النهار

قتلُ الظواهري "تحذيرٌ" لروسيا والصين؟
المصدر: "النهار"
"واشنطن بوست": بن لادن مثّل "أرستوقراطية الإرهاب". الظواهري "طبقته الوسطى المتعلمة".
قتلُ الظواهري "تحذيرٌ" لروسيا والصين؟
الزعيمان السابقان لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، 1998 - "أ ف ب"
A+   A-

تعليقاً على اغتيال الولايات المتحدة الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، رأى الكاتب السياسي في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناشيوس أنّه لا بد من أن يكون الظواهري قد أمل بأنه أصبح في مأمن بعد وصول "طالبان" إلى السلطة والانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان. وربما ظن في ساعاته الأخيرة أنه فاز في جهاده.

 

لكنّ صواريخ "هلفاير" الأميركية وجدته بدقة لا ترحم ولا هوادة فيها حين كان على شرفته في وقت باكر من صباح الأحد. استطاع الظواهري أن يعيش اكثر من أسامة بن لادن بأحد عشر عاماً لكنه في النهاية قتل هو الآخر.

 

كان لبايدن الكلمة النهائية بالنيابة عن الشعب الأميركي: "مهما استغرق الأمر وقتاً، وبغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، إذا كنتَ تمثل تهديداً لشعبنا، فستجدك الولايات المتحدة وتتخلص منك".

 

بحسب إغناشيوس، ارتكبت الولايات المتحدة بعض الأخطاء الكارثية خلال حملة مكافحة الإرهاب التي بدأت في 11 أيلول مثل المبالغة في رد الفعل كدولة وكجيش عبر إرسال قوات إلى أراض إسلامية بالطريقة نفسها التي لا بد أن يكون قد حلم بها الظواهري وبن لادن. لكن في تتبع المهمة الجوهرية لمكافحة الإرهاب، أي السعي إلى المحاسبة والعدالة، ظلت الدولة مركّزة.

 

افتقر الظواهري للأداء المسرحي المرعب لبن لادن لكنه كان ربما الصورة الأكثر صدقاً عن الغضب المكبوت الذي غذّى "القاعدة". بينما مثّل بن لادن الشيخ النحيف والأنيق كان الظواهري الطبيب الممتلئ الجسم الذي يرتدي النظارات.

 

جسّد الظواهري تقاطع التكنولوجيا الحديثة وقيم القرن السابع ممّا جعل "القاعدة" قابلة للاشتعال إلى هذا الحد. ويستشهد إغناشيوس بدراسة لورنس رايت "البرج الذي يلوح في الأفق" والتي ذكرت أن 31 من أقرباء الظواهري كانوا أطباء أو كيميائيين أو صيادلة.

 

لقد كان بايدن أرستوقراطي الإرهاب لكن الظواهري طبقته الوسطى المتعلمة. تعود جذوره إلى جماعة الإخوان المسلمين وقد ألهمه سيد قطب الذي رأى الغرب كفتنة جنسية يجب على المسلمين الورعين رفضها وتدميرها.

 

بعدم نجا من غارة أميركية في باكستان سنة 2006، وصف الظواهري جورج بوش الابن بأنه "جزار واشنطن" و"فاشل" مضيفاً: "من الذي ينسحب من العراق وأفغانستان، نحن أم أنت؟"

 

ورأى الظواهري في الثورات العربية تأكيداً على آماله بانتفاضة مسلمة ضد الغرب وداعميه. بقي الظواهري متعصباً، وعلى الرغم من مخاوف بن لادن من المخاطرة بفتح ساحات قتال جديدة، أراد مواصلة مهاجمة القوات الأميركية أينما انتشرت. لكن كما هي الحال مع العديد من الراديكاليين، وجد الظواهري نفسه مهمشاً من خلفاء أكثر تطرفاً مع بروز داعش. حتى في أفغانستان التي اختبأ فيها الظواهري سراً، أصبح داعش أقوى بكثير من "القاعدة".

 

وتابع إغناشيوس متصوراً أن يكون الظواهري قد قلق في العقد الأخير من أنه قد بات رجلاً منسياً. لكن ذلك لم يكن صحيحاً تماماً. ظل هوساً يومياً لخبراء مكافحة الإرهاب في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية. "هذا تحذير للروس، الصينيين أو أي شخص آخر يشك في قوة الولايات المتحدة الدائمة. قد يبدو الأميركيون غير صبورين وغير موثوق بهم. لكن لديهم ذاكرات طويلة".

 

 

 

 

 

اقرأ في النهار Premium