حذّرت إيران الحكومة الفرنسية الأربعاء من ردّ حاسم، بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة رسوما كاريكاتورية "مهينة" للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، فيما استدعت الخارجية الإيرانية السفير الفرنسي في طهران على خلفية هذه المسألة.
ونشرت المجلة في عدد خاص الأ{بعاء رسوما كاريكاتورية لخامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران، وصاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا.
وأتت الرسوم في سياق مسابقة أعلنت عنها المجلة دعما للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول عقب وفاة الشابة مهسا أميني على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر تويتر "إن العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر دون رد حاسم وفعال".
وأضاف "لن نسمح للحكومة الفرنسية بتجاوز حدودها. لقد اختاروا طريقا خاطئا بالتأكيد".
وأطلقت المجلة في كانون الأول/ "مسابقة دولية لإعداد رسوم كاريكاتورية" لخامنئي بهدف "دعم الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم".
استدعاء السفير الفرنسي في طهران
من جانبها، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية "السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية للمرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية"، وفق وكالة "إرنا" للأنباء.
وأضافت "إرنا" أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير في لقاء عقد الأربعاء "احتجاج ايران الشديد على الحكومة الفرنسية" مؤكدا أن "الجمهورية الاسلامية لن تقبل اطلاقا بالاساءة الى المقدسات ومبادئها الاسلامية والمذهبية والوطنية".
وتابع "لا يحق لفرنسا تبرير الاساءة الى مقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية البيان" وفق وكالة الأنباء.
وقال كنعاني "الجمهورية الاسلامية الإيرانية تحمل الحكومة الفرنسية المسؤولية بشأن التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض" بحسب ما أوردت "إرنا".
وختم، بحسب الوكالة الإيرانية أيضا، أن "ايران تحتفظ بحقها في اتخاذ الرد المناسب على هذا الاجراء" وسلّم السفير الفرنسي مذكرة احتجاج رسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية في هذا الخصوص، مؤكدا أن "الجمهورية الاسلامية تتوقع رد وإيضاح الحكومة الفرنسية واتخاذ اجراء تعويضية عبر التنديد بسلوك الصحيفة".
وكان مدير المطبوعة لوران سوريسو المعروف باسم ريس أوضح أن ذلك "كان طريقة لإظهار دعمنا للرجال والنساء الإيرانيين الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن حريتهم ضد النظام الديني الذي يضطهدهم منذ العام 1979".
من جهتها، رأت الوزيرة الفرنسية السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي لوازو في تغريدة أن رد الفعل الإيراني "محاولة للتدخل" في شوؤن "شارلي إيبدو" و"تهديد" للمجلة.
وأضافت "ليكن الأمر واضحا: النظام القمعي الديني في طهران لا يسعه أن يملي دروسا لفرنسا".