النهار

راقصة الباليه الأوكرانية التي ذهبت إلى الحرب
المصدر: "النهار"
"إيكونوميست" تستعرض قصة راقصة الباليه التي ترى نقاطاً مشتركة بين الرقص والحرب.
راقصة الباليه الأوكرانية التي ذهبت إلى الحرب
راقصة الباليه أوليسيا فوروتنيك - الصورة عن مجلة "إيكونوميست"
A+   A-

تركت راقصة الباليه أوليسيا فوروتنيك (30) الأوبرا الوطنية التي تقدّم معها الأداء الفني للمشاركة في الدفاع عن وطنها. بحسب مجلة "إيكونوميست"، كانت فوروتنيك ترقص باحتراف مع الأوبرا منذ 2009. لعبت الجمباز في مرحلة الطفولة قبل أن تبدأ دروس الباليه في العاشرة من عمرها. درست في جامعة الكوريوغرافيا في كييف قبل أن تنضم إلى الأوبرا الوطنية.

 

"هوايتي"

شكلت الخدمة العسكرية جزءاً من حياتها كما قصتها مع الرقص. قتل زوجها منذ ثلاثة أعوام في دونباس. حين انطلقت الحرب في شباط، علمت أنه كان يجب عليها القيام بشيء، لكنها لم تكن متأكدة. "كان بإمكاني إطلاق النار، مع ذلك".

"إنها هوايتي. علمت أنه لو كان هنالك غزو كامل فإنني لن أذهب إلى الخارج. سأقاتل".

بحسب "إيكونوميست"، توقفت عن الباليه فوراً، وخدمت في أحد مراكز التفتيش حاملة رشاش "أك-47". كانت الأيام الأولى فوضوية كما تتذكر. قيل إن القوات الروسية حاصرت كييف. ترقب الناس دخول الدبابات. قررت فوروتنيك البدء بإجلاء المدنيين.

 

نقاط تشابه

تقدمت لاحقاً للانضمام إلى جيش الاحتياط. لم يكن دخولها سهلاً. أراد الجميع الالتحاق به. لكن التفضيلات صبت لصالح الرجال ذوي الخبرة العسكرية. تظنّ فوروتنيك أن هنالك نقاط تشابه بين الباليه والخدمة العسكرية.

يغرس الباليه الانضباط وينمّي قوة العقل كما يعني تحمّل الألم. "الأحذية تؤلم؛ البقاء على أصابعك يؤلم. تنزف قدمك. لكنك تتعلم الرقص مع كل ذلك". وفوروتنيك على معرفة بعدد من النساء اللواتي درسن الجمباز الإيقاعي وهنّ يخدمن في الجيش.

تم قبول فوروتنيك في جيش الاحتياط كما تنقل المجلة نفسها.

بدأت الحراسة في حيّها، وعملت في مراكز التفتيش. "لقد كان كابوساً. الخوف من المخربين كان في كل مكان".

 

كتب تاريخية و"أكاذيب"

إلى جانب الرقص والانضباط، زُرع في فوروتنيك الشعور الوطني منذ مرحلة باكرة. بعدما بدأ التمرد في 2014، توقفت موقتاً عن الرقص لتسافر إلى منطقة دونباس حيث رأت الوضع بأم عينيها. أحضرت معها كتباً أوكرانية إلى المكتبات في الشرق عن مواضيع ذات أهمية وطنية مثل المجاعة، التي تسبّب بها ستالين في أوكرانيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

بالنسبة إلى فوروتنيك، الحرب والوقائع بسيطة. أوكرانيا هي أمة سيّدة عظيمة يظهر شعبها وحدته. "نريد أن ينمو أطفالنا مع أوكرانيا قوية وواثقة بنفسها، لا بالأكاذيب التي بيعت إلينا خلال الاتحاد السوفياتي".

 

تشايكوفسكي خرج

توضح "إيكونوميست" أنّ للفنون دوراً خاصاً في هذا الصراع. بشراسة متفاوتة، قمع القياصرة والحكام السوفيات الثقافة الأوكرانية طوال قرون مضطهدين الفنانين الأوكرانيين ومسخّفين طموحاتهم الوطنية.

منذ بدأت الحرب، لم تعد مجموعة الباليه التي تؤدي معها فوروتنيك رقصاتها تستعرض أعمال الروس. "لم يعد هنالك المزيد من "بحيرة البجع" تقول فوروتنيك. خرج تشايكوفسكي.

هنالك خلافات غربية حول جدوى مقاطعة الثقافة الروسية وكيفية التعامل مع الفنانين الروس. لكنّ الوضع واضح بالنسبة إلى فوروتنيك. "الناس في ماريوبول المحتلة رفضوا أخذ الغذاء والمساعدات الإنسانية من الروس. لقد اختاروا التضور جوعاً. ليس عادلاً للباليه أن يؤدي (الأعمال الروسية) بينما يعانون".

في أوائل حزيران، قررت فوروتنيك أنه حان وقت الرقص مجدداً مع انتقال الصراع إلى مكان بعيد من كييف. لكنها تدرك أنه قد يتم استدعاؤها مجدداً. لا تزال تتدرب على إطلاق النار كل يوم تقريباً.

 

اقرأ في النهار Premium