حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الخميس تقدما مع قرب اكتمال فرز الأصوات بعد انتخابات الثلثاء، ما سيساعده على تشكيل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.
وفقا للجنة الانتخابات المركزية وبعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات فإن الكتلة اليمينية التي يتزعمها نتنياهو جاءت في الصدارة بعد الانتخابات الخامسة خلال أقل من أربع سنوات.
ويبدو أن الليكود وحلفاؤه من اليهود الأرثوذكس المتطرفين وتحالف الصهيونية الدينية المتشدد في طريقهم لإحراز أغلبية مستقرة في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا وبالتالي إنهاء حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي.
ولا تزال كتلة نتنياهو متصدرة مع 65 مقعدا.
ولم يقر رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد بعد بالهزيمة وطمأن أنصاره في حزب "يش عتيد" الوسطي ليلة الانتخابات مشيرا إلى الحاجة إلى الانتظار حتى فرز جميع الأصوات.
أما حزب "ميرتس" اليساري فما زال يقترب من تجاوز عتبة الحسم البالغة 3,25 في المئة وهي النسبة المطلوبة لتأمين أربعة مقاعد برلمانية.
وفي حال تجاوز ميرتس نسبة الحسم فقد يؤثر ذلك على نتنياهو لكن الأمر لن يهدد حصول كتلته على الأغلبية.
- محادثات تشكيل التحالف -
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس بدء نتنياهو بإجراء محادثات ائتلافية لكن لم يتم تأكيد ذلك من قبل حزبه الليكود.
وفي حال أكدت النتائج الانتخابية فوزه، يتعين على الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأسبوع المقبل تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة خلال 42 يوما.
أما نتنياهو فسيبدأ توزيع الحقائب الوزارية على شركائه في التحالف وهذا يعني منح حقائب مهمة لأعضاء تكتل الصهيونية الدينية اليميني المتطرف الذي من المتوقع أن يحصل على 14 مقعدا، الأمر الذي يعتبر سابقة.
من جهته، طالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير وهو الذي لطالما طالب بضم إسرائيل لكامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام وهو منصب سيجعله مسؤولا عن الشرطة.
وكان بن غفير قد جدد مؤخرا دعواته للأجهزة الأمنية باستخدام مزيد من القوة في مواجهة تصاعد النزاع مع الفلسطينيين.
وقال بن غفير ليلة الانتخابات "حان الوقت لنعود أسياد بلادنا".
بالنسبة للمحاضرة السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية يوليا إلعاد سترينغز فإن بن غفير هو "الرابح الأكبر في هذه الانتخابات".
وقالت سترينغز "لقد سحب (بن غفير) من الحريديم (اليهود المتزمتين) ومن الليكود ناخبين شباب جدد وأشخاصا لم يحددوا خياراتهم".
أما بتسلئيل سموتريتش فيسعى إلى الحصول على وزارة الدفاع وهو مسعى غير مريح لنتنياهو الذي حرص على الاحتفاظ بالمنصب على مدار 15 عاما قضاها في السلطة.
ويبدو أن وجود بن غفير في حكومة مستقبلية قد أثار قلق الخارجية الأميركية.
- انشقاق عربي -
وتزامنت انتخابات الثلثاء مع تصاعد العنف في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل.
وقتل أكثر من 30 فلسطينيا وثلاثة إسرائيليين منذ تشرين الأول وفق حصيلة لفرانس برس.
الخميس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل مهاجم يحمل سكينا نفّذ هجوم طعن أصاب فيه ضابطا إسرائيليا في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وفيما أعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية المتوقعة تظهر تنامي مظاهر "التطرف" و"العنصرية" في المجتمع الإسرائيلي.
وبعد مرور يومين على التصويت، تبقى على اللجنة المركزية للانتخابات فرز أصوات الجنود والديبلوماسيون والسجناء.
وينظر إلى انقسام الأحزاب العربية كسبب سمح بتصدر نتنياهو بعد أن خاضت الانتخابات بثلاث قوائم منفصلة بدلا من قائمة واحدة مشتركة سمحت لها بالفوز بعدد قياسي من المقاعد في انتخابات آذار 2020.
وتسبب الانقسام في ضياع أصوات الناخبين العرب وعدم اجتياز بعض القوائم عتبة الحسم.
ودافع زعيم حزب التجمع الوطني الديموقراطي سامي أبو شحادة عن قرار حزبه الترشح بشكل مستقل.
وقال النائب العربي الذي يرفض بشكل تام أي تعاون مع الحكومات الإسرائيلية "ربما فقدنا تمثيلنا في الكنيست (البرلمان) لكن كسبنا حب شعبنا".