يمكن أن ننساها".

- حاجة إلى "استثمارات ضخمة" -
تحدّث زيلينسكي في خطابه أيضا عن مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا من المقرر أن ينطلق الاثنين في سويسرا. وسيجتمع قادة عشرات الدول والمنظمات الدولية في مدينة لوغانو بهدف وضع خريطة طريق لتعافي البلد الذي تمزّقه الحرب.

وقال زيلينسكي إن إعادة إعمار أوكرانيا "تحتاج إلى استثمارات ضخمة -- مليارات وتكنولوجيا جديدة ومؤسسات جديدة وبالطبع، إصلاحات".

وأشار إلى أن الحرب أثّرت على عشر مناطق في أوكرانيا فيما بات يتعيّن "إعادة بناء" العديد من البلدات والقرى "من الصفر".

يتوقع أن تحدد خريطة الطريق احتياجات إعادة الإعمار بما في ذلك البنى التحتية المدمرة والمتضررة واقتصاد أوكرانيا المنهار إلى جانب الاحتياجات البيئية والاجتماعية. وتقدّر الكلفة بمئات مليارات الدولارات.

كما ستواجه أوكرانيا مطالبات بإصلاحات واسعة، خصوصا في ما يتعلّق بمكافحة الفساد. 

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على الحاجة إلى الإصلاحات وقالت إن عضوية الاتحاد الأوروبي المنشودة "في متناول" أوكرانيا، لكنها حضّت كييف على العمل على إجراءات لمكافحة الفساد.

وقبل الحرب، كانت أوكرانيا مصدّرا رئيسيا للمنتجات الزراعية، لكن الغزو الروسي أحدث أضرارا في الأراضي الزراعية وسيطرت موسكو خلاله على موانئ أوكرانية أو جرفتها أو حاصرتها، ما أثار مخاوف حيال النقص في الغذاء وخصوصا في الدول الفقيرة.

وحذّر المزارع سيرغي ليوبارسكي الذي يملك حقولا قريبة من خط المواجهة من أن الوقت ينفد لحصاد محصول العام الحالي.

وقال "يمكننا الانتظار حتى العاشر من آب على أبعد حد، لكن بعد ذلك ستجف الحبوب وتسقط أرضا".

واتّهمت القوى الغربية بوتين باستخدام المحاصيل العالقة سلاحا لزيادة الضغط على المجتمع الدولي بينما اتُّهمت روسيا بسرقة الحبوب.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium