يمر شهر رمضان للعام الثاني على التوالي على مسلمي اوكرانيا على وقع حرب مع روسيا. وفي مسجد عند خطوط القتال الشرقية، ادى عدد من الجنود المسلمين صلاة التراويح هذا الاسبوع.
بدأ الإمام مراد سليمانوف بالدعاء "ادعو الله ليحفظ مسجدنا. ادعو الله ان يحمي اوكرانيا (...) ويعاقب الطغاة".
ولم يكن هناك سوى 16 مصليا في المسجد، من بينهم 11 ارتدوا الزي العسكري بما في ذلك امرأة.
وأكد الإمام للمصلين إن "رمضان شهر الانتصارات".
ويحتوي المسجد على العديد من النوافذ المكسورة وجدران غطيت بالشظايا حيث انفجر صاروخ في مكان قريب قبل يومين.
ومن بين المصلين، سعيد اسماعيلوف الذي كان يعد احدى ابرز القيادات الإسلامية في البلاد. وأصبح اليوم بعد استقالته عند بدء الحرب سائق سيارة اسعاف مع متطوعين لإجلاء الجنود المصابين من الجبهات.
يتحدر اسماعيلوف (44 عاما) من جماعة التتار وهي جماعة عرقية مسلمة في اوكرانيا. ويقول لوكالة فرانس برس إنه يشعر بحماية الله من الخطر.
ويتابع "كانت هناك اوقات تعرضت فيها سيارة الاسعاف الخاصة بي للشظايا. الحمد لله، لم اصب بأي اذى".
عند اندلاع الحرب، كان الرجل يتولى منصب المفتي في ادارة "الامة" في اوكرانيا لثلاثة عشر عاما. ولكن المسجد اصبح فارغا مع نزوح الكثيرين من المنطقة.
وأضاف "شعرت بأنني عديم الفائدة"، مشيرا الى انه اختار "الدفاع عن وطني. والآن اقوم بإجلاء المصابين".
وعلى الرغم من عمله، يؤكد أن بإمكانه الالتزام بالصوم في شهر رمضان، متذكرا كيف أمضى شهر رمضان العام الماضي في مدينة ليسيتشانسك التي شهدت قصفا عنيفا قبل انسحاب الجيش الاوكراني.
ويوضح أنه "اعتدت على احياء شهر رمضان في خضم الحرب. هذا ليس بأمر جديد"، مشيرا الى أنه "يملك كل ما هو بحاجة إليه للصوم". ويحاول تخصيص ساعتين لصلاة التراويح ليلا.
- صعوبات جمة-
بحسب اسماعيلوف، فإن "الأمر صعب على المسلمين الذين يضطرون للبقاء في الخنادق. إنهم يشعرون بالبرد وتمطر في اغلب الاوقات وهناك الكثير من المياه (...) من الصعب أن تكون مسلما هناك".
ولا يعلم اسماعيلوف كيف سيقضي عيد الفطر هذا العام.
ويضيف "المرء يكون محظوظا إن تمكن من زيارة مسجد حاليا. ليس معروفا كم شخص سيأتي لاداء الصلاة وما اذا كانوا سيأتون اصلا".
نشأ اسماعيلوف في دونيتسك في شرق اوكرانيا. وشعر بالفضول تجاه أصوله المسلمة التي لم يعرف والداه الكثير عنها- وتوجه للدراسة في جامعة إسلامية في موسكو ليصبح إماما في دونيتسك بعدها.
ويفضل اليوم التحدث باللغة الاوكرانية على الرغم من نشأته في منطقة تتحدث الروسية.
وينتقد اسماعيلوف المسلمين الروس الذين يدعمون الحرب، قائلا إنه "امر مثير للاشمئزاز"، مشيرا الى أن روسيا تعامل الاقليات العرقية فيها وغالبيتهم من المسلمين بتعال و"تستخدمهم كوقود للمدافع" في هذه الحرب.
وبحسب اسماعيلوف فإنه "ليس سرا أن غالبية القتلى من جنود العدو يتحدرون عرقيا من بورياتيا وداغستان وتاتارستان والشيشان".
ويرى المفتي سليمانوف الذي انتخب في تشرين الثاني الماضي خلفا لاسماعيلوف أن "الكثير من المقاتلين المسلمين يرغبون بالصيام".
ووقف جندي خارج المسجد قائلا إنه يصوم رمضان كغالبية الجنود المسلمين إلا في حال كانوا في مهمة قتالية.
ويقول "عندما تذهب إلى خط القتال الإمامي فإنه يسمح لك بالإفطار. ويمكنك الصيام إن لم يكن الجو حارا ولا تشعر بالعطش".