النهار

6 قتلى بإطلاق نار قرب شيكاغو بعيد الاستقلال... توقيف الفاعل وبايدن في "صدمة": لإنهاء وباء العنف (صور)
المصدر: "أ ف ب"
6 قتلى بإطلاق نار قرب شيكاغو بعيد الاستقلال... توقيف الفاعل وبايدن في "صدمة": لإنهاء وباء العنف (صور)
مكان إطلاق النار في شيكاغو (أ ف ب).
A+   A-
أعلنت السلطات الأميركية أنّها أوقفت، مساء الإثنين، شاباً يشتبه بأنّه أطلق النار في مدينة هايلاند بارك القريبة من شيكاغو (شمال) على حشد من الناس كانوا يحضرون استعراضاً بمناسبة عيد الاستقلال، في هجوم أوقع 6 قتلى و26 جريحاً على الأقلّ.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إنّ المشتبه به روبرت إي. كريمو الثالث الملقّب بـ"بوبي" (22 عاماً) "أوقف بدون حوادث" بعدما رصدته الشرطة وهو يقود سيارة على طريق سريع خارج شيكاغو، لتنتهي بذلك عملية تعقّب شارك فيها المئات من عناصر الشرطة.

وكانت الشرطة نشرت صورة للمشتبه به بدا فيها شاباً ذا وجه نحيل تغطّي الوشوم رقبته وقد عرّفت عنه بأنّه "يتحدّر من المنطقة".
 


ووقعت هذه المأساة الجديدة في بلد لم يستفق بعد من صدمات متتالية أحدثتها سلسلة هجمات مسلّحة أوقعت العديد من القتلى.

وقالت الشرطة إنّ المشتبه به تسلّح ببندقية قويّة واعتلى سطح متجر حيث راح منه يطلق النار على أناس تجمّعوا للتفرّج على الاستعراض السنوي بمناسبة العيد الوطني الذي تحتفل به الولايات المتحدّة في الرابع من تموز من كل عام.

وبحسب شرطة هايلاند بارك، البلدة الفارهة الواقعة على ضفاف بحيرة ميشيغن والبالغ عدد سكّانها 30 ألف نسمة، فإنّ المسلّح ما لبث أن ترجّل واستقلّ سيارة فضية اللون من طراز هوندا فيت ولاذ بالفرار.

وشارك مئات الشرطيين في عمليات البحث عن مطلق النار الذي أرفقت الشرطة صورته بتحذير قالت فيه للسكّان "عليكم بالتزام أقصى درجات الحيطة، هذا الرجل فارّ. إنّه يعتبر مسلّحاً وخطراً".

وبعد إلقاء القبض على المطلوب، قال لو جوغمان قائد شرطة هايلاند بارك للصحافيين إنّ توقيفه تمّ "بدون مشاكل" في ختام عملية مطاردة قصيرة على الطريق السريع.

ويمتلك "بوبي" عدداً من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يعرّف فيها عن نفسه بأنه موسيقي من شيكاغو يدعى "آويك ذي رابر".

وقبل القبض عليه نشرت الشرطة تعزيزات شملت عربات مدرّعة ووحدات فدرالية.
 


ماذا جرى في شيكاغو؟

قُتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من 15 آخرين بجروح في ولاية إيلينوي الأميركية الإثنين برصاص مسلّح أطلق النار من بندقية على جمع كان يشارك في مسيرة بمناسبة عيد استقلال الولايات المتّحدة، وفق ما أفاد مسؤولون.

وقال كريس أونيل قائد شرطة مدينة هايلاند بارك قرب شيكاغو حيث وقع الهجوم إنّه "في الوقت الحالي، نُقل أكثر من 20 شخصاً إلى مستشفى هايلاند بارك تمّ تأكيد وفاة ستّة منهم".

ووصف أونيل مطلق النار بأنه رجل أبيض بشعر أسود طويل وعمره بين 18 و20 عاماً، مضيفاً: "نحضّ الجميع في هذا الوقت على البقاء محتّمين في أماكنهم".

وأعطت نانسي روترنغ، رئيسة بلدية هايلاند بارك التي تقع قرب شيكاغو، نفس حصيلة الضحايا، مندّدة بأعمال العنف التي تحدث خلال أيام العطل.

وقالت إنّه "في يوم اجتمعنا فيه للاحتفال بالمجتمع والحرية، نقوم بدلاً من ذلك بالعزاء بالخسائر المأسوية في الأرواح ومواجهة الإرهاب الذي فرض علينا".

وقال المسؤولان إنّ إطلاق النار بدأ قرابة الساعة 10,14 صباحاً (15,14 ت غ).

وإثر الهجوم، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن مواصلة الكفاح لإنهاء "وباء" العنف المسلح في أميركا.

وقال بايدن أنه وزوجته "صُدما بعنف السلاح الذي أصاب في يوم الاستقلال مجدّداً مجتمعاً أميركياً بالأسى".

وأضاف: "لن استسلم في مكافحة وباء عنف السلاح"، مشيراً إلى توقعيه أول قانون أساسي بهذا الشأن، لكن تبقى هناك حاجة إلى "المزيد من العمل".

وتتعاون وكالات إنفاذ القانون المتعددة، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة الولاية ومكتب رئيس البلدية، في الاستجابة للهجوم.

وأعلنت هايلاند بارك إلغاء جميع احتفالات الرابع من تموز نتيجة، وكذلك فعلت مدينة إيفانستون المجاورة.

وقالت السلطات في إيفانستون في بيان إنّه "على الرّغم من عدم وجود تهديد محدّد لسكان المدينة، إلا أن مطلق النار لا يزال طليقاً، لذلك تقرّر إلغاء الاحتفالات بحذر شديد".
 


"يكفي"

وفي تغريدة عبر "تويتر"، أفاد النائب الأميركي براد شنايدر، الذي شارك في المسيرة، أنّ "مسلّحاً أطلق النار في هايلاند بارك خلال مسيرة يوم الاستقلال".

وتابع: "سمعت عن وقوع خسائر في الأرواح وإصابة أشخاص بجروح. تعازيّ لعائلات وأقارب الضحايا، وصلواتي للمصابين ولمجتمعي"، مضيفا ً"هذا يكفي".

وتتسبّب حوادث إطلاق النار بمقتل نحو 40 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة، ويشمل الرقم حالات الانتحار، وفقاً للموقع الالكتروني لمنظمة "أرشيف عنف السلاح".

وأعاد الجدل حول حيازة السلاح في الولايات المتحدة وقوع مجزرتين في أيار أسفرتا عن مقتل 10 متسوقين سود في متجر في شمال ولاية نيويورك و21 شخصاً غالبيتهم العظمى من الأطفال في مدرسة ابتدائية في تكساس.

وفي أعقاب هاتين المجزرتين أقرّ الكونغرس أول مشروع قانون رئيسي منذ عقود يفرض بعض القيود على حيازة الأسلحة النارية، وقد وقّعه الرئيس بايدن أواخر حزيران، معتبراً أنّه رغم عدم تلبية هذا التشريع لما هو مطلوب حقا إلا أنه قد يساهم في إنقاذ حياة الناس.

لكن قبل يوم، تعرض مؤيدو القوانين الصارمة لحيازة الأسلحة لنكسة بعدما قضت المحكمة العليا الأميركية بأن للأميركيين الحق في حمل مسدسات في الأماكن العامة، وهو قرار تاريخي قد تكون له آثار بعيدة المدى على الولايات والمدن التي تحاول كبح عنف الأسلحة الفردية.
 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium